عرب وعالم

كشف سرّ غارات إسرائيلية على مواقع في سوريا ‏

تم النشر في 15 كانون الأول 2021 | 00:00

يوم الثامن من حزيران/يونيو الماضي، شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية على مواقع ‏بعمق الأراضي السورية، وصفتها تقاير إعلامية آنذاك بأنها "غير عادية".‏

فتلك الغارات تميّزت عن مثيلاتها السابقات، بأنها لم تستهدف قوات إيرانية كما اعتدنا، ولا حتى ‏شحنات أسلحة، بل منشآت عسكرية تابعة للنظام في سوريا، جميعها على صلة بالبرنامج السابق ‏للأسلحة الكيمياوية، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الاثنين ‏الماضي.‏

ورغم أن إسرائيل رفضت التعليق حينها، وصف مسؤولو استخبارات وأمن حاليون وسابقون ‏مطلعون على المسألة، تلك الغارات بأنها جزء من حملة لوقف ما يعتقد الإسرائيليون أنه محاولة ‏ناشئة للنظام في سوريا لإعادة إنتاج غازات الأعصاب المميتة، وفق التقرير.‏

حقق هدفان.. اعتراف إسرائيلي بـ"قصف مميّز"‏

إلا أن الجديد اليوم أتى من تل أبيب نفسها، فقد أيدت أوساط سياسية وأمنية هناك، تقرير ‏الصحيفة الأميركية، وكشفت في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، الأربعاء، أن إسرائيل فعلاً ‏هاجمت مواقع تطوير أسلحة كيمياوية تابعة لقوات النظام في سوريا في يوم 8 يونيو/حزيران.‏

وقالت إن ذلك القصف دمر مرافق سلاح غير تقليدي، واستهدف ردع النظام من جهة، وتوجيه ‏رسالة تحذير إلى إيران، من جهة أخرى.‏

كما أشارت الأوساط إلى أن هذا القصف الذي استهدف 3 مواقع في محيط دمشق وحمص، كان ‏مميزاً عن الغارات التقليدية التي شنتها إسرائيل على سوريا، فعادة تستهدف الغارات الإسرائيلية ‏مواقع إيرانية أو مواقع للنظام يستخدمها حزب الله وغيره من الميليشيات الإيرانية، إلا أن "قصف ‏حزيران " جاء في موقع تحت الأرض تديره قوات النظام لإنتاج الأسلحة الكيمياوية.‏

أما غرضه، فكان توجيه رسالة إلى إيران مفادها أن بمقدور إسرائيل إصابة أهداف تحت ‏الأرض حتى في طهران نفسها.‏

‏3 أغراض

وعن هذا الموضوع، شرح المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أن ‏هدف هذا الهجوم تألف من 3 عناصر: الأول، منع حيازة النظام في سوريا قدرات غير تقليدية، ‏حتى لو كانت في مراحلها الأولى. والثاني، التوضيح للأسد أن إسرائيل لن تسمح لسوريا بالعودة ‏إلى تهديدها بسلاح دمار شامل. والثالث، إرسال رسالة إلى دول أخرى، وفي مقدمتها إيران، بأن ‏إسرائيل ستعمل بالطريقة نفسها ضد أي جهة تطور سلاحاً يهدد وجودها.‏

كما اعتبر مسؤولون عسكريون إسرئيليون أن الهجوم على المرافق العسكرية الكيماوية في سوريا ‏غير عادي، من حيث كونه بعيدا وعميقا، حيث استخدمت فيه الطائرات الحربية قنابل خاصة ‏تخترق طبقة من الباطون المسلح على عمق كبير، وذلك وفقاً لتقرير لصحيفة "يديعوت ‏أحرونوت".‏

وأشارت المعلومات إلى أن ثمة عنصرين مثيرين في هذا الهجوم، الأول هو توقيت التسريب ‏للصحيفة الأميركية، بعد انتهاء زيارة وزير الدفاع، بيني غانتس، للولايات المتحدة مباشرة ‏والتلميح لجميع الجهات في إيران والولايات المتحدة، بأن نوايا إسرائيل جدية بالعمل ضد تطوير ‏أسلحة غير تقليدية بحوزة أعدائها، والثاني هو وصف التنسيق الأمني الوثيق بين إسرائيل ‏والولايات المتحدة، وفق التقرير.‏

كذلك نسبت الصحيفة لمسؤولي استخبارات وأمن حاليين وسابقين مطلعين على المسألة، أن غارة ‏‏8 يونيو أتت كجزء من حملة لوقف ما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنه محاولة ناشئة لسوريا ‏لإعادة إنتاج غازات الأعصاب المميتة، وفق قولهم.‏

‏7 قتلة وإدانة ونفي

يشار إلى أن استهدفت إسرائيل كانت استهدفت في شهر حزيران/يونيو الماضي 3 منشآت ‏لأسلحة كيمياوية في سوريا، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير لها ‏الاثنين (13 ديسمبر/ كانون الأول 2021) نقلا عن 4 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، ‏ومسؤولي استخبارات غربيين اطلعوا على معلومات استخباراتية حساسة في وقت شن الهجمات.‏

فيما حددت المعلومات أن العملية أسفرت عن مقتل 7 جنود، بينهم عقيد وصفته تقارير محلية ‏بـ"الشهيد البطل" ومهندس عمل بمختبر عسكري سوري "سري للغاية".‏

وقد دانت حكومة النظام بشدة حينها الهجمات الإسرائيلية، وذلك في وقت ينفي فيه مسؤولون ‏هناك مرارا استخدام أو تصنيع الأسلحة الكيمياوية منذ 2013، إلا أن مسؤولين من الاستخبارات ‏الأميركية يشككون منذ فترة طويلة عن أن النظام يحتفظ، إن لم يكن يعيد بناء، عناصر أساسية ‏من برنامجه.‏

وعند طلب التعليق، من الصحيفة لم يؤكد المسؤولون الإسرائيليون الهجمات أو يوضحوا أسبابها، ‏حتى جاء الكشف اليوم نقلاً عن وسائل إعلام عبرية.‏




العربية.نت ‏