عرب وعالم

بعد أشد الأيام دموية في السودان.. غليان ودعوات للتصعيد

تم النشر في 19 تشرين الثاني 2021 | 00:00

تعهّد معارضون في السودان بتصعيد الاحتجاجات إثر أنباء عن مقتل 15 مدنيا في أشد الأيام ‏دموية منذ بدء الأحداث في البلاد الشهر الماضي‎.‎

وبعد وفيات الأربعاء، التي أحصاها مسعفون متعاطفون مع الحركة الاحتجاجية، يرتفع العدد ‏الإجمالي للقتلى منذ بدء الأحداث في 25 أكتوبر إلى 39 على أدنى تقدير‎.‎

وأثارت أحدث أعمال العنف موجة تنديد من الدول الغربية، التي أوقفت مساعداتها الاقتصادية ‏للسودان، ورغم الضغوط الاقتصادية نظرا لحاجة السودان الملحة للمساعدات، تتعثر جهود ‏الوساطة لإيجاد مخرج من الأزمة‎.‎

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إنها "لحظة حرجة فعلا"، معبرا عن إحساس ‏‏"إيجابي إلى حد ما" بعد المحادثات الأخيرة، التي أجرتها مولي في مساعدة وزير الخارجية في ‏الخرطوم، مضيفا أنه يعرف "أن هذا يبدو غير منطقي‎".‎

ووصف المتظاهرون سلوك الشرطة في مظاهرات الأربعاء بأنه أشد عدوانية من ذي قبل، فيما ‏يقول الجيش إن الاحتجاجات السلمية مسموح بها‎.‎

واستمرت المواجهات، الخميس، في ضاحية الخرطوم بحري بشمال الخرطوم والتي شهدت أسوأ ‏أعمال العنف، الأربعاء‎.‎

وقال شاهد إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي أثناء قيامها بإزالة ‏الحواجز التي نصبها المتظاهرون، الذين كانوا يتفرقون ويعيدون التجمع‎.‎

أضاف شاهد في أم درمان على الضفة الأخرى من نهر النيل إن القوات تزيل المتاريس وتستخدم ‏الغاز المسيل للدموع وتعتقل المتظاهرين‎.‎

وأصدرت مجموعة من لجان المقاومة تعكف على تنسيق الحركة الاحتجاجية في شرق الخرطوم ‏بيانا أعلنت فيه الدخول "في جدول التصعيد المفتوح حتى إسقاط السلطة الانقلابية‎".‎

وقال عضو كبير في التنسيقية، طالبا عدم نشر اسمه، إن مشاورات تجري بين لجان المقاومة ‏بشأن التصعيد‎.‎

وفي احتجاجات الأربعاء، رفع المحتجون صورا لأشخاص قتلوا في مظاهرات سابقة‎.‎

وندّدت الأمم المتحدة بتكرار الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين‎.‎

وأوضح المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوغاريك إن المنظمة تدعو السلطات وقوات ‏الأمن للتحلي بضبط النفس والكف عن ارتكاب مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان والإفراج عن ‏كل من تم احتجازهم منذ الانقلاب‎.‎

الشرطة السودانية

من جانبها، أعلنت الشرطة السودانية، الخميس، أن القوات الأمنية تعرضت لعنف غير مبرر ‏خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد منذ 25 أكتوبر‎.‎

وقال مدير شرطة الخرطوم الفريق زين العابدين عثمان إن بعض التظاهرات التي شهدها ‏السودان خلال الأيام الماضية "لم تكن سلمية وتخللتها اعتداءات على قوات الأمن"، مؤكدا أن ‏الشرطة "تعمل على تأمين الوقفات الاحتجاجية، وستستمر بحماية مؤسسات الدولة‎".‎

وأشار زين العابدين عثمان إلى أن قوات الشرطة تعمل على حماية المتظاهرين منذ سنوات، في ‏إشارة إلى الاحتجاجات التي أطاحت بنظام عمر البشير في ديسمبر 2018‏‎.‎

وتابع: "طيلة هذه الفترة، الشرطة تعمل على تأمين الحراك والمتظاهرين. كل الوقفات المعلنة ‏كانت تمر بسلام تحت تأمين الأجهزة الأمنية‎".‎

الموقف الأميركي

وفي إفادة للصحفيين على متن الطائرة من نيروبي إلى أبوجا ضمن جولة وزير الخارجية أنتوني ‏بلينكن في إفريقيا، ألمح المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية إلى نقطة تدعو للتفاؤل ‏بشأن السودان عندما قال "يبدو لي أن الجميع يريدون سبيلا للعودة‎".‎

وعيّن البرهان في الأسبوع الماضي مجلسا حاكما جديدا، في خطوة قالت قوى غربية إنها تعقد ‏جهود عودة الانتقال للديمقراطية، لكنه لم يعين حكومة جديدة حتى الآن، مما يترك على الأقل ‏الباب مفتوحا أمام احتمال التوصل لحل وسط بشأن إدارة جديدة‎.‎

لكن محللين يقولون إن ذلك يسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها البرهان في تأمين الدعم ‏المدني لحكومة جديدة‎.‎

خدمات الإنترنت

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أن خدمات الإنترنت تعود بشكل تدريجي، حيث ‏يؤدى انقطاع خدمات الإنترنت والهواتف إلى تعقيد جهود حشد المتظاهرين‎.‎

ودعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى عودة رئيس الوزراء عبد ‏الله حمدوك للمشهد والإفراج عن المدنيين المحتجزين الآخرين‎.‎

وقال بوريل: "في حالة عدم عودة النظام الدستوري فورا، سيترتب على ذلك عواقب وخيمة فيما ‏يتعلق بدعمنا، بما في ذلك الدعم المالي"‏‎.‎




سكاي نيوز عربية ‏