بعد زيارة المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الى لبنان منتصف شباط الماضي وبعد قرار المملكة العربية السعودية رفع تحذير السفر الى لبنان، ها هي العلاقات اللبنانية – السعودية تعود الى طبيعتها في ظلّ العمل على تفعيل التعاون بين لبنان والمملكة والذي توج امس باختتام اجتماع اللجنة المشتركة اللبنانية – السعودية الذي عُقد في الرياض على مدى اليومين الماضيين.
وقد أكدت مصادر رسمية متابعة للاتصالات اللبنانية - السعودية لـ"مستقبل ويب": "ان اعضاء اللجنة الفنية التحضيرية للجنة المشتركة اللبنانية – السعودية عادوا الى بيروت امس بعد ان أنجزوا مناقشة الاتفاقيات كافة باستثناء ثلاثة اتفاقيات سيستكمل درسها بين الجانبين. كما سيتم التحضير لعقد اجتماع على مستوى وزاري يترأسه من الجانب السعودي وزير المال محمد الجدعان ومن الجانب اللبناني وزير والاقتصاد والتجارة منصور بطيش تمهيداً لحفل توقيع الاتفاقيات المنجزة".
وكان الاجتماع قد افتتح بكلمة لمساعد وزير المال عبد العزيز الرشيد، شدد فيها على "ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية - السعودية".
من جهتها، اعتبرت رئيسة الوفد اللبناني المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس في كلمتها "أن انعقاد هذه اللجنة هو تأكيد لرغبة الطرفين وتصميمهما على مواصلة الجهود لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بينهما". ورأت "أن تفعيل العلاقات الاقتصادية مع المملكة هو جزء مهم من استراتيجيتنا للفترة المقبلة". وأشارت الى أن "التبادل التجاري لا يزال يعاني مشكلات كثيرة بالرغم من وجود إمكانات متاحة لمضاعفة حجم هذا التبادل، وهو ما يستلزم من الطرفين بذل جهود إضافية واتخاذ قرارات أكثر جرأة، منها ما يجب اتخاذه على المدى القصير والمباشر، ومنها على المدى الطويل".
وأعربت عباس عن أملها في "السعي الى تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات ولعمل القطاع الخاص وتوفير المناخ القانوني والمؤسساتي والاستثماري المناسب له، عبر السعي الى ترتيبات ثنائية ووضع آليات للافادة من الإمكانات المتاحة وتعزيز العلاقات بين هيئات القطاع الخاص في البلدين".
وفي السياق نفسه، أكد رئيس مجلس إدارة "ايدال" نبيل عيتاني لـ "مستقبل ويب": "ان الوفد اللبناني الذي ضم نحو 28 شخصية لبنانية (17 مديرعام و11 خبير) لمس توقاً سعودياً للعودة مجدداً الى لبنان على المستويات كافة (استثمار- سياحة - تعليم) خصوصاً بعد رفع تحذير السفر الأخير في شباط الماضي والذي أعاد العلاقات اللبنانية – السعودية الى ما كانت عليه سابقاً وهذه خطوة ايجابية جداً للبنان بشكل عام وللاقتصاد بشكل خاص، لذلك وضع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جهده الشخصي لانجاح هذا الاجتماع وتوقيع الاتفاقيات".
عيتاني الذي شارك في الاجتماعات شدد على "أهمية هذه الخطوة التي ستنعكس ايجاباً على الاقتصاد اللبناني خصوصاً وان هناك توجهاً من الحكومتين اللبنانية والسعودية للعمل على تفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين".
وختم عيتاني حديثه بالقول: "على صعيد الاستثمار، والى جانب الاجتماع الرسمي عقدنا لقاءات عديدة مع المستثمرين السعوديين ولمسنا رغبتهم في استكشاف الأطر الجديدة للاستثمار مجدداً في لبنان خصوصاً في القطاع الخاص وقد شرحنا لهم بعض المشاريع التي يمكن الاستثمار فيها في قطاع التكنلوجيا والمعلومات اضافة الى الصناعة والسياحة وغيرها من المشاريع تزامناً مع التحضير لمشاريع "سيدر" والتي تعتمد على الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، وقد أعرب الجانب السعودي عن استعداده لحضّ القطاع الخاص على الاستفادة من الفرص المتاحة".