عرب وعالم

جمود سياسي في العراق.. قلق من عودة العنف والاغتيالات

تم النشر في 8 شباط 2022 | 00:00

دخل العراق أمس مرحلة جمود سياسي قد تمتد أشهراً، على تجري العادة بعد كل ‏انتخابات عامة، إذ تتنافس النخب السياسية على المناصب في الحكومة الجديدة، ‏فيما يشعر العراقيون بخيبة أمل متزايدة من العملية السياسية، ويتهمون العديد من ‏ساستهم بالفساد، والمحاصصة، وسط خوف من تجدد العنف والاغتيالات، التي ‏بدأت طلائعها تلوح خلال الأيام الماضية، لاسيما بين التيار الصدري وبعض ‏الفصائل المسلحة الموالية لإيران. إذ سرت شائعات واتهامات عدة مؤخرا حول ‏التورط ببعض الاغتيالات المتبادلة.‏

فيما أعلن النائب السني، مشعان الجبوري، صراحة أمس أن "غالبية القوى ‏السياسية قاطعت جلسة البرلمان بسبب عدم وجود اتفاق حول منصب رئيس ‏الجمهورية بين بعض الكتل".‏

بما يشبه الإقرار غير المباشر بأن المشكلة التي حالت دون انعقاد جلسة السابع من ‏فبراير من أجل انتخاب رئيس للبلاد بعد أشهر على انتهاء الانتخابات النيابية في ‏العاشر من أكتوبر الماضي (2021) تعود إلى عدم وجود توافق، أو عدم اتضاح ‏شروط ومكاسب "المحاصصة" بين الأفرقاء.‏

تعقد المشهد السياسي

فيما يجمع المراقبون والمحللون، بحسب وكالة فرانس برس، على أن هذا التأجيل ‏يعقد المشهد السياسي بشكل إضافي لأن رئيس الجمهورية هو من يختار عادة خلال ‏الأيام الـ15 التي تلي انتخابه، رئيسا للوزراء تعود تسميته إلى التحالف الأكبر تحت ‏قبة البرلمان.‏

وعادة تحصل تسمية رئيس الحكومة بشكل توافقي بين القوى السياسية الكبرى.‏

لكن حتى الآن لم تتمكن تلك القوى من تشكيل تحالف أو الاتفاق على اسم مرشح ‏لرئاسة الحكومة، وهو المنصب الذي يتولى عمليا السلطة التنفيذية، خلفا لشاغله ‏راهنا مصطفى الكاظمي.‏

أما لدى تسميته، فتكون أمام رئيس الحكومة مهلة شهر لتأليفها. إلا أن مسار ‏الخطوات السياسية يبدو معقدا حتى قبل الشروع فيه.‏

تقاسم الحصص

وتعليقا على ذلك، اعتبر المحلل السياسي العراقي حمزة حداد في تصريح لوكالة ‏فرانس برس "ألا أحد يود أن يكون في المعارضة، فالجميع يعرفون كيفية تقاسم ‏الحصص"، متحدثا عن إمكان تشكّل "تحالف موسّع".‏

إلا أن الخوف الأكبر في البلاد، بانتظار تقاسم الحصص والتوافق يبقى عودة العنف ‏أو الاغتيالات.‏

إذ غالبا ما يترافق شد الحبال السياسي مع أعمال عنف بين الحين والآخر.‏

ففي أواخر كانون الثاني/يناير، سقطت ثلاثة صواريخ قرب منزل رئيس البرلمان ‏محمد الحلبوسي، المتحالف مع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.‏

كما أعلنت السلطات في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت (2021) نجاة الكاظمي من ‏محاولة اغتيال.‏

بين الصدر والإطار التنسيقي

يذكر أن الصراع دائر في الأساس اليوم بين الصدر الذي يؤكد حيازته غالبية كافية ‏في البرلمان للمضي في تشكيل "حكومة أغلبية وطنية"، آملا بذلك في فك الارتباط ‏مع تقليد التوافق الذي يعرقل غالبا آلية اتخاذ القرار.‏

إلا أن هذا يعني أنه يضع خارج حساباته قوى "الإطار التنسيقي" الذي يضم تحالف ‏الفتح الممثل لقوات الحشد الشعبي (المكوّن بغالبيته من فصائل مسلحة موالية ‏لإيران)، والذي حصل على 17 مقعدا في الانتخابات، وتحالف "دولة القانون" ‏برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (33 مقعدا) وأحزابا شيعية أخرى.‏

فيما يتمسك الإطار التنسيقي بزعمه أنه صاحب الأغلبية في مجلس النواب، ‏وبالتالي بحقه في تشكيل الحكومة، أو تسمية رئيسها، ما يعقد المشهد في البلاد.‏

كما يدور خلاف آخر أيضا بين الحزب الديمقراطي الكردستاني المتحالف مع ‏الصدر وبين حزب الاتحاد الكردستاني الأقرب للإطار. إذ يتمسك الأول بمرشحه ‏هوشيار زيباري لرئاسة البلاد، فيما يتمسك الثاني بالتجديد للرئيس الحالي، برهم ‏صالح، وقد أدى هذا الخلاف أمس إلى انقضاء الجلسة النيابية دون نتيجة.‏




العربية.نت