وصفت نائبة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، جلسة المحادثات التي أجرتها الاثنين في جنيف، على رأس وفد أميركي مع الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بالجلسة الاستثنائية.
وقالت شيرمان في مؤتمر، عبر الهاتف عقدته من جنيف "أجرينا محادثات صريحة على مدى حوالي ثماني ساعات. وهذه المفاوضات إستثنائية لأنها جرت من دون الإجتماعات التمهيدية لمجموعتي العمل من الخبراء التي وافق الجانبان على تشكيلهما خلال الإجتماع الأخير في سبتمبر. وبسبب الوضع الذي نحن فيه".
وأضافت شيرمان "أنه وللمرة الثالثة يعقد حوار الإستقرار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا منذ لقاء الرئيس جو بايدن بالرئيس الروسي في جنيف العام الماضي".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة جاءت إلى هذا الإجتماع الإستثنائي مستعدة لمناقشة مخاوف روسيا الأمنية ولمشاطرتها مخاوف الولايات المتحدة.
وكشفت أنها أتت إلى المحادثات حاملة عدداً من" الأفكار حيث يمكن للبلدين أن يتخذا إجراءات متبادلة تصب في مصالحهما الأمنية وتعزز الإستقرار الإستراتيجي. كما عرضت على روسيا اللقاء قريباً لمناقشة هذه القضايا الثنائية بالتفصيل.
ومن بين الأفكار التي طرحتها شيرمان على الوفد الروسي تموضع الصواريخ. وأعربت عن انفتاح الولايات المتحدة على مناقشة مستقبل بعض الأنظمة الصاروخية وسبل وضع حدود متبادلة لحجم وإطار التمارين العسكرية وتعزيز الشفافية حيال هذه التدريبات. وأشارت إلى أن هذا الموضوع سيناقش خلال إجتماع مجلس روسيا الناتو ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي هذا الأسبوع.
وأكدت شيرمان أن الولايات المتحدة وروسيا وافقتا على أن "أي حرب نووية لن تربح ويجب ألا تحصل".
وعبرت للجانب الروسي عن اهتمام الولايات المتحدة بخيارات من أجل الحد من التسلح بما في ذلك السلاح النووي التقليدي وغير التقليدي. وقالت شيرمان من جهة ثانية "لن نسمح لأي أحد إنهاء سياسة الباب المفتوح للناتو التي هي دائماً محورية لدول التحالف. ولن نتخطى التعاون الثنائي مع دول سيدة ترغب في العمل مع الولايات المتحدة ولن نأخذ قرارات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا وحول أوروبا من دون أوروبا وحول الناتو من دون الناتو".
وأوضحت شيرمان أن الولايات المتحدة ستجري مشاورات مع حلفائها وشركائها في الأيام المقبلة وفي نهاية الأسبوع وبناء على هذه المحادثات ستناقش الولايات المتحدة وروسيا الطريق إلى الأمام.
وردت شيرمان على اتهام روسيا لأوكرانيا باتخاذ خطوات تصعيدية والسعي إلى النزاع بأن "روسيا هي من اجتاح أوكرانيا عام 2014 وتواصل تأجيج الحرب في شرق أوكرانيا وأن إجراءات روسيا هي التي تسبب بتجدد النزاع ليس فقط في أوكرانيا وإنما أيضاً لكل أوروبا". وشددت على أنه "في حال واصلت روسيا الحوار واتخذت خطوات عملية لخفض التوتر فنعتقد أنه يمكننا تحقيق تقدم. ولكن إذا ابتعدت روسيا عن المسار الدبلوماسي فسيظهر ذلك أنهم لم يكونوا أبداً جديين حيال المسعى الدبلوماسي".
وختمت نائبة وزير الخارجية الأميركي قائلة "أوضحنا بشكل جلي أنه إذا واصلت روسيا اجتياح أوكرانيا فسيكون هناك عواقب وخيمة وأثماناً باهظة أبعد من العواقب التي واجهتها روسيا عام 2014".
ويتخوف الغرب من احتمال حصول غزو روسي لأوكرانيا، فيما تطالب موسكو بتخفيف نفوذ الدول الغربية عند حدودها.
واتخذت كل من موسكو وواشنطن مواقف حادة قبل هذه المفاوضات. فحذرت واشنطن من خطر وقوع "مواجهة"، فيما استبعدت موسكو أي تنازل.
وحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، روسيا على تجنب "عدوان جديد على أوكرانيا" واختيار السبيل الدبلوماسي في حين أن الكرملين الذي يتعرض لضغوط من أجل سحب قواته من الحدود الأوكرانية، يطلب من الدول الغربية ضمانات حول أمن أوروبا وخصوصا ألا يتسع حلف شمال الأطلسي شرقا.
وإضافة إلى هذه المحادثات، يعقد اجتماع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا الأربعاء في بروكسل ولقاء في فيينا مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لإشراك الأوروبيين الذين يخشون أن يتم تهميشهم.