عرب وعالم

"جيش النواعم" في روسيا وأوكرانيا.. ماذا يخفي خلال المعركة؟

تم النشر في 16 شباط 2022 | 00:00

مع استمرار تفاقم الأزمة الأوكرانية على وقع الحشود الروسية الضخمة وتواتر ‏المؤشرات حسب واشنطن وبقية العواصم الغربية والأوروبية على قرب بدء الهجوم ‏الروسي على أوكرانيا، قد يكون للعنصر النسائي دور عسكري محوري، خاصة ‏وإن الجيشين الروسي والأوكراني، يضم في صفوفه نسبة ممتازة من النساء ‏المستعدات لخوض المعركة.‏

وحسب وزارة الدفاع الروسية فإن عدد النساء في الجيش الروسي حاليا يقارب 45 ‏ألفا من بينهن 4 آلاف ضابطة، وهو حضور متشعب يتوزع على مختلف المهمات ‏العسكرية من القتالية والحربية إلى اللوجستية والفنية والهندسية وغيرها.‏

هذا ويعود تاريخ مشاركة النساء في صفوف القوات المسلحة الروسية وفي الحروب ‏إلى الحرب العالمية الأولى، حيث شاركن وإن بأعداد قليلة ورمزية، لكن حضور ‏المجندات الروسيات في الجيش ومختلف المؤسسات العسكرية زاد وبقوة خلال ‏الحرب العالمية الثانية وهو حضور لم يقتصر فقط على الجبهات الخلفية وعلى مهام ‏التمريض والمساعدة وإعداد الطعام أو المهام الإدارية، بل كان حضورا قتاليا وفي ‏الخطوط الأمامية المباشرة، ‏

ويقدر عدد النساء من المشاركات آنذاك في الحرب العالمية الثانية بأكثر من 800 ‏ألف، واللائي شاركن كطيارات وقناصات ومقاتلات وغير ذلك من مهمات عسكرية ‏واسنادية، وكن في معظمهن طبيبات وممرضات، مع ملاحظة أن هذه الأرقام وإن ‏كانت في غالبيتها من الروسيات لكنها تضم أيضا النساء من مختلف قوميات ‏وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.‏

ومع وضع الحرب أوزارها، تقلصت رويدا رويدا المشاركة النسوية في القوات ‏المسلحة، خلال مراحل الحرب الباردة وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ووفق ‏إحصائيات مطلع القرن الحادي والعشرين، فإن نسبة النساء في القوات الروسية ‏كانت نحو 10 بالمئة بواقع نحو 100 ألف إمرأة من أصل قرابة مليون جندي نشط.‏

أما في أوكرانيا، بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، زاد إقبال ‏النساء هناك على التطوع والالتحاق بالجيش الأوكراني.‏

رغم أن الحضور النسوي في الجيش الأوكراني يعود لعام 1993، بعيد استقلال ‏البلاد عن الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك في الأدوار القتالية، لكنه تضاعف ‏خلال العامين الأخيرين خصوصا، قياسا بعدد النساء العسكريات في عام 2014، ‏عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت ضمن أوكرانيا.‏

وتنص القوانين الأوكرانية الحديثة، على أنه يمكن حشد النساء اللائي تتراوح ‏أعمارهن بين 20 و40 عاما كجنود نظاميين، ويمكن لمن أعمارهن بين 20 إلى ‏‏50 عاما أن يصبحن ضباطا، مع استثناءات للنساء الأمهات والطالبات المتفرغات.‏

أعداد النساء في الجيش الأوكراني قدرت بنحو 31 ألف في العام 2020، وهو ما ‏كان يمثل 15.6 بالمئة من إجمالي القوة العسكرية، وزادت الأعداد ونسبة تمثيلهن ‏إلى 22.5 بالمئة بحلول ربيع 2021، بينما أكدت تقارير إعلامية غربية في 2021 ‏وصول أعداد المجندات لنحو 57 ألفا، وهو رقم كبير بالنظر إلى أن تقديرات عديد ‏الجيش الأوكراني ككل تصل لربع مليون جندي.‏

ومن ضمنهن هناك أكثر من 900 ضابطة في مناصب قيادية، بما في ذلك 109 ‏كقائدات لفصائل عسكرية، و12 قائدة سرية، وفقا للجيش الأوكراني، فيما كانت 13 ‏ألف امرأة مقاتلة يعملن في الخطوط الأمامية. ‏

وحول الدور الذي تلعبه المجندات في هذه الأزمة التي تكاد تتحول حربا عالمية ‏الطابع، وخلفياته ومقدماته التاريخية والاجتماعية، يقول الأكاديمي والمحلل ‏السياسي، خليل عزيمة، من العاصمة الأوكرانية كييف، في حديث مع سكاي نيوز ‏عربية: "المشرعون أقروا المساواة في القوات المسلحة لأوكرانيا بين النساء ‏والرجال، ففي عام 2018 تم تجنيد المرأة في الجيش طواعية (بموجب عقد) ‏واستدعيت للخدمة العسكرية في الاحتياط العسكري، وكذلك باتت ملزمة بأداء ‏الخدمة العسكرية في المخزن واتباع قواعد المحاسبة العسكرية كما الرجال".‏

وهكذا تضاعف عدد النساء في القوات المسلحة الأوكرانية خلال بضع سنوات، كما ‏يشرح عزيمة، مضيفا: "وعلى وجه الخصوص، في عام 2013، خدمت 16557 ‏امرأة في الجيش، وفي عام 2020 كان عددهن 31757. ومن هؤلاء، في عام ‏‏2013، كان بينهن 1633 ضابطا، وفي عام 2020 ارتفع الرقم إلى 4810".‏

وفقا للبيانات، شاركت المجندات الأوكرانيات في عمليات حفظ السلام والأمن ‏الدولية لمدة 7 سنوات، كما يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، والذي يتابع: ‏‏"بالإضافة إلى ذلك، خلال الفترة 2014-2022، حصلت أكثر من 13.5 ألف امرأة ‏على وضع مشارك في الأعمال العدائية للمشاركة في مناطق الصراع، على وجه ‏الخصوص، شاركت 101 امرأة في مناطق الصراع في عام 2014، وفي عام ‏‏2020 - 1643 امرأة. وهناك 925 ضابطة أخرى في القيادة. ويبلغ العدد الإجمالي ‏للنساء في القوات المسلحة الأوكرانية حاليا 56726".‏

وعن المساواة بين الجنسين في السلك العسكري، يقول عزيمة: "هناك بالتأكيد ‏مساواة، حيث العديد من المناصب يمكن للمرأة الآن التعاقد عليها، ويمكن لها أن ‏تشغل منصبا قياديا في وحدة قتالية، ويمكنها أن تكون كشافة وقناصة وقاذفة للقنابل، ‏وقائد المركبة القتالية، وتقاتل النساء مباشرة عند نقطة الصفر على خط التماس مع ‏عدو".‏

لكن كيف يعامل الجنود الرجال زميلاتهن، يرد عزيمة: "ثقافيا، الرجال مستعدون ‏لا شعوريا لحماية النساء ورعايتهن، وينظر الرجال في الجيش الأوكراني إلى ‏النساء كما هو سائد في المجتمع الأوكراني، فإذا كانت إحداهن بحاجة إلى إحضار ‏صناديق ذخيرة مثلا فسوف يساعدونها بالتأكيد، وهكذا".‏




سكاي نيوز عربية