قال راعي ابرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد " لا بأس في موقف الحياد للبنان لكن الأهم أن نحيّد لبنان بيدنا بواسطة الإنتخابات النيابية ولا تكون انتماءات الكتل النيابية للخارج بل للبنان أولاً وأخيراً. هذا ما سيؤدي إلى حياد حقيقي. فلا ننتظر من الخارج شيئاً إذا كان الداخل لا يهيء هبة الخارج "!.
حداد كان يتحدث في عظة القاها خلال ترؤسه في كاتدرائية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك قداساَ احتفالياً بعيد "مار نقولا " شفيع الكاتدرائية بحضور النائبين ميشال موسى وسليم الخوري وجمع من المدعوين والمصلين وسط اعتماد إجراءات الوقاية من فيروس كورونا . وعاون المطران حداد رئيس الديوان الأسقفي في مطرانية صيدا الأرشمندريت جهاد فرنسيس ولفيف من الآباء وقامت بخدمة القداس جوقة شبيبة المخلص .
وقال حداد " نحتفل بأعياد السماء على طريقتنا ونقول عيدٌ وبأية حالٍ عدتَ يا عيدُ. بالرغم من كلّ مآسينا عاد العيد ليُدخل في قلوبنا بهجة ليست من صنع هذه الأرض والأرضيين بل من السماء هدية. فكل ما يأتينا من الأرضيين أمسى عبئاً لا يطاق مجبولٌ بأدنى درجات المفاهيم الإنسانية والإجتماعية والروحية" .
وأضاف" ماذا أصاب اللبنانيين؟ سؤال نطرحه كلّنا والجواب واحد: أصيبوا بالإحباط لأن مسؤوليهم أصيبوا بفشل الإدارة. لقد وهبنا الله أرضاً من أجمل بقاع الدنيا وشعباً راقياً وقابل التطور والرقي باستمرار. لكنه لم يوفقنا بحكامٍ ناجحين بل أوصلوا البلاد إلى نقطة مزدرية من النمو والتطور.تفكّكت الدولة كما نلمس يوماً بعد يوم. وهذا شرٌّ كبير وجبت المحاسبة عليه. دولة تستدين ومصرف مركزي يسمح بالدين ومصارف تقبل الإدانة والمثلث هذا لا يأبه بأن الواقعة ستقع وأن المودعين هم الذين دفعوا الثمن تعب حياتهم. فمن يحاكم هؤلاء. لا أحد. لقد شُلّت يد القضاء وتلبلن. إيانا ولبلنة الأمور في هذا الوطن".
وقال" نتطلع إلى هذا الواقع ونأمل بإيجابيةٍ ممكنة بأن وطناً جديداً قد يولد. فهلا سارعنا إلى ولادته. نريد لبناناً جديداً يؤمن بتداول السلطات وعدم التمسك بموقع أو محاصصة أو ما شابه".
وتابع " لا بأس في موقف الحياد للبنان لكن الأهم أن نحيّد لبنان بيدنا بواسطة الإنتخابات النيابية. إنه مفصل أساسي لكل تغيير حتى للحياد. الكتلة النيابية تحدد سياسة لبنان. لا انتماءات للخارج بل لبنان أولاً وأخيراً. هذا ما سيؤدي إلى حياد حقيقي. فلا ننتظر من الخارج شيئاً إذا كان الداخل لا يهيء هبة الخارج. ولا ننسى يا أحبة أننا أصبحنا دولة نفطية ويتسارع الخارج إلى وضع يده على ثروتنا غير آبه على تفكيك الدولة بل مساهماً أحياناً ومتفرجاً في أخرى".
وقال" من يحب لبنان لا يسرق أطباءه وممرضاته وأدمغته. بل يساهم في تثبيت الغنى الفكري والطبيعي والبشري فيه. إننا نشهد مجزرة الهجرة ..فنحن مقدمون على تغيير في الديمغرافيا اللبنانية بحيث يحل مكان المهاجرين شعوب أخرى ذات أبعاد مغايرة. والدعوة لأبنائنا ألا يهاجروا كعائلة برمتها بل على الأكثر واحد من أبناء كل عائلة ليسند الباقين في الوطن. هجرة العائلات ظاهرة مستجدة تجرح عمق الكيان اللبناني ".
وتوجه المطران حداد بالشكر لكل الذين يمدّون يدهم لإخوتهم في هذه الظروف الصعبة " فالغني مع الفقير والكبير مع الصغير وكل فئات الشعب تتلاقى حول قضية واحدة: التعاون للإستمرار والصمود". وخص بالشكر" وقف فقراء صيدا، ومؤسسة صاصي و"Oeuvre d’orient et SOS Chrétien " والسفارة الفرنسية والسيد شارل حنا من كرخا والسيدين مارك وكريستيان عوده وعائلة عوده وعائلة دبانة ومؤسسة كاريتاس وأبرشية كولونيا في ألمانيا ".
وختم حداد بالقول " بالرغم من مآسينا فنحن مستمرون في نشاطاتنا وفي أماكن عديدة. ننتظر كباقي الناس رحمة ربنا ووعي المسؤولين ونصلي.. لنرفع عيوننا إلى السماء ونطلب من الله بشفاعة القديس نيقولاوس الشفقة على شعب لبنان. لطالما نجانا الرب من مخاطر عديدة في هذا الوطن وبقي لبنان، لا تسمح يا رب أن يصيبه الإنحلال لأنه رسالة والرسالة لا تضمحل".
رأفت نعيم