عرب وعالم

بعد 200 عام.. السويد تتخلّى عن "سياسة الحياد"

تم النشر في 31 آذار 2022 | 00:00

ضمن إعادة ترتيب خريطة التحالفات الدولية كإحدى نتائج حرب أوكرانيا، أعلنت رئيسة وزراء السويد، ماغدالينا أندرسون، أنها لا تستبعد أن تقدم بلادها طلبا للانضمام إلى حلف "الناتو"، في تحوّل لافت لموقف ستوكهولم عن سياسة الحياد التي تتبناها منذ أكثر من قرنين.

واعتبر مُتخصّصون أن هذا من مؤشرات إطالة الصراع بين روسيا والغرب، خاصة أن تصريحات الحكومة السويدية تأتي بعد إعلان السويد انتهاك 4 طائرات مقاتلة روسية مجالها الجوي فوق بحر البلطيق وشرقي جزيرة غوتلاند السويدية لفترة وجيزة، الشهر الجاري.

وقالت المسؤولة السويدية في مقابلة تلفزيونية، إن طلب الانضمام "يتطلب تحليلا معمقا للإمكانيات المتاحة وطبيعة المخاطر المرتبطة بها لاتخاذ أفضل قرار".

وهذه التصريحات الأولى من نوعها التي تصدر رسميا، ففي وقت سابق، اعتبرت رئيسة الوزراء أن الانضمام للناتو تهديد لأمن شمال أوروبا.

ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية سبتمبر المقبل، تعالت أصوات مؤيدة للانضمام إلى "الناتو"، ومنها زعيم المعارضة اليمينية، أولف كريسترسون، الذي لوَّح بأنه في حال فوزه بالانتخابات سيقدّم طلب عضوية السويد بالحلف.

وكشفت استطلاعات الرأي أن نسبة تأييد الانضمام للناتو تقترب من 50 بالمئة، بينما تتراوح نسبة الرافضين ما بين 25-30 بالمئة.

وتتبع السويد، الواقعة غرب روسيا ويفصل بينهما فنلندا، سياسة الحياد منذ حرب 1809، التي تنازلت فيها عن أراضي فنلندا لروسيا، وتدريجيا تراجعت هذه السياسة لا سيما مع انضمامها للاتحاد الأوروبي 1995 الذي يلتزم بسياسة خارجية وأمنية مشتركة، ويضم 21 عضوا من أعضاء "الناتو".

وظهر تعاون السويد مع الحلف عسكريا العام الماضي، بعد دعوتها لـ7 دول من "الناتو" لمناورة "تحدي القطب الشمالي 2021"، ومشاركتها في التدريبات شمال النرويج.

دلالات الطلب

منذ أسبوعين، حذّرت روسيا السويد من أن الانضمام للناتو ستكون له عواقب عسكرية وخيمة وردّ فعل انتقامي، ورفضت الخارجية السويدية هذا التهديد، مؤكّدة أن قراراتها مستقلّة.

ويجد المحلل السياسي مصطفى الطوسة، أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا أثار الذعر والخوف لدى الدول الأوروبية المجاورة للدب الروسي، والتي كانت تقف بنوع من الحياد بين الناتو وروسيا.

ويُشير الطوسة، في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، إلى أن السويد تبحث عن مظلة تحميها من أي خطر محتمل حال استمرار الحرب الأوكرانية، والاستفادة من البند الـ5 من ميثاق "الناتو" المتعلق بالدفاع عن أي دولة عضو حال تعرضها لهجوم.

ومع حرب أوكرانيا، تخلت السويد عن مبدأ عدم إرسال أسلحة لأي دولة تشهد حربا، والملتزمة به منذ عام 1939 (الموافق لبداية الحرب العالمية الثانية)؛ حيث أعلنت وزارة الدفاع عزمها إرسال 5 آلاف سلاح يدوي إضافي مضاد للدبابات ومعدات إزالة الألغام لأوكرانيا، إضافة إلى 2500 بندقية هجومية و1500 سلاح مضاد للدبابات و150 ألف قذيفة أرسلتهم بداية الحرب.

وتبلغ قيمة تكاليف حزمة الدعم العسكري المقدمة من ستوكهولم لكييف 20 مليون يورو.

موقف "الناتو"

في مطلع العام الجاري، ألمح أمين عام "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، إلى الشراكة الوثيقة مع السويد بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة، وإمكانية انضمامها للحلف إذا طلبت.

وعن رد فعل الحلف حال تقديم السويد طلبا رسميا للانضمام، يتوقع الطوسة أنه سيرحب لرغبته في تقوية الجاهزية الأوروبية تجاه روسيا، خاصة أن ستوكهولم ليست ملتزمة باتفاق قانوني أو سياسي أو استراتيجي مع موسكو بأن تكون على الحياد، على عكس وضع أوكرانيا.

ورجح مناقشة قمة الناتو المقبلة للطلب، ليفعِّل الحلف الآلة العسكرية كورقة ضغط على موسكو، يرسل بها رسائل بأن الحلف يتمدد ويزيد أعضاؤه، تحسّبًا لأي مواجهة مرتقبة مع الجيش الروسي.

ويصنّف الجيش السويدي في المرتبة الـ25 بين أقوى جيوش العالم، حيث تقدر ميزانية دفاعه بنحو 8.6 مليارات دولار، ويمتلك 38 ألف جندي، بينهم 16 ألف قوات عاملة و22 ألف شبه عسكرية، ولديه 204 طائرات حربية و371 مدرعة و49 مدفعا ذاتي الحركة، إضافة إلى 316 وحدة بحرية ضمن أضخم 5 أساطيل بحرية في العالم.




سكاي نيوز عربية