أمن وقضاء

يكبُر بهنّ القلب

تم النشر في 10 أيار 2022 | 00:00

إعداد: د. إلهام نصر تابت



تتقدم التلميذ الضابط من المنصة بخطوات موقعة ثابتة وتستأذن قائد الكلّية الحربية العميد جورج صقر لبدء الاحتفال. خطواتها، هندامها، ونبرة صوتها تكشف بوضوح المستوى الذي بلغته الإناث في الكلّية الحربية. تلامذة ضباط يكبر بهنّ القلب كما قالت السيدة نعمت عون زوجة قائد الجيش، ومتدربات يشاركن في مختلف النشاطات، أكتافهن إلى أكتاف رفاقهن الذكور كما يشير قائد الكلّية داعيًا أياهن إلى إثبات الذات.

في مناسبة اليوم العالمي للمرأة زارت السيدة عون الكلّية الحربية والتقت التلامذة الضباط الإناث. كانت زيارتها احتفاءً بنساء اخترن أن يسلكن دربًا صعبًا متحديات الكثير من المصاعب والعقبات. فرغم أنهن يحملن شهادات عالية من جامعات مرموقة تخوّلهن الحصول على وظائف جيدة والارتقاء من خلالها وظيفيًا واجتماعيًا، كان خيارهن الالتحاق بصفوف العسكر مقاتلات يرضين بشظف الحياة العسكرية ويتعطرن بتراب الأرض ليدافعن عنها.

باب التنافس مشرَّع

تحدث في بداية اللقاء قائد الكلّية الحربية مشيرًا إلى القرار الجريء والمتطور الذي اتخذه قائد الجيش العماد جوزاف عون في ما يتعلق بالتحاق الإناث بالكلّية، مؤكدًا أن هذا القرار يجسد رؤيته للمؤسسة العسكرية الحديثة، وأنّه رفض أن يكون للمرأة كوتا، إذ فتح باب التنافس على مصراعيه، ومن ينجح من المرشحين يلتحق. العميد صقر توجه إلى التلامذة الضباط الإناث قائلًا: قائد الجيش «حط ثقته بقدراتكن واليوم دوركن تكونوا على قدر الثقة. ما تنتظروا من حدا يعطيكن حقكن أو يعطيكن مركز... انتو ثبّتوا حالكن بالمجتمع اللي إنتو جزء أساسي منّو».

الكلام عن إثبات الذات وجد ترجمته في الإيجاز المصوّر الذي عُرض، وفيه لقطات ومشاهد من التدريبات القاسية التي خضعت لها المتدربات، وتضمن لمحة عمّا يميز كل سنة من السنوات الثلاث في الكلّية، من الضغط النفسي وساعات النوم القليلة، إلى التخشّن وجولات المخاطرة والقتال المتقارب وسواها.

متابعة أوضاع الإناث

بعد أن فتح العماد جوزاف عون أبواب الكلّية الحربية أمام الإناث، أصدر قرارًا بإنشاء قسم النوع الاجتماعي في الجيش، ومهمات القسم تحدثت عنها رئيسته العقيد الإداري مروى سعود مشيرة إلى أنّ أهمّها إجراء تقييم دوري لعملية إدماج الإناث في الجيش لتحديد الثغرات والاحتياجات والعمل على معالجتها. كما أوضحت أنّ القسم سيتابع أوضاع الإناث في مراكز عملهن، وخصوصًا حديثات الخدمة منهن.

أفضل نموذج للمرأة الناجحة

السيدة عون توجّهت بكلمة إلى التلامذة الضباط الإناث فقالت: أنتنّ أثبتّن أنّكن أفضل نموذج للمرأة الناجحة، الطموحة، التي لا تدع شيئًا يقف في دربها وتتخطى كل التحديات. وأضافت: نحن ربما تعودنا على فكرة وجود ضباط سيدات في الجيش باختصاصات إدارية وطبية وهندسية، وقد برعن في مجالاتهن، أما أنتن بالتحديد فقد استطعتن اختراق ميدان كان حصرًا على الرجال. التحاقكن كأول دفعة سيدات بالحربية كان تحديًا للذات ولقيادة الجيش والجميع... أنتن لم تنجحن فقط... فعلًا قلوبنا تكبر بكن ونحن فخورون بكن. افتخرن بأنفسكن، فبجهدكن وتعبكن وطموحكن كسرتن كل القواعد. قريبًا سوف تتخرجن وتحملن على أكتافكن نجمة استحقيتنّها بجدارة. هذه النجمة هي مسؤولية تجاه أنفسكن ومجتمعكن ووطنكن. نحن بأمانتكن وحمايتكن...

حلقة نقاش وجولة

أعقبت الكلمات حلقة نقاش بين السيدة عون والتلامذة الضباط الإناث اللواتي وجّهن إليها العديد من الأسئلة حول مسيرتها كامرأة عاملة وزوجة وأم، وحول تجربتها كزوجة ضابط وقائد للجيش خصوصًا في الظروف الحرجة التي يمرّ بها الوطن...

آخر محطات اللقاء كانت في متحف الكلّية الذي يختصر مسيرتها منذ تأسست، وجوه وأسماء وتواريخ ومقتنيات توثّق جزءًا مهمًا من تاريخ جيشنا. جيش يواصل السير إلى الأمام متحديًا الصعوبات متطلعًا إلى مزيد من التطور بجهود أبنائه وبناته معًا.