عرب وعالم

أمن إيران الداخلي في مهب الضربات الاسرائيلية: هل ترد؟!‏

تم النشر في 24 حزيران 2022 | 00:00

تتوالى الحرب الاسرائيلية "الامنية" على ايران، فصولا. امس، عزلت ‏ايران رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري حسين طائب وعُين محمد ‏كاظمي خلفا له. لكن بالتزامن مع هذا الاجراء، افادت صحيفة يديعوت ‏أحرونوت ان "مخابرات تركيا احبطت قبيل زيارة وزير الخارجية ‏الاسرائيلية يائير لابيد لأنقرة محاولة إيرانية لاختطاف دبلوماسيين ‏إسرائيليين. واشارت وسائل إعلام تركية الى ان "المخابرات أوقفت في ‏اسطنبول 5 إيرانيين ومواطنين أتراك بتهمة التخطيط لاغتيال سياح ‏إسرائيليين".‏

طائب، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، يقف خلف محاولات استهداف ‏إسرائيليين في تركيا. وقد كشفت جهات أمنية إسرائيلية مطلع الاسبوع ‏معلومات وصلت إلى المخابرات في تل أبيب، مفادها أن المسؤول ‏الإيراني الذي كلف بتنفيذ عمليات استهداف مواطني إسرائيل في تركيا، ‏على أراضي تركيا وغيرها، هو حسين طائب، رئيس جهاز استخبارات ‏الحرس الثوري وأنه قيد المتابعة.. وذكرت التقارير أن "طائب معروف ‏بتاريخ طويل في التنكيل والتخويف ويعتبر قائداً قاسياً وفتاكاً. ‏والمخابرات الإسرائيلية تتابعه جيداً".‏

وفي ظل الحديث عن عزل طائب، وردت أنباء غير مؤكدة عن محاولة ‏اغتياله ونقله إلى المستشفى إثر إصابته. ‏

هذه المعطيات كلّها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تدفع ‏بفرضية عزل طائب لانه فشل في مهامه الامنية اكان في قلب ايران او ‏في تركيا، الى الواجهة، كما انها ترفع من أسهم احتمال تعرّضه فعلا ‏لمحاولة اغتيال، حيث يمكن ان تكون رواية عزله عن منصبه، مجرد ‏غطاء ايراني لتبرير اختفائه. اذ ليس سهلا ان يتعرّض مسؤولٌ بحجم ‏رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، بما يمثّله عسكريا واستخباراتيا ‏في الجمهورية الاسلامية، لمحاولة اغتيال. فضربة كهذه، تُعتبر صفعة ‏قوية لطهران ولصورة القوة الكبرى التي تحاول ان تطلّ عليها على ‏المنطقة والعالم.‏

‏ على اي حال، كان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اكد السبت ‏الماضي أن "إسرائيل جاهزة للرد بضربات ضخمة على أي مساس ‏بمواطنيها، أينما كانوا". من جابنه، اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ‏نفتالي بينيت منذ ايام، عن خطة جديدة لمواجهة ايران اطلق عليها اسم ‏‏"عقيدة الأخطبوط"، وهي تهدف إلى نقل معركة إسرائيل ضد إيران، إلى ‏داخل الأراضي الإيرانية بعد سنوات من استهداف عملاء إيرانيين ‏ووكلاء طهران، في دول مثل سوريا.‏

وبالفعل، فإن عمليات استهداف قادة عسكريين ايرانيين ومعامل او ‏منشآت نووية في قلب ايران، ارتفعت وتيرتها في شكل غير مسبوق في ‏الاسابيع الماضية، وهي على الارجح ذاهبة نحو توسّع اضافي في قابل ‏الايام، خاصة في اعقاب زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن تل ابيب ‏والرياض الشهر المقبل، حيث سيتم تنسيق خطوط خطة شاملة لمواجهة ‏التهديدات الايرانية.‏

في المقابل، إيران تحذر وتتوعد بأنها سترد على "الاغتيالات التي نفذتها ‏إسرائيل على الأراضي الإيرانية" اخيرا، منذ مقتل العقيد في الحرس ‏الثوري حسن صياد خدائي بطلقات نارية قرب منزله شرق طهران في ‏‏22 ايار الماضي... لكن متى وكيف سيأتي الرد؟ وهل سيأتي اصلا؟ ‏تسأل المصادر. حتى الساعة، ايران لم تثأر يوما لقادتها ربما لخشيتها من ‏رد عسكري من العيار الثقيل هي غير قادرة على تحمّله اليوم وسط ‏انهيار اقتصادي شامل دفع بالناس الى الشوارع من جديد..‏




المركزية