عرب وعالم

قصف مستشفى للأطفال في ماريوبول يثير استنكاراً دولياً

تم النشر في 9 آذار 2022 | 00:00

تواصل القوات الروسية تقدمها نحو كييف الأربعاء عشية محادثات بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في تركيا، تمثل أول اجتماع ديبلوماسي على هذا المستوى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط الماضي.

وأثار قصف مستشفى للأطفال في ماريوبول استنكار الغرب والأمم المتحدة فيما جدَّد الأوكرانيون المطالبة بتزويدهم بطائرات عسكرية.

وبينما احتدمت المعارك في اليوم الرابع عشر من الغزو، حقّقت القوات الروسية تقدّماً سريعاً نحو كييف واقتربت من بروفاري، الضاحية الشرقية الكبير للعاصمة، وفق ما شاهد مراسلو "فرانس برس".

وقال أحد سكان فيليكا ديمركا التي تبعد 15 كلم عن بروفاري، ويدعى فولوديمير (41 عاماً)، لوكالة "فرانس برس" إنّ "أرتال الدبابات الروسية سيطرت أمس (الثلثاء) على قريتين تبعدان بضع كيلومترات".

أضاف: "أطلقوا النار لتخويف الناس وإجبارهم على البقاء في منازلهم، وسرقة ما في وسعهم للحصول على إمدادات والتمركز بين السكان، كي لا تقصفهم القوات الأوكرانية".

تكثفت المعارك في المنطقة فيما حاولت القوات الأوكرانية صد الدبابات الروسية، وفق ما قال أهالي ومتطوعون في القوات الأوكرانية، لوكالة "فرانس برس".

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة عن نشر بطاريتي صواريخ أرض-جو جديدتين من نوع باتريوت في بولندا، وفق ما أعلن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حض، في وقت سابق، اليوم، دول الغرب على اتخاذ القرار بشأن مقترح بولندي بتزويد بلاده بطائرات مقاتلة بعدما رفضت واشنطن خطة أولى، معتبرة أنّها "غير قابلة للتطبيق".

وقال زيلينسكي: "مرة أخرى نطلب منكم اتخاذ قرار في أسرع وقت، ارسلوا إلينا الطائرات".

أسفر الغزو الروسي عن قرابة 2,2 مليون لاجئ في أزمة قالت الأمم المتحدة إنّها الأكثر تسارعاً منذ الحرب العالمية الثانية، مثيرة المخاوف من نزاع أوسع نطاقاً.

وتتصاعد المخاوف من قيام روسيا بتطويق كييف، حيث أقامت أوركسترا حفلة موسيقية في ساحة "ميدان" لرفع المعنويات، عزفت خلالها نشيد الاتحاد الأوروبي.

على صعيد آخر، اتفقت روسيا وأوكرانيا على فتح مزيد من الممرات الإنسانية الأربعاء، لإجلاء المدنيين المذعورين من مدن تعرضت للقصف.

وتم الاتفاق على فتح ممرات آمنة من خمس مناطق أوكرانية تشمل ضواحي كييف التي دُمرت في قصف وغارات روسية.

وكانت موسكو قد تعهّدت احترام هدنة مدتها 12 ساعة تبدأ الساعة 9,00 صباحاً، للسماح للمدنيين بمغادرة ست مناطق شهدت أعنف المعارك، وفق ما أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك.

وللمرة الأولى شملت الممرات إيربين وبوشا وغوستوميل، وهي تجمع بلدات على المشارف الشمالية الغربية لكييف، استولت القوات الروسية على جزء كبير منها.

كما تم الاتفاق على ممر آمن لبلدة ماريوبول الساحلية، حيث فشلت عدة محاولات إجلاء سابقة ما ترك آلاف الناس من دون ماء أو كهرباء منذ الجمعة.

وتفاقم العنف في مناطق أخرى إذ أصيب 17 موظّفاً في مستشفى للأطفال في مدينة ماريوبول (شرق)، بجروح إثر تعرض المستشفى لقصف جوي، وفق مسؤول. ودان البيت الأبيض "الاستخدام الهمجي للقوة العسكرية ضد مدنيين أبرياء" ودعت الأمم المتحدة إلى عدم استهداف المنشآت الصحية.

