عرب وعالم

تنام وتصحو على الغلاء في سوريا.. وزواج الصغيرات يتفشى

تم النشر في 14 شباط 2022 | 00:00

لا يفرق الغلاء والفقر في سوريا بين مناطق واقعة تحت سلطة النظام أو المعارضة ‏المسلحة المتبقية في أجزاء شمال غرب البلاد.‏

فبعد أن كانت مناطق النظام إلى حد ما سابقا بوضع أفضل من غيرها، باتت ‏الطوابير في كل مكان.‏

وفي هذا السياق، وصف عمران رضا، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون ‏الإنسانية في سوريا، الوضع بأنه سلسلة من الأزمات. وقال "نشهد مستويات من ‏الفقر لم نشهدها من قبل، ومستويات من العوز لم نشهدها من قبل".‏

تزويج الصغار

أما الأسوأ فبات يطال الأطفال، إذ كشف المسؤول الأممي، بحسب ما أفادت ‏رويترز، أن "آليات تكيف سلبية مع تلك الأزمة باتت منتشرة". وأوضح أن العديد ‏من العائلات أصبحت تتجه إلى تشغيل الأطفال، أو تلجأ إلى تزويج القاصرات، ‏وسط ارتفاع مستويات الدّين الآن بشكل كبير".‏

كما قال: "الناس يبيعون متعلقات أساسية من بيوتهم".‏

العلاج أو الطعام

فيما أوضحت آنا سيرفي، مديرة المجلس النرويجي للاجئين في سوريا، أن الناس ‏يضطرون في مختلف أنحاء البلاد لاختيارات صعبة، مثل الاختيار بين سداد ‏العلاج الطبي لأحد الأبوين أو توفير المال من أجل وجبة للأطفال.‏

أما اللباس أو غيره من الاحتياجات فبات من الكماليات، إذ قلما يشتري العديد من ‏السوريين على سبيل المثال ثيابا لصغارهم.‏

ولعل صرخة أحد المواطنين لخير دليل على ما يجري، إذ قال شاهين لرويترز ‏‏"عام 2013 كانت الحياة مريحة أكثر، أما الآن فتنام وتصحو وتكتشف أن الأسعار ‏ارتفعت".‏

فقر مدقع يتفشى

يذكر أن سوريا غرقت منذ العام 2011 في أتون حرب دامية أوقعت أكثر من 350 ‏ألف قتيل، ودفعت أكثر من نصف السكان إلى النزوح عن بيوتهم.‏

غير أنه في الوقت الذي تجمدت فيه الصراعات والاشتباكات على الخطوط الأمامية ‏إلى حد كبير منذ سنوات، ظهرت أزمة اقتصادية خانقة كان لها ثمن باهظ في جميع ‏أنحاء البلاد.‏

ويعاني الاقتصاد السوري من أضرار واسعة لحقت بالبنية التحتية والصناعة خلال ‏الحرب وازداد تدهورا منذ 2019 عندما تسببت تداعيات الأزمة المالية في لبنان ‏بانهيار الليرة السورية، التي أصبحت قيمتها أقل من اثنين في المئة مما كانت عليه ‏في العام 2011.‏

فيما تؤكد الأمم المتحدة أن عدد المعوزين بلغ 14.6 مليون نسمة في 2021 بزيادة ‏‏1.2 مليون عنه في 2020.‏

أمام هذا الواقع المرير انتشر الفقر المدقع بين حوالي ثلثي السكان الذين يعيشون في ‏البلاد حاليا، والذين يبلغ عددهم نحو 18 مليون نسمة.‏




العربية.نت