عرب وعالم

ليبيا.. الجيش يشن عملية كبرى لـ"تطهير الجنوب"

تم النشر في 14 كانون الثاني 2022 | 00:00

شنت قوات الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية واسعة جنوبي البلاد، هي الأولى ‏لها عام 2022، مستهدفة طرد التنظيمات الإرهابية وعصابات المخدرات ‏والتهريب والهجرة السرية، التي تتخذ من المنطقة ملاذا تنشر منه التطرف ‏والإجرام في بقية ليبيا.‏

وقال آمر عمليات الجنوب آمر منطقة سبها العسكرية اللواء المبروك سحبان في ‏تصريحات صحفية، إن قوات الجيش الوطني بدأت حملة عسكرية واسعة وشاملة ‏في الجنوب لفرض الأمن، وإنها "تستهدف عصابات تمارس تجارة المخدرات ‏والتهريب والهجرة غير الشرعية، فضلا عن مجموعات مسلحة تشن عمليات ‏إرهابية على قوات الجيش".‏

وبحسب سحبان، فإن المرحلة الثانية من الحملة ستتضمن محطات الوقود غير ‏الشرعية، التي توزع الوقود المهرب بأسعار مرتفعة، خاصة أن عملية التوزيع في ‏مستودع سبها النفطي للوقود غير عادلة لغياب الرقابة، و"هناك تلاعب كبير ‏تشترك فيه محطات التوزيع وأطراف أخرى".‏

وعلق عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، على تجمع ميليشيات المرتزقة عند ‏المثلث الحدودي جنوب شرقي ليبيا، قرب حدود تشاد والسودان، قائلا في منشور له ‏على موقع "فيسبوك" إن "تلك الميليشيات تشكل خطرا محدقا إذا لم يتم استيعابها ‏داخل دولها"، في إشارة إلى تشاد والسودان.‏

الحكومة الشرعية الحل

ويقول المحلل العسكري الليبي طه البشير إن مشكلة الجنوب الليبي "لن تحل إلا ‏بإجراء الانتخابات، ووجود حكومة شرعية تضع هذا الملف نصب أعينها"، مبررا ‏ذلك بأن "مشكلة الجنوب ليست أمنية فقط، بل بالتأكيد هي مشكلة اجتماعية وصحية ‏واقتصادية ومعيشية".‏

ووفق حديث البشير لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن أكثر المناطق التي شهدت ‏عمليات عسكرية آخر 4 سنوات هي مدن الجنوب، متسائلا: "لكن ما الفائدة في ظل ‏غياب حكومي واضح وضعف الإمكانيات هناك؟".‏

كما اعتبر أن غياب التمثيل الرسمي للجنوب الليبي داخل الحكومة أدى لغياب ‏المنطقة عن خطط الإصلاح والتطوير، وأن توزيع الموارد "لم يكن عادلا إذا قورن ‏الجنوب بباقي المناطق".‏

ويشهد الجنوب الليبي منذ عام 2011 أوضاعا أمنية واجتماعية واقتصادية متردية، ‏ونشطت هناك عصابات الهجرة غير الشرعية والمخدرات وخلايا تنظيم "داعش" ‏النائمة، التي اتخذته ملاذا آمنا لمساحته الشاسعة وبعده عن أعين السلطات، كما ‏تقوم العصابات بتهريب السلاح منه إلى ميليشيات داخل ليبيا.‏

وكانت دراسة أعدها مركز "كارنيغي" للأبحاث بعنوان "فوضى خطوط الحدود" ‏بعد سقوط حكم الزعيم معمر القذافي في 2011، أشارت إلى أن جنوب ليبيا يتسبب ‏في مشاكل كبيرة لجيرانه، فـ"تهريب السلاح والبشر يتدفق بحرية تامة من جميع ‏أنحاء المغرب العربي بسبب الجماعات العرقية، وعلاقاتها الوثيقة بشبكات الإجرام ‏المنظم التي تعمل على ربط المنطقة ببعضها البعض".‏

وقاد الجيش الليبي معارك تطهير جنوب البلاد من هذه العصابات الإجرامية ‏والتنظيمات الإرهابية في حرب شرسة ضد جهات عديدة، أبرزها تنظيم الإخوان ‏والمتمردين والمرتزقة التشاديين، وآخر هذه المعارك ضربات عسكرية موجعة ‏لأوكار تابعة لتنظيم "داعش" والقاعدة في نوفمبر الماضي.‏

ورغم تعرض تنظيم القاعدة إلى ضربات قوية ومتتالية من طرف الجيش الليبي، ‏فإن التنظيم يصر على إيجاد موطئ قدم في المنطقة، لكون ليبيا آخر أمل لتواجده ‏في منطقة شمال إفريقيا.‏