تستمر الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني بعد مقتل مهسا أميني على يد قوات الشرطة، لليوم السادس على التوالي، فيما يترفع يومياً عدد القتلى.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن منظمة "ايران هيومن رايتس" تأكيدها اليوم أن 31 مدنياً على الأقلّ سقطوا منذ اندلاع التظاهرات في إيران قبل ستة أيام.
من جانبه، قال التلفزيون الرسمي في إيران إن عدد القتلى هو 17 "من بينهم متظاهرون وشرطيان".
من جهتها، أفادت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن مقتل ثلاثة شرطيين طعناً أو بإطلاق نار الأربعاء في كل من تبريز (شمال غرب) ومشهد (شمال شرق) وقزوين (وسط) بعد أن "تم استدعاؤهم لمواجهة المشاغبين"، كما قتل عنصر من قوات الأمن الثلاثاء خلال تظاهرات في شيراز (وسط).
وانتفضت عشرات المدن الإيرانية الكبيرة، مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، إضافة إلى المدن الكردية، وخرج عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع هاتفين ضد النظام ومطالبين برحيله.
وأظهرت أشرطة فيديو تمّ تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين نساء خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن إلى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق، بينما عمدت أخريات إلى قصّ شعورهن بشكل قصير في تحرك رمزي. وسُمعت هتافات بين المتظاهرين في طهران "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".
وخرجت تظاهرات في مدن عدة ولا سيما في شمال إيران، ليل الأربعاء، لليلة الخامسة على التوالي، وأفاد نشطاء بوقوع اشتباكات في مدن من بينها أورميا وسردشت. كما أحرق المتظاهرون الإيرانيون أكبر صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي في إيران، بالإضافة إلى إحراق العلم الإيراني، وسط ترديد هتافات وشعارات مناهضة للنظام.
وبدأت احتجاجات أمس الأربعاء بمظاهرات في الجامعات الإيرانية، مثل جامعة "الزهراء" في طهران، وجامعة "تبريز" شمال البلاد.
في الوقت نفسه، أفادت وكالة "مهر" للأنباء، أنه ولأول مرة تم استخدام قوات الوحدة النسائية الخاصة لقمع المتظاهرين في الاحتجاجات الحالية.
وأظهرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي خروج عشرات الآلاف من المواطنين في مختلف المدن الإيرانية، رغم القمع الشديد من قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والغاز لتفريق المحتجين.
وبدا لافتا أن أغلب الشعارات التي استخدمها المتظاهرون كانت تنادي بـ"سقوط الديكتاتور" و"الموت للديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، فيما قام بعض المتظاهرين بإحراق صوره.
وشهدت أغلب المدن مصادمات واسعة مع قوات الأمن، وقام المتظاهرون بحرق عدة حافلات تابعة للشرطة، وسيارات إسعاف كانت تستخدمها قوات الأمن في تنقلاتها للتخفي وسط المتظاهرين، أو ترحيل المعتقلين لمراكز الاعتقال.
كما أظهرت الفيديوهات هروب قوات الأمن من عدة أماكن بعد رشقها بالحجارة من قبل المتظاهرين، فيما قام المحتجون في مدينة "آمل" شمالي إيران، بإشعال النار في مبنى قائمقام المدينة.
وحسب المعلومات الواردة من إيران فإن خدمة الإنترنت تواجه ضعفا شديدا أو انقطاعا تاما في معظم المدن والمحافظات الإيرانية التي تشهد احتجاجات عارمة منذ 5 أيام، فيما أفاد نشطاء بوقف تطبيق "إنستغرام" عن العمل في إيران، وهو التطبيق الوحيد الذي تسمح به السلطات الإيرانية.
وأكدت فيه منظمات حقوق الإنسان في وقت سابق، سقوط 8 قتلى من المتظاهرين على الأقل، نتيجة اعتداء قوات الأمن واستخدامها الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
وانفجر الغضب الشعبي في الشارع منذ أن أعلنت السلطات، الجمعة، وفاة الشابة البالغة من العمر 22 عاما وهي من منطقة كردستان في شمال غربي إيران، والتي كانت أوقفت في 13 أيلول/سبتمبر في طهران بحجة ارتداء "ملابس غير محتشمة".
ويقول ناشطون إن مهسا، واسمها الكردي زينة، تعرّضت لضربة على الرأس أثناء احتجازها، وهو أمر تنفيه السلطات الإيرانية التي أعلنت فتح تحقيق في الحادثة.
العربية.نت