أظهرت نتائج دراسة علمية لخبراء ألمان أن المكفوفين يمكنهم المساعدة بشكل فعال على تشخيص مرض سرطان الثدي عبر حاسة اللمس. كيف ذلك؟ يتميز المكفوفون بحاسة لمس مرهفة ويمكن أن ينتبهوا إلى تفاصيل دقيقة جداً، عكس الناس العاديين. هذه الفكرة دفعت فريقاً من الباحثين الألمان بجامعة إرلانغن بولاية بافاريا للاستعانة ببعض المكفوفين في أبحاثهم من أجل تشخيص مرض سرطان الثدي، نقلاً عن الموقع الاخباري لصحيفة "آوغسبورغر تسايتونغ" الألمانية.
ومن بين هؤلاء فيليز دمير، التي فقدت بصرها. لكنها تستطيع أن ترى ببصيرتها ما قد يغيب عن الأطباء من تغييرات في أنسجة الثدي لدى مرضاهم، والتي يمكن أن تكون السبب وراء هذا المرض. بعد مرحلة التشخيص بالأصابع، تسجل دمير ملاحظاتها وتسلمها للطبيب لإجراء كشف بالأشعة.
في هذا الصدد، يقول البروفيسور ميشائيل لوكس من مستشفى أمراض النساء في جامعة إرلانغن: "أعتمد على الملاحظات التي تسجلها السيدة دمير عن طريق حاسة اللمس بأصابعها. بعدها أجري فحصاً بالأشعة. والنتيجة تكون أفضل مقارنة بالفحوصات التي يجريها الطبيب لوحده".
واستعان الطبيب الألماني لوكس في دراسته بـ395 امرأة لم يسبق لهن إجراء جراحة للثدي، رغم أن الكثير من الأطباء شككوا في البداية في نجاعة طريقة الاستعانة بالمكفوفين، إلا أن النتائج جاءت عكس توقعاتهم. وحققت طريقة التشخيص بتقنية اللمس بالأصابع النجاح في 82 في المائة من الحالات، حيث تم اكتشاف وجود خلل في الأنسجة في الثدي. وعند الجمع بين تقنية التشخيص بالأصابع وبالأشعة، وصلت نسبة النجاح إلى 89 في المائة، طبقاً لما يضيف موقع "آوغسبورغر تسايتونغ".
ويقول البروفيسور إن هذه الطريقة الجديدة ستساعد في التشخيص المبكر، خصوصاً بسبب الضغط الكبير الذي يعمل تحته الأطباء ووجود الكثير من المرضى الذين ينتظرون دورهم. إضافة إلى ذلك، فالاستعانة بالمكفوفين لا يتطلب أكثر من 30 دقيقة للفحص الواحد وبتكلفة مالية مناسبة للمرضى.
وتسجل في ألمانيا سنوياً أكثر 70 ألف حالة جديدة لمرض سرطان الثدي، الذي يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء. ولا يقتصر هذا المرض على النساء المتقدمات في السن، بل يشمل المراهقات أيضاً. ووفقاً للمركز الألماني لتسجيل بيانات السرطان، فإن 30 في المائة من المصابات تقل أعمارهن عن 55 عاماً.