تكنولوجيا

سعيا لكشف أسرار الكون.. تلسكوب "ناسا" الخارق يتلقى أول أمر

تم النشر في 13 كانون الثاني 2022 | 00:00

دأ مهندسو المراقبة بمركز "جودارد" لمهام الفضاء في جرينبلت بولاية ماريلاند ‏الأربعاء، بإرسال أوامرهم الأولية لمحركات متناهية الصغر، تعكف على تركيب ‏مرآة التلسكوب "جيمس ويب" الرئيسية وضبطها.‏

وتعمل "ناسا" على تمكين التلسكوب "جيمس ويب" من رؤية الكون بدقة، حيث ‏ستبدأ عملية الرصد أوائل الصيف القادم.‏

وتتألف دائرة المرآة الرئيسية من 18 قطعة سداسية الشكل من البريليوم المطلي ‏بالذهب، ويبلغ قطرها 6.5 متر، وهي سطح له قدرة أكبر بكثير على تجميع ‏الضوء مقارنة بالتلسكوب "هابل" الذي سبق التلسكوب الجديد بثلاثين عاما.‏

وانفتحت القطع الثماني عشرة، التي كانت موضوعة معا في حجرة الشحن الخاصة ‏بالصاروخ الذي حمل التلسكوب إلى الفضاء، مع بقية مكوناتها خلال أسبوعين بعد ‏إطلاق التلسكوب يوم 25 ديسمبر.‏

ويتعين الآن فصل تلك القطع عن صمامات تثبيتها وقت الإطلاق، وأن تتحرك ‏للمقدمة بمقدار نصف بوصة بعيدا عن وضعها الأصلي في عملية تستمر عشرة أيام ‏قبل إعادة صفها لتشكل سطحا واحدا متصلا يقوم بتجميع الضوء.‏

وبحسب لي فاينبرج، مدير المكون البصري في التلسكوب "جيمس ويب"، فإن ‏عملية إعادة الصف ستستغرق ثلاثة أشهر أخرى.‏

وأضاف فاينبرج أن صف قطع المرآة الرئيسية معا لتشكل مرآة واحدة كبيرة يعني ‏رصّ كل قطعة على مسافة "تصل إلى واحد على خمسة آلاف من سمك شعرة ‏الإنسان".‏

وتابع: "كل هذا تطلب منا اختراع أشياء لم تحدث قط من قبل مثل المحركات ‏الدقيقة التي صممت لتتحرك تدريجيا عند حرارة قدرها 240 درجة مئوية تحت ‏الصفر في فراغ الفضاء"، حسبما نقلت "رويترز".‏

ووفقا لفاينبرج فإنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط فإن التلسكوب سيكون جاهزا ‏لالتقاط أول صور علمية في مايو، وسيجري معالجتها لنحو شهر آخر قبل أن ‏يتسنى نشرها.‏

وسيرى التلسكوب "جيمس ويب" الكون في مجال من الأشعة تحت الحمراء، مما ‏يتيح له الرصد عبر سحب الغاز والغبار حيث تولد النجوم، كما أن عمله بشكل ‏رئيسي في موجات بصرية فوق البنفسجية.‏

وبلغت تكلفة التلسكوب تسعة مليارات دولار ووصفته "ناسا" بأنه باكورة المراصد ‏العلمية للفضاء في العقد القادم، وهو أقوى بنحو مئة مرة من "هابل" مما يتيح له ‏ملاحظة الأشياء على مسافات أبعد، ومن ثم كشف أسرار زمن أبعد مما وصله إليه ‏أي تلسكوب آخر.‏

ويقول علماء الفضاء إنه سيعطي لمحة عن الفضاء لم تكن معروفة قط من قبل، ‏تعود لمئة مليون سنة بعد نظرية الانفجار الكبير.‏

والتلسكوب هو نتيجة تعاون دولي تقوده "ناسا" بالشراكة مع وكالتي الفضاء ‏الأوروبية والكندية.‏

ويزيد وزن التلسكوب على 6 آلاف كيلوغرام، ويعادل عند فتحه مساحة ملعب تنس ‏تقريبا.‏

وسيتجه التلسكوب خلال الشهر المقبل إلى وجهته في مدار حول الشمس، على بعد ‏نحو 1.6 مليون كيلومتر من الأرض

وسيحافظ المسار الخاص للتلسكوب على محاذاة ثابتة مع الأرض، حيث يدور ‏الكوكب والتلسكوب حول الشمس جنبا إلى جنب.‏

وأطلق على التلسكوب اسم "جيمس ويب" نسبة إلى رئيس "ناسا" خلال معظم فترة ‏تكوين الوكالة في الستينيات.‏





سكاي نيوز عربية ‏