لا يفرق الغلاء والفقر في سوريا بين مناطق واقعة تحت سلطة النظام أو المعارضة المسلحة المتبقية في أجزاء شمال غرب البلاد.
فبعد أن كانت مناطق النظام إلى حد ما سابقا بوضع أفضل من غيرها، باتت الطوابير في كل مكان.
وفي هذا السياق، وصف عمران رضا، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، الوضع بأنه سلسلة من الأزمات. وقال "نشهد مستويات من الفقر لم نشهدها من قبل، ومستويات من العوز لم نشهدها من قبل".
تزويج الصغار
أما الأسوأ فبات يطال الأطفال، إذ كشف المسؤول الأممي، بحسب ما أفادت رويترز، أن "آليات تكيف سلبية مع تلك الأزمة باتت منتشرة". وأوضح أن العديد من العائلات أصبحت تتجه إلى تشغيل الأطفال، أو تلجأ إلى تزويج القاصرات، وسط ارتفاع مستويات الدّين الآن بشكل كبير".
كما قال: "الناس يبيعون متعلقات أساسية من بيوتهم".
العلاج أو الطعام
فيما أوضحت آنا سيرفي، مديرة المجلس النرويجي للاجئين في سوريا، أن الناس يضطرون في مختلف أنحاء البلاد لاختيارات صعبة، مثل الاختيار بين سداد العلاج الطبي لأحد الأبوين أو توفير المال من أجل وجبة للأطفال.
أما اللباس أو غيره من الاحتياجات فبات من الكماليات، إذ قلما يشتري العديد من السوريين على سبيل المثال ثيابا لصغارهم.
ولعل صرخة أحد المواطنين لخير دليل على ما يجري، إذ قال شاهين لرويترز "عام 2013 كانت الحياة مريحة أكثر، أما الآن فتنام وتصحو وتكتشف أن الأسعار ارتفعت".
فقر مدقع يتفشى
يذكر أن سوريا غرقت منذ العام 2011 في أتون حرب دامية أوقعت أكثر من 350 ألف قتيل، ودفعت أكثر من نصف السكان إلى النزوح عن بيوتهم.
غير أنه في الوقت الذي تجمدت فيه الصراعات والاشتباكات على الخطوط الأمامية إلى حد كبير منذ سنوات، ظهرت أزمة اقتصادية خانقة كان لها ثمن باهظ في جميع أنحاء البلاد.
ويعاني الاقتصاد السوري من أضرار واسعة لحقت بالبنية التحتية والصناعة خلال الحرب وازداد تدهورا منذ 2019 عندما تسببت تداعيات الأزمة المالية في لبنان بانهيار الليرة السورية، التي أصبحت قيمتها أقل من اثنين في المئة مما كانت عليه في العام 2011.
فيما تؤكد الأمم المتحدة أن عدد المعوزين بلغ 14.6 مليون نسمة في 2021 بزيادة 1.2 مليون عنه في 2020.
أمام هذا الواقع المرير انتشر الفقر المدقع بين حوالي ثلثي السكان الذين يعيشون في البلاد حاليا، والذين يبلغ عددهم نحو 18 مليون نسمة.
العربية.نت