والثلثاء، قُتِل 10 أشخاص على الأقل في هجوم صاروخي روسي على منازل ومباني أخرى في بلدة سيفيرودونيتسك بشرق أوكرانيا، حسبما أكد مسؤول محلي عن منطقة لوغانسك في بيان على منصة "تليغرام".

ثار الغزو مخاوف نووية، وأفادت أوكرانيا الأربعاء عن انقطاع الكهرباء عن تشرنوبيل، المحطة التي شهدت أسوأ كارثة نووية في العالم عام 1986 والتي سيطرت عليها القوات الروسية.

وأعلنت شركة "أوكرينيرغو" الأوكرانية المشغلة للمحطات النووية، في بيان، أنّ المحطة الواقعة داخل منطقة محظورة تضم مفاعلات متوقفة عن الخدمة ومنشآت للنفايات المشعة "مقطوعة كليا عن شبكة الكهرباء".

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنّه فيما تمثل تلك التطورات "انتهاكاً لأحد الدعامات الرئيسية للسلامة" لكن في هذه الحالة "لا نرى أثراً كبيراً على السلامة" في تشرنوبيل.

وكانت روسيا قد هاجمت واستولت على منشأة زابوريجيا الأوكرانية، أكبر محطة للطاقة النووي في أوروبا، الأسبوع الماضي وهو ما وصفته كييف بـ"الإرهاب النووي".

فرضت دول الغرب عقوبات غير مسبوقة على أوكرانيا. وأعلنت الولايات المتحدة الثلثاء حظراً على الواردات الأميركية من الغاز والنفط الروسيين.

ورأى وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الأربعاء إنّ أزمة الطاقة الحالية المرافقة مع ارتفاع كبير في الأسعار "شبيهة بحدتها بالصدمة النفطية في عام 1973".

وقرّرت دول الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على موسكو ومينسك من بينها فصل ثلاثة مصارف بيلاروسية من نظام "سويفت" للتحويلات المالية، وإضافة 14 أوليغارشيا و146 من أعضاء مجلس الاتحاد إلى قائمتها السوداء.

ودعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس كل دول مجموعة السبع إلى حظر واردات النفط الروسية.

وتتعرّض شركات عدة لضغوط الرأي العام منذ أيام. وستغلق سلسلتا المطاعم الأميركيتان "ماكدونالدز" و"ستاربكس" فروعها في روسيا، بعد قرار مماثل للمجموعة العملاقة لمستحضرات التجميل العالمي لوريال. كذلك أعلنت شركة "كوكاكولا" تعليق عملياتها في البلاد.

ورأى الكرملين أنّ الولايات المتحدة تشنّ "حرباً اقتصادية" على روسيا.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّه "تم تحقيق بعض التقدم في ثلاث جولات من المفاوضات" مع مسؤولين من كييف، مضيفة أن قوات موسكو لا تعتزم "إطاحة" الحكومة الأوكرانية.

امتنعت حكومات الغرب عن الموافقة على طلب الرئيس الأوكراني فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا خشية أن يتسبب ذلك بنزاع مع روسيا المزودة بالسلاح النووي.

وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي إنّ "فكرة مغادرة مقاتلات... قاعدة للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي في ألمانيا للتحليق في مجال جوي متنازع عليه مع روسيا فوق أوكرانيا تثير مخاوف جدية لكل دول الناتو".

ولجأ الغرب بدلاً من ذلك إلى إرسال أسلحة ومساعدات إلى أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنّ بلاده سلمت أوكرانيا 3615 سلاحاً مضادّاً للدبابات طراز NLAW وبأنها سترسل قريب "شحنة صغيرة" من صواريخ جافلين المضادة للدبابات.

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إنّ بلاده سترسل معدات عسكرية إضافية بقيمة 50 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا.

تستضيف تركيا الخميس وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي #لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في أول لقاء بينهما منذ بدء الهجوم موسكو على أوكرانيا.

وأكد مسؤول تركي لوكالة "فرانس برس" وصول لافروف إلى تركيا.

وأعلن كوليبا، في تسجيل فيديو نشره على "فايسبوك"، أنّه يستعد للقاء لافروف الخميس منبها إلى أن توقعاته "محدودة".

تندرج المحادثات المقرر إجراؤها صباح الخميس في أنطاليا بجنوب تركيا في إطار جهود الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للعب دور الوسيط منذ بداية الأزمة.