هايد بارك

"القياصرة".. قادمون إلى الشمال ! - محمود القيسي

تم النشر في 23 كانون الثاني 2022 | 00:00

كتب محمود القيسي:

هَبَّتْ رياح الخيل, والهكسوس هبُّوا’ والتتَار مُقَنَّعينَ

وسافرينَ. وخلَّدوا أَسماءهم بالرمح أَو بالمنجنيق...

وسافروا لم يحرموا إِبريل من عاداته: يلد الزهور من الصخور

هَبَّتْ رياحُ الخيل وانطفأَت رياحُ الخيل’ وانبثق الشعير من الشعيرْ

بأَيَّ أَسلحة تُصَدُّ الروح عن تحليقها؟ وكُلَّما

مَرُّوا بنهرٍ.. مَزَّقوهُ, وأَحرقوهُ من الحنين...وكُلّما

مَرُّوا بسَوْسَنَةٍ بكوا وتساءلوا: هل نحن

شعب أَم نبيذٌ للقرابين الجديدةْ؟؟؟

- محمود درويش

هل التصريحات الروسية المتتالية بسرعة "السخاوي" و "الميغ" وطلقات احدث وأقوى راجماتهم بإنها لن تسمح أبداً "بعودة" الأنشطة "التكفيرية" الى طرابلس بكل الوسائل التقليدية والغير تقليدية.. وما الذي يدفع الإعلام الى الإضاءة على عودة "الأنشطة التكفيرية" الى طرابلس؟!.. في أعادة للسيناريوهات القديمة - الجديدة التي كان يمارسها نظام "أسد" الدولة المتوحشة.. أو في أعادة لتاريخ الامس القريب بكل ما تعنيه المأساة من معنى، والمهزلة كذلك في نسخة معدلة على يد "قيصر" البلاد الباردة.. بحجة إن موسكو لن تسمح بتعريض أمن قواتها للخطر، وفي السياق عينه، تحذّر مصادر عليمة في الشؤون السورية، من إعادة تحريك أنشطة الخلايا التكفيرية في شمال لبنان، تحديداً في المناطف المحاذية لمنطقة عمليات القوات الروسية المنتشرة في الساحل السوري، مؤكدة أنها لن تسمح بتعريض أمن قواتها للخطر، وستعمل على درئه بالأسلوب والطرق والادوات المناسبة؟!!..

يقول "جيل كيبيل" عن "شيفرة" أنظمة "الاستبداد" وهو العالم السياسي والمستعرب الفرنسي المتخصص في دراسات الشرق الأوسط المعاصر والمسلمين في الغرب. وهو أستاذ في جامعة باريس للعلوم والآداب ومدير برنامج الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط الذي تمت مراجعة كتابه الأخير "بعيدا عن الفوضى: الشرق الأوسط وتحدى الغرب" من قبل صحيفة نيويورك تايمز باعتباره كتاباً تمهيدياً ممتازاً لأي شخص يرغب في الحصول على آخر تطورات المنطقة: " بحذاقته كعالم اجتماع، ونفاذ بصيرته كباحث ميداني، استطاع ميشيل سورا خرق أقنعة الأنظمة الكبرى التي اختزلت أحداث المشرق بظواهر عارضة محلية للصراع بين الإمبريالية والاشتراكية كما كان يُردّدُ آنذاك. وأن تحليله لواقع المجتمع السوري وتشريحه لنظام الحكم وما نتج عنه من عنف، يسمح لنا بفك رموز الانتفاضة السورية الحالية منذ اندلاعها في ربيع 2011 أكثر مما تم إنتاجه من دراسات صدرت عقب هذه الانتفاضة. وأن ثمة أجيالاً من الباحثين في العالم أجمع يعودون في أعمالهم البحثية إلى العمل التأسيسي الذي وضعه سورا، لكونه يبقى مرجعًا ضرورياً لإجراء أي بحث جدّي حول المشرق العربي، وسورية ولبنان بشكل خاص."

