عرب وعالم

تونس تطوي صفحة الإخوان في 2021‏

تم النشر في 31 كانون الأول 2021 | 00:00

شهدت تونس في عام 2021 أحداثا سياسية مفصلية، كان أبرزها إنهاء مرحلة حكم ‏الإخوان في البلاد، بعد القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في أواخر يوليو ‏الماضي‎.‎

ففي 25 يوليو، أعلن سعيّد تفعيل الفصل 80 من الدستور وتجميد البرلمان وحل ‏الحكومة والإعلان عن فتح محاكمات ضد كل من تورط في الفساد المالي ‏والسياسي‎.‎

واعتبر كثيرون أن هذه القرارات هي الحدث الأبرز هذه السنة، إذ دخلت البلاد ‏إثرها في حالة استثنائية تولى فيها سعيّد السلطة التنفيذية عبر إصدار المراسيم‎.‎

وفي الأسابيع الأخيرة من العام 2021، وضع سقف زمني للمرحلة الاستثنائية، ‏بتحديد الانتخابات التشريعية المبكرة في عام 2022، وذلك بعد صدور نتائج ‏استفتاء شعبي في مطلع العام الجديد بشأن النظام السياسي وقانون الانتخابات، ‏اللذين واجها انتقادات كبيرة لفشلهما في تلبية تطلعات التونسيين‎.‎

سنة التحولات الكبرى

وقال المحلل السياسي، محمد بوعود، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ‏‏2021 كانت "سنة التحولات الكبرى في البلاد وأحدثت تغيرا مفصليا في تاريخنا قد ‏ندخل به الجمهورية الثالثة وقد يكون مجرد فاصلا زمنيا لتعود تونس إلى حالها، ‏لكنها سنة سياسية قلبت المشهد السياسي ليلة 25 يوليو‎".‎

كانت سنة 2021 سنة ساخنة في البلاد سياسيا منذ بداياتها، وشهدت جدلا قويا في ‏أرجاء البرلمان قادته في مناسبات كثيرة رئيسة الحزب الحر الدستوري عبير ‏موسي، التي اعتصمت داخل أروقته أكثر من مرة‎.‎

وتعرضت موسي لعنف نواب حركة النهضة وائتلاف الكرامة، بسبب خلافات ‏جوهرية تعلقت بالمبادرات التشريعية التي عملوا على تمريرها داخل البرلمان في ‏‏2021‏‎.‎

محاسبة الإخوان

وكانت 2021 سنة محاسبة حركة النهضة والمتحالفين معها، إذ هرب ثاني أكبر ‏صاحب كتلة في البرلمان، نبيل القروي، المتحالف مع النهضة إلى خارج البلاد ‏على خلفية قضايا فساد مالي‎.‎

وبالتوازي، صدرت أحكام قضائية باعتقال وسجن عدد من السياسيين ونواب ‏البرلمان المجمدة أعماله، ومن بينهم رئيس ائتلاف الكرامة، الجناح العنيف لحركة ‏النهضة، سيف الدين مخلوف‎.‎

وانتهت ملاحقة الإخوان في 2021 في اليوم الأخير من العام، مع فرض الإقامة ‏الجبرية لنائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري بتهمة مساعدة أشخاص ‏متورطين في قضايا إرهابية‎.‎

ويعد البحيري وزير العدل السابق رجل حركة النهضة الذي توجه له أصابع الاتهام ‏في التلاعب بالملفات القضائية والتدخل في سير القضاء‎.‎

أما الشارع التونسي، فقد شهد تحركات احتجاجية وتحركات مضادة انتصر فيها ‏عدديا مساندو قرارات قيس سعيّد الذين عبرو بالآلاف وفي أكثر من مناسبة عن ‏دعمهم لقرارات الرئيس و مسار محاكمة الفاسدين و إصلاح الحياة العامة في ‏تونس‎.‎

شعبية سعيّد مرتفعة

وتعد سنة 2021 الأسوأ لرئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المجمّد، راشد ‏الغنوشي، إذ واجه فيها داخل البرلمان عريضتين لسحب الثقة منه، وداخل حزبه ‏واجه عداوة ورفض العشرات من القياديين، كما منع في أواخر يوليو من دخول ‏البرلمان الذي أغلقت أبوابه في وجهه، لتنتهي السنة بحريق داخل المقر المركزي ‏لحزبه بعد عمد أحد منتسبي النهضة إلى إضرام النار في نفسه داخل مقر الحزب‎.‎

في العام نفسه، كشفت استطلاعات الرأي الدورية عن محافظة قيس سعيّد على ‏الصدارة في حيز ثقة التونسيين، وفي ترشيحه على رأس الجمهورية فيما نالت ‏عبير موسي المراتب الأولى كلما تعلق الأمر باستطلاع حول توقعات التصويت في ‏الانتخابات التشريعية‎.‎

واعتبر المحلل السياسي والصحفي، مراد علالة، أن السنة المنقضية كانت تحت ‏عنوان الإبدال السياسي في تونس ولم تكن سنة عادية فمنذ بداياتها كانت تؤشر أن ‏شيئا ما سيحدث في البلاد‎.‎

وبدأت السنة باهتزازات اجتماعية قوية في يناير الماضي قادها الشباب الذي ‏انتفض أيضا في منتصفها مع شهر يونيو، ثم تميزت بتدافع سياسي بسبب تحويرات ‏وزارية أثارت الجدل وخلقت أزمة سياسية تعمقت بفعل جائحة كورونا حيث وجد ‏التونسيون أنفسهم مهددين بالوباء و الغلاء حتى حتى جاءت لحظة 25 يوليو الفارقة ‏لتعيد لهم الأمل في الإنقاذ‎.‎

وأضاف علالة في تصريحات لموقع "ٍسكاي نيوز عربية" أن البطء في إحداث ‏التغيير السياسي تعثر الزمن السياسي مقابل ارتفاع المخاوف من تفاقم الوضع ‏الإقتصادي وانفجار الوضع الاجتماعي بسب غلاء الأسعار طبعت الأسابيع الأخيرة ‏من 2021‏‎ .‎





سكاي نيوز عربية ‏