ناقوس الخطر يُقرع بشدة في العراق وسوريا محذراً من عودة التنظيمات المسلحة لكن هذه المرة بثوب جديد.
في العراق عادت الهجمات لمناطق صلاح الدين وديالى إلى حد أقل، وفي سوريا يتحدث المعنيون عن أكثر من 1000 مقاتل داعشي في وادي الفرات الأوسط.
المناطق الهشة
يصف خبراء عراقيون المناطق التي نشط فيها داعش بأنها "المناطق الهشة"، ويصفها آخرون بأنها مناطق الفراغ الأمني، حيث لا وجود للقوات الحكومية، ويطلقون على المعارك التي تدور في كل مكان منها اليوم وصف "الحرب الدافئة" لتمييزها عن الحرب الباردة، وعن الحروب الكبرى، بحسب ما ذكر "دويتشه فيله" على موقعها الإلكتروني.
ما عُرف بـ"دولة الخلافة" فقد سيطرته على أغلب المناطق التي رفع فوقها راياته السود، والتي يُقدر عدد سكانها 9 ملايين نسمة بين غرب العراق وشرق سوريا.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال هذا الأسبوع أن بلاده توشك على دحر "دولة الخلافة" وصار الحديث يدور عن مصير المقاتلين والأسرى وعائلاتهم عشية التلويح بانسحاب وشيك لقرابة 2000 جندي أمريكي من شرق سوريا.
وتحدث مستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن بميونيخ عن ظهور جديد لتنظيم داعش بهيكلية واسم جديدين ربما على غرار تنظيم القاعدة، في حوار أجرته معه مجلة "دير شبيغل"، الألمانية.
ويتحدث خبراء استراتيجيون ووسائل إعلام عراقية منذ أكثر من سنة عن توسع المناطق الهشة في صلاح الدين وعودة تنظيم داعش إلى مناطق مطيبيجة، والمسحك، ومكحول، وصولاً إلى غرب بيجي والشرقاط، ونفى الدكتور عماد علو المتخصص في القضايا العسكرية والأمنية، ومستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب أن يكون حضور تنظيم داعش في هذه المناطق قد بلغ حد التهديد.
الخلايا النائمة
هذه الأعداد لا تدفع لحملة عسكرية كبيرة على تلك الجيوب، بحسب خبراء إلا أنها توصف بـ"خلايا نائمة" تسرب كثير من عناصرها تحت غطاء العوائل النازحة، ويعيشون عناصرها متخفين في مخيمات النازحين واللاجئين، وغادر بعضهم عائداً إلى الدول التي جاء منها، أو هاجر إلى أوروبا".
ولفت الخبير في القضايا العسكرية والأمنية الأنظار إلى أنّ عائلات عناصر داعش، سواء من العوائل العراقية المتصاهرة أو العوائل السورية المتصاهرة أو النساء الوافدات إليه من مختلف أنحاء العالم وخاصة من أوروبا بحاجة إلى أعادة تأهيل "لمحو آثار غسيل الدماغ الذي تعرضنّ له، وهذا ما لا تستطيع أن تنجزه الأنظمة السياسية في المنطقة، بل يحتاج إلى جهد دولي".
مؤتمر ميونخ
أعاد مؤتمر الأمن في ميونيخ إلى الأنظار دور تنظيم داعش في المنطقة، وأجمع الخبراء أنّ التنظيم لم يعد بنفس القوة، لكنه مصمم أن يسجل حضوره في المنطقة بطريقة أو بأخرى.
وتحدثت تقارير إعلامية عن عدد من مقاتلي التنظيم قدر بين 1000 و1500 مقاتل ينشطون في منطقة لا تتجاوز مساحتها 50 كيلومتراً على الحدود السورية العراقية، حسب ما نقلت شبكة "سي.أن.أن" الأمريكية وحسب تقرير "لبي.بي.سي"، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود 20 إلى 30 ألف، فيما تشير تقارير الاستخبارات الأمريكية إلى وجود 15 ألف منهم".
"إعادة الشتات"
يتعرض تنظيم داعش في سوريا إلى هجمات من جهات مختلفة قوضت أركانه ومصادر قوته، وذهبت بعض القراءات للمشهد إلى "أنّ ما يعرف باللجنة المفوضة لتنظيم داعش، تحاول من خلال وسائل التواصل الاجتماعي إعادة شتات التنظيم الآن، وهو ما يفسر قيام التنظيم ببعض العمليات في العراق في الآونة الأخيرة".
وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تنظيمات من قبيل حراس الدين، أو نصرة الإسلام والمسلمين، وقبلها جند الشام، والنصرة، وهو ما عده بعض المراقبين ظهوراً لتنظيمات قديمة بمسميات جديدة تخضع جميعها إلى منظمة لها هيكل تنظيمي وأيديولوجيا ولها مصادر تمويل، وهذا هو المهم مهما اختلفت الأسماء، وهو ما ضمن بقائها واستمراريتها.
وأشارت تقارير أمريكية "إلى أنّ هناك عملية تجنيد محلي في العراق وسوريا، بمعدل أكثر من 100 شخص في الشهر، وهذا يعني أن أيديولوجيا تنظيم داعش الإرهابي ما زالت تملك نوعاً من الجاذبية في المنطقة.