عرب وعالم

ضغط وزعزعة بلا حرب.. خطة موسكو لإرباك كييف

تم النشر في 14 شباط 2022 | 00:00

فيما تتزايد التحذيرات الدولية من قرب الغزو العسكري الروسي الوشيك للجارة ‏الغربية أوكرانيا، يبدو أن موسكو أطلقت "حربها الخاصة" وانتهت.‏

فقد حذر العديد من المسؤولين الأوكرانيين من أن روسيا، التي نشرت أكثر من ‏‏100 ألف جندي حول ثلاثة جوانب من بلادهم، تكثف حملتها لزعزعة الاستقرار ‏في أوكرانيا عبر هجمات إلكترونية ونشر الاضطرابات الاقتصادية.‏

تهديدات وهمية

أما التكتيك الجديد الذي تنتهجه فيأتي عبر نشر مئات التهديدات الوهمية بوجود ‏قنابل في مناطق متفرقة.‏

واعتبر المسؤولون الأوكرانيون أن الهدف من حملة موسكو المكثفة تلك هو ‏إضعاف بلدهم وزرع الذعر، مما قد يثير السخط والاحتجاجات من النوع الذي ‏أثارته سابقا في شرق البلاد عام 2014 لتبرير تدخلاتها هناك.‏

كما أكدوا أن احتمال تكثيف الحملة لزعزعة الاستقرار أكبر من احتمال شن غزو ‏واسع النطاق.‏

وكان مسؤولون أميركيون وبريطانيون أعلنوا سابقا (في يناير 2022)، أنهم ‏لاحظوا وجود "مؤامرات انقلابية تهدف إلى تنصيب حكومة موالية لروسيا".‏

ضغط بلا حرب

ولعل تلك التكتيكات أو الخطة، تظهر كيف يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ‏أن يواصل الضغط على كييف، دون التصعيد إلى حرب عسكرية قد تجلب عليه ‏المآسي وموجة من العقوبات التي هو بغنى عنها، بحسب ما أفاد تقرير لصحيفة ‏‏"وول ستريت جورنال". وهذا ما تدركه تماما كييف، وتحاول تفاديه.‏

فقد أوضح أوليكسي دانيلوف، كبير مستشاري الأمن القومي للرئيس الأوكراني ‏فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، أن مهمة موسكو الأولى هي ‏تقويض بلاده من الداخل.‏

تكتيكات قديمة

يذكر أنه منذ قضم روسيا لأجزاء من أوكرانيا عام 2014، استخدمت مجموعة ‏متنوعة من التكتيكات لمحاولة استنزاف مواردها وإراداتها على القتال.‏

يمكن للكرملين حاليا العودة إلى تلك الخطط، سواء عبر زيادة تسليح ودعم ‏الانفصاليين الموالين له في شرق أوكرانيا، أو يمكنه حتى زيادة القتال هناك ما ‏يشكل ذريعة لإرسال جيشه إلى عمق أوكرانيا، كما فعل في جورجيا عام 2008.‏

إلا أن تلك الخطط أسفرت في المقابل عن بعض النتائج السلبية في حينه، إذ ‏ارتفعت نسبة الدعم في أوكرانيا لانضمامها إلى عضوية منظمة حلف شمال ‏الأطلسي والاتحاد الأوروبي بنسبة فاقت نصف السكان.‏

كما أن الاقتصاد الأوكراني لم ينهر، بل تحول التبادل التجاري من روسيا إلى ‏الاتحاد الأوروبي وأماكن أخرى.‏

إلى ذلك، عززت الحكومة الأوكرانية الدفاعات السيبرانية وأغلقت محطات ‏التلفزيون التي وصفتها بقنوات الدعاية التحريضية.‏

لكن مع ذلك، لا تزال هناك نقاط ضعف قد تستغلها، فأوكرانيا واحدة من أفقر ‏البلدان في أوروبا ولديها اقتصاد ضعيف.‏

وقد أدى التحشيد العسكري الروسي إلى تجميد العديد من المستثمرين لمشاريعهم، ‏كما سحبت ملايين الأموال من البلاد.‏

رغم كل ذلك، يقف الغرب خلف كييف داعما إياها بالسلاح، وملوحا بالعقوبات ضد ‏موسكو في حال أقدمت على غزو الجارة.‏

فيما يراقب سيد الكرملين المشهد، مستمرا في متابعة ما وصفها مساعده أمس بـ ‏‏"الهستيريا" الغربية.‏





العربية.نت