بعد التصريحات الإيرانية والأميركية الأخيرة، بشأن المفاوضات الجارية في فيينا منذ أشهر بغية إعادة إحياء الاتفاق النووي، علق المندوب الروسي على الموضوع، مؤكداً ثانية أن كافة المعطيات أظهرت وجود حاجة إلى توافق كل من الطرف الإيراني والأميركي على آخر المسائل العالقة في طريق التوافق النهائي.
وقال ميخائيل أوليانوف، في تغريدة على حسابه على تويتر اليوم الثلاثاء، في تعليق على تصريحات سابقة لكبير المفاوضين الإيرانيين حول انتظار الرد الأميركي بغية إعلان التوافق في العاصمة النمساوية: على إيران والولايات المتحدة إيجاد حل مقبول للطرفين بشأن القضية الأخيرة العالقة من أجل إحياء خطة العمل المشتركة أو ما يعرف بالاتفاق النووي ".
كما أضاف :" يمكنكم الآن أن تروا بأنفسكم أن كافة المزاعم التي سيقت سابقا حول تشكيل روسيا عقبة أمام المرحلة الأخيرة من الاتفاق كانت خاطئة تماما"؟.
أتت تلك التصريحات بعد أن وجهت خلال الأيام الماضية أصابع الاتهام لموسكو بشأن عرقلتها المرحلة الأخيرة للتوافق بين الأطراف الدولية في فيينا، بسبب مطالب مستجدة قدمتها، من أجل اعفائها من العقوبات الدولية التي فرضت عليها فيما يتعلق بالنزاع مع أوكرانيا، في التعامل مستقبلا مع إيران في حال أعيد احياء الاتفاق النووي.
إلا أن طهران عادت وأكدت لاحقا أن التوافق معلق على الرد الأميركي حول بعض المسائل الأخيرة المتبقية، ولا دخل لموسكو بأي عرقلة.
"قرارات صعبة"
يذكر أن واشنطن كانت أعلنت أمس الاثنين أنّها "مستعدّة لأخذ قرارات صعبة" للتوصّل لاتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي، محذّرة في الوقت نفسه من أنّ إبرام هذا الاتفاق "ليس وشيكاً ولا مؤكّداً" وأنّها جاهزة بالتالي لاحتمال نجاح المفاوضات كما لفشلها.
في حين شدّدت فرنسا على "الضرورة الملحّة" للتوصل إلى اتفاق يمنع طهران من حيازة سلاح ذرّي، مشيرة بالخصوص إلى التقدّم الكبير الذي أحرزه البرنامج النووي الإيراني منذ انسحبت منه الولايات المتحدة.
وبحسب مصدر مطّلع على سير المفاوضات، فإنّ أحد أبرز الملفات العالقة هو إصرار طهران على أن تسحب واشنطن من القائمة الأميركية السوداء لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" الحرس الثوري، بحسب ما نقلت فرانس برس.
فردّاً على سؤال بشأن هذه المسألة، رفض المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أمس تحديد العقوبات التي يمكن رفعها، لكنه أكد أن بلاده مستعدّة لاتّخاذ قرارات صعبة، على حد وصفه.
يشار إلى أن المحادثات التي انطلقت بين الأطراف الدولية التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، في أبريل/نيسان الماضي ( 2021 ) بالعاصمة النمساوية، كانت بلغت راهنا مرحلة فاصلة تقلّصت فيها نقاط الخلاف إلى حدودها الدنيا.
العربية.نت