تتوالى الحرب الاسرائيلية "الامنية" على ايران، فصولا. امس، عزلت ايران رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري حسين طائب وعُين محمد كاظمي خلفا له. لكن بالتزامن مع هذا الاجراء، افادت صحيفة يديعوت أحرونوت ان "مخابرات تركيا احبطت قبيل زيارة وزير الخارجية الاسرائيلية يائير لابيد لأنقرة محاولة إيرانية لاختطاف دبلوماسيين إسرائيليين. واشارت وسائل إعلام تركية الى ان "المخابرات أوقفت في اسطنبول 5 إيرانيين ومواطنين أتراك بتهمة التخطيط لاغتيال سياح إسرائيليين".
طائب، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، يقف خلف محاولات استهداف إسرائيليين في تركيا. وقد كشفت جهات أمنية إسرائيلية مطلع الاسبوع معلومات وصلت إلى المخابرات في تل أبيب، مفادها أن المسؤول الإيراني الذي كلف بتنفيذ عمليات استهداف مواطني إسرائيل في تركيا، على أراضي تركيا وغيرها، هو حسين طائب، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري وأنه قيد المتابعة.. وذكرت التقارير أن "طائب معروف بتاريخ طويل في التنكيل والتخويف ويعتبر قائداً قاسياً وفتاكاً. والمخابرات الإسرائيلية تتابعه جيداً".
وفي ظل الحديث عن عزل طائب، وردت أنباء غير مؤكدة عن محاولة اغتياله ونقله إلى المستشفى إثر إصابته.
هذه المعطيات كلّها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تدفع بفرضية عزل طائب لانه فشل في مهامه الامنية اكان في قلب ايران او في تركيا، الى الواجهة، كما انها ترفع من أسهم احتمال تعرّضه فعلا لمحاولة اغتيال، حيث يمكن ان تكون رواية عزله عن منصبه، مجرد غطاء ايراني لتبرير اختفائه. اذ ليس سهلا ان يتعرّض مسؤولٌ بحجم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، بما يمثّله عسكريا واستخباراتيا في الجمهورية الاسلامية، لمحاولة اغتيال. فضربة كهذه، تُعتبر صفعة قوية لطهران ولصورة القوة الكبرى التي تحاول ان تطلّ عليها على المنطقة والعالم.
على اي حال، كان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اكد السبت الماضي أن "إسرائيل جاهزة للرد بضربات ضخمة على أي مساس بمواطنيها، أينما كانوا". من جابنه، اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت منذ ايام، عن خطة جديدة لمواجهة ايران اطلق عليها اسم "عقيدة الأخطبوط"، وهي تهدف إلى نقل معركة إسرائيل ضد إيران، إلى داخل الأراضي الإيرانية بعد سنوات من استهداف عملاء إيرانيين ووكلاء طهران، في دول مثل سوريا.
وبالفعل، فإن عمليات استهداف قادة عسكريين ايرانيين ومعامل او منشآت نووية في قلب ايران، ارتفعت وتيرتها في شكل غير مسبوق في الاسابيع الماضية، وهي على الارجح ذاهبة نحو توسّع اضافي في قابل الايام، خاصة في اعقاب زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن تل ابيب والرياض الشهر المقبل، حيث سيتم تنسيق خطوط خطة شاملة لمواجهة التهديدات الايرانية.
في المقابل، إيران تحذر وتتوعد بأنها سترد على "الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية" اخيرا، منذ مقتل العقيد في الحرس الثوري حسن صياد خدائي بطلقات نارية قرب منزله شرق طهران في 22 ايار الماضي... لكن متى وكيف سيأتي الرد؟ وهل سيأتي اصلا؟ تسأل المصادر. حتى الساعة، ايران لم تثأر يوما لقادتها ربما لخشيتها من رد عسكري من العيار الثقيل هي غير قادرة على تحمّله اليوم وسط انهيار اقتصادي شامل دفع بالناس الى الشوارع من جديد..
المركزية