وهنا يطرح السؤال القديم الجديد نفسه حول عاصمة الشمال اللبناني على من يعنيهم أمر الفيحاء ومستقبل المدينة التاريخية التي أضحت الأفقر على شواطئ البحر الأبيض المتوسط: "هل هناك من يستهدف طرابلس بتاريخها وبشبابها وأمنها ومستقبلها؟ .. لماذا هناك محاولات دائمة لشيطنة عاصمة الشمال، وهذا ليس جديداً على المدينة بل يعود إلى نشوء لبنان الكبير حتى يومنا هذا، حيث لم يشعر أهل المدينة بأن هناك دولة لبنانية مسؤولة عنهم بل إن هناك استهدافات متلاحقة لها، لأمنها، واقتصادها؟ .. هل ما يسمى "داعش" حقيقة إو خيال، وهل داعش مجرد Game أو Application أو program في صندوق الفرجة في مخازن ارباب صناعة الذكاء الاصطناعي.. داعش وأخواتها المضبوطين على توقيت ساعة "الحكومات العميقة" ومصالحها الذين يخرجون من "فانوس" تجار الحروب وتراكم رأسمال المال المالي عند " العرض والطلب"؟.. هل هناك تحضير لأعمال أمنية وراء هذا الأمر، تهدف فيما تهدف إليه، من بوابة شيطنة المدينة كما كان يحصل سابقاً.. أو من بوابة "داعشنتها" واتهامها بصناعة وتصدير الارهاب من اجل وضع اللمسات والإضافات الأخيرة على "حبر" الخرائط أو على"دم" الخرائط.. من أجل وضع نقاط "الدم" على حروف مدينة تنزف منذ ولادتها الأخيرة .. أو على حروف "دولة" تنزف في حقيقة الأمر منذ ولادتها الأولى والأخيرة.. الأولى بفعل فاعل، والأخيرة بقدرة قادر إذا جاز التعبير؟..

لم يكن لبنان تاريخياً سوى دولة أو نظام "كومبرادوري"، أي طبقة البورجوازية "الصغيرة" التي سرعان ما تتحول إلى مجرد "وسيط" في خدمة رأس المال الأجنبي تحقيقاً لمصالحها وللاستيلاء على السوق الوطنية بالنسب والتناسب والقطعة والتقاطع.. بل كانت إحدى وظائف وحروب "لبنان الكبير" الأساسية ايضا مجرد "مختبر" صغير للغرب في السياسة الشرق أوسطية.. مختبر في صناعة الأنظمة الطائفية والاقلوية.. حيث تمكنت الحرب "الأهلية " اللبنانية بتوكيل "رسمي" لنظام "البعث" الحاكم في سوريا من هدم الإطار الراسخ عن صورة الوحدة الاجتماعية في بلاد الشام، بينما كانت الحقيقة الاخرى متمثلة في أن الأقليات عملت على تقوية (عصبياتها) لتزيد من تماسكها الطائفي، وترسيخ سلطتها "الجذمورية".. كما عملت على اعتقال "الاغلبية" الوطنية التي تخاذلت تاريخياً في قيامة الدولة الوطنية الديموقراطية فغدت الخاسر الأكبر وفقدت قدرتها على السيطرة والحكم.. أصبحت تلك الأكثرية رهينة لدى الأقلية الحاكمة التي بدورها وضعت البلاد والأكثرية في بطن ليلٍ من حديد.. ناهيك أن الاكثرية في مناطق "الاستبداد" لم تحاول الخروج جدياً من تحت "عباءة"، أو من "ماتركس" الطائفية السياسية حتى وقعت لقمة سائغة وطرية في أفخاخ وشراك وبين أنياب ولعاب حيوانات غابة الكريستال المتوحشة.. غابة الكريستال "المستبدة"..!!!