المركزية – هزت سلسلة انفجارات متتالية الاسبوع الماضي في قاعدة مالك الأشتر التابعة للحرس الثوري الإيراني العاصمة طهران، إلا ان ايران اكتفت بالاعلان عن الحادث دون ذكر المزيد من التفاصيل. الانفجار ليس الاول من نوعه اذ تعرضت البلاد في وقت سابق الى عدد لا يحصى من الانفجارات في مناطق مختلفة طالت منشآت نووية، لكن التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة أدت إلى تكهن البعض بأن إسرائيل متورطة في التفجيرات.ناهيك عن مقتل ضابط كبير في ظروف غامضة لم تعلن طهران عن خلفياتها. وهنا أيضاً تحمّل إيران إسرائيل مسؤولية الاغتيالات والوفيات المشبوهة للمسؤولين العسكريين والنوويين الأخيرة، مثل العقيد صياد خدائي، من فيلق القدس، بالإضافة إلى العديد من ضباط سلاح الجوفضاء في الحرس الثوري الإيراني، في الأسابيع الأخيرة تسبب توغل إسرائيل في الأجهزة الأمنية إلى إقالة العديد من مسؤولي الأمن في الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني حسين طائب. فما الذي يجري في ايران؟
مصادر مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان هناك حربا بين الاسرائيليين والايرانيين، وان اسرائيل نقلت المعركة الى قلب طهران، وأن الموساد ينشط بشكل كبير داخلها لدرجة اضطرتها الى تغيير رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري. وتشير الى ان هناك اختراقا أمنيا كبيرا داخل ايران، وصل إلى حد الاعتراف الايراني بأن هناك 200 ضابط ومسؤول في الحرس الثوري والجيش الايراني والاجهزة معتقلين يتم التحقيق معهم بتهمة التجسس. أكثر من ذلك، وصلت الأمور لدرجة ان الصحافية الفرنسية التي تسلّمت القسم الفرنسي لموقع وكالة تسنيم الناطقة بلسان الحرس، شوهدت بعد سنتين جالسة في تل أبيب، وتبيّن أنها تابعة للموساد، وهي من بين الصحافيين الذين جالسوا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وتعتبر المصادر ان حجم الاختراق مرعب، فعندما سرقت اسرائيل داتا المشروع النووي، لم تتمكن، لضخامة حجم الملفات التي تمت سرقتها، من تصويرها اذ كانت ستسغرق وقتا طويلا لنسخها، فاستأجرت شاحنة كبيرة في طهران وملأتها بالملفات والداتا ونقلتها الى بلد آخر. وبعدها خرجت اسرائيل لتعلن عنها. وضخامة حجم الداتا كان كبيراً لدرجة قال عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو أنها تكفي لفكفكة العقل المدبر للمشروع الباليستي والنووي الايراني، اي ان الاسرائيليين يعرفون كل شخص بشخصه.
أكثر من ذلك، تؤكد المصادر ان، بسبب الضيق الاقتصادي وأزمة النظام، فإن أرقام خلايا الموساد المجندين والاسرائيليين مهولة، يتجولون ويتصرفون داخل الاراضي الايرانية بحرية كاملة، لدرجة ان الايراني بات يستفيق صباحاً ويسأل: "من قتلوا اليوم؟ هل يعقل أنه لم يتم قتل اي شخص؟".
ما يحصل ان دل على شيء، فعلى انحلال الدولة والضعف الاقتصادي الذي يؤدي الى سهولة الاختراق، تضيف المصادر، لافتة الى ان الاجهزة الامنية أيضاً مخترقة ما يعني ان هيكل الاستقرار الداخلي مضروب. مجرد مراقبة ما يحصل في ايران يؤكد ان الوضع كارثي، وله عوامل كثيرة اهمها الفساد المستشري وصراعات مراكز القوى وقدرة اختراقات الاجهزة الخارجية عبر الاغراءات والمنافسة والمال. لا يمكننا أن نستغرب ما يفعله ضابط معاشه لا يتجاوز المئة دولار فقير معدم بينما رئيسه يسرق وينهب البلد.
وتلفت المصادر الى ان احتمالات اندلاع الحرب بين اسرائيل وايران واردة جدا وهناك اكثر من صاعق متفجرات، الصاعق الاول الاساسي التفجيري هو تحرك اسرائيلي منفرد ضد المنشآت النووية الايرانية، والثاني سوء تقدير اسرائيلي او ايراني في سوريا، والثالث والاقل احتمالا هو خطأ داخل لبنان، حيث من الممكن ان يحصل امر ما على الحدود البحرية. لكن رغم كل أجواء الحوار والنقاشات في المنطقة، هذه كلها بعيدة عن فكرة الاستقرار الايراني –الاسرائيلي، اي ان ما تفعله ايران والسعودية هو بمعزل عن علاقة ايران باسرائيل او السعودية باسرائيل، كما ان الاندفاعة الايرانية تجاه السعودية هو تحييدها قدر الممكن من أي مواجهة ما بين ايران واسرائيل.
لسنا في أجواء استقرار أبدا، تضيف المصادر، بانتظار ما ستسفر عنه قمة جدة التي ستعقد قريبا بين الرئيس الاميركي جو بايدن ومجلس التعاون الخليجي وكيف سيرد عليها الجانب الايراني ودرجة تراجع فرص الاتفاق النووي مقابل تقدم فرص امتلاك قنبلة نووية.
أما عن حلف الناتو الشرق الاوسطي فتؤكد المصادر ان لا شيء من هذا القبيل، جل ما في الامر ان ستكون هناك مظلة أمنية شرق اوسطية جوية لها علاقة بالحماية من المسيرات، حلف "الانتي دراونز" (anti drones) هذا حدودها.