عرب وعالم

هجوم داعشي جنوب ليبيا.. "رسائل خطيرة" برائحة الدم

تم النشر في 29 كانون الثاني 2022 | 00:00

تعالت الأصوات الليبية مجددا بمطالبة القوى السياسية بضرورة التعجيل في إنهاء ‏الانقسام مع زيادة مؤشرات استغلاله في عودة التنظيمات الإرهابية لتضرب البلاد ‏مجددا، ومنها هجوم القطرون الذي شنه داعش.‏

وهجوم القطرون هو الثاني لتنظيم داعش الإرهابي خلال أيام قليلة، تزامنًا مع ‏استهداف سجن غويران في الحسكة بسوريا، وهو ما يشير إلى أنه يحاول إعادة ‏تنظيم صفوفه في ليبيا، مستغلا الفوضى، وهو ما يحمل رسائل خطيرة للجميع ‏داخل ليبيا وخارجها، بحسب خبراء.‏

واستهدف داعش، الأربعاء، دورية تابعة لكتيبة شهداء أم الأرانب في الجيش ‏الوطني الليبي ببلدية القطرون جنوبي ليبيا، قتلت 4 من رجال الجيش الذي ردّ ‏عليها بعملية أسقطت 23 قتيلا من الإرهابيين.‏

وفي 18 يناير، أعلن داعش مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة في مقر بلدة الأرانب، ‏وهو ما أدى إلى مقتل جندي من الجيش وإصابة اثنين.‏

الجيش يرد

ورد الجيش الليبي على هجوم القطرون بعملية ضد خلايا داعش في جبل عصيدة ‏جنوبي القطرون.‏

وبحسب ما نشره اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات ‏المسلحة، الجمعة، على صفحته بموقع "فيسبوك"، أسفرت العملية عن مقتل 23 ‏داعشيا، 8 منهم فجّروا أنفسهم قبل القبض عليهم.‏

ونفى المحجوب ما صرح به رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، ‏بشأن مشاركة قوة من وزارة الداخلية في المواجهات، قائلا إن الحكومة لم تقدم ‏حتى الآن شيئا لدعم القوات المسلحة في تأمين الجنوب والحدود ومقارعة الإرهاب.‏

وكان الدبيبة قال على موقع "تويتر": "أترحم على شهداء الوطن الذين ارتقوا إلى ‏بارئهم أثناء محاربتهم تنظيم "داعش" ببلدية القطرون، وأحيي جهود وزارة ‏الداخلية والقوات المساندة لها على قيامهم بواجبهم"، واختتم بتوجيه التحية لرجال ‏الجيش والشرطة.‏

عملية عسكرية مهمة

ووفق الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني، فعمليات الجيش تتم بمشاركة اللواء ‏طارق بن زياد معزز، واللواء 128، وانضمت لهم، الخميس، الكتيبة 110 التابعة ‏للجيش لتطهير جبل عصيدة.‏

ويصف الترهوني لموقع "سكاي نيوز عربية" هذه العملية بأنها "مهمة ومستمرة ‏حتى تطهير الجنوب الليبي وضبط الحدود"، وأنه رغم التضاريس الوعرة في ‏منطقة جبل عصيدة إلا أن القوات قادر على إنجاز مهمتها.‏

وبتعبير المحلل السياسي الليبي عثمان بركة، فإن داعش مثل المطر في أنه إذا ‏توفرت الظروف فإنه ينزل على الأرض؛ وهذا التنظيم إن غابت ظروف الجهل ‏وغياب الأمن والفقر سينقطع وجوده.‏

ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" عاملا أكبر وهو استمرار الانقسام الليبي الذي ‏قال إنه يسهم في عودة الإرهاب، مطالبا دول الجوار والمجتمع الدولي بتحمل ‏مسؤولياتهم؛ وإلا فإن هذه التنظيمات ستهدد الجميع.‏

رسائل خطيرة

ويعتبر الباحث في شؤون الجماعات الدينية أحمد سلطان، أن غياب الاستقرار هو ‏البيئة الجاذبة للإرهابيين، وهذا يحمل رسائل خطيرة.‏

ويرى أن داعش يهيئ الأرض للعودة عبر هجوم القطرون، وجذب مقاتلين من ‏الداخل والمهاجرين في ليبيا والأجانب في منطقة الساحل والصحراء التي ترتبط ‏بتنسيق عالٍ مع تنظيم ولاية غرب إفريقيا التابع للتنظيم الإرهابي.‏

وفي بيان، شددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا على أن توسعة داعش ‏لنشاطه خطر محدق لكل الليبيين، خاصة في المناطق الرخوة، ومع استمرار حالة ‏الانقسام السياسي وبين المؤسسات.‏

وعلى هذا، وجّهت رسالة بأن هذا الخطر يستدعي توافقا عاجلا بين جميع ‏الأطراف السايسية والاجتماعية والوطنية، وتحقيق المصالحة الوطنية والاجتماعية ‏الشاملة، والإسراع في توحيد المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية.‏





سكاي نيوز عربية ‏