فيما تتواصل الاحتجاجات في المدن الإيرانية رفضاً للوضع الاقتصادي المتعثر، وسياسات النظام التعسفية، ينشغل المرشد الأعلى آية الله خامنئي بأمور تتعلق بمستقبل "جمهوريته"، والتي تهدف إلى ضمان سيطرة أنصاره المخلصين له بعد رحيله.
كانت إحدى خطواته الأولى رفع مقام الصورة السياسية لقائد فيلق القدس والحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، بحسب تقرير لصحيفة "عرب نيوز".
فشوهد سليماني إلى جانب خامنئي في أكثر من مناسبة أخيراً، حيث كان حاضراً عندما قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة غير متوقعة إلى طهران قبل أسبوعين.
وعندما التقى الأسد بالرئيس الإيراني حسن روحاني، كان سليماني حاضراً أيضاً، لكن وزير الخارجية محمد جواد ظريف لم يظهر أبداً.
سيطرة سليماني
وبعدها بفترة وجيزة، قدم ظريف استقالته، احتجاجاً على أنه لم يكن على علم بزيارة الأسد أو تمت دعوته إلى الاجتماع مع روحاني، إلا أن الأخير رفضها، كما صرح سليماني في وقت لاحق، بأن ظريف لا يزال الشخص الرئيسي المسؤول عن السياسة الخارجية في إيران.
وفي حين أن ظريف هو وزير خارجية إيران فيما يتعلق بقضايا الاتحاد الأوروبي والغرب، فإن سليماني هو الآمر الناهي فيما يخص القرارات المتعلقة بالشؤون العربية والإقليمية.
واعترف اللواء إسماعيل غاني، نائب سليماني، بأن فيلق القدس كان على علم بزيارة الأسد إلى طهران.
وما يثير الجدل هنا، هو أن ظريف، لم يكن موثوقًا به، وبعبارة أخرى، لم يكن من الضروري له أن يعرف مثل هذه الأمور الإقليمية، لأنها لا تهمه.
وأوضح البيان المثير للغضب من قبل غاني، أن الحكومة ليس لها دور تلعبه في السياسات الإقليمية لإيران.
تغييرات حساسة
وفي خطوة هامة أخرى، عيّن خامنئي إبراهيم ريسي كبير القضاة في إيران، بينما أصبح رئيس السلطة القضائية السابق، صادق لاريجاني، رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام.
وكلاهما معروفان بآرائهما المتطرفة، وبقربهما من الحرس الثوري، وأن المرشد الأعلى يثق بهما ثقة عمياء.
قد تلحق التعديلات تغييرات أكبر على الصعيد السياسي، حيث تعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2021، واحدة من أهم الانتخابات التي تجري في إيران، نظراً لعمر الزعيم الأعلى البالغ 79 عاماً، وإمكانية أن تبدأ المناقشات حول خليفة قريباً.
وتشير التغييرات الأخيرة في السلطة القضائية، ومجلس تشخيص مصلحة النظام، وأنشطة الحرس الثوري وقربها من الأسد، واستبعاد ظريف، إلى أن قبضة المتشددين على إيران تزداد قوة.
ويبدو أن الجمهورية الإسلامية تستعد لتبني رؤية وسياسة مختلفتين بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 2020.