صرح رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لابيد أن الاقتراح الأميركي للترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل "يحافظ بشكل كامل على مصالح الأمن السياسي لإسرائيل، وكذلك مصالحنا الاقتصادية."
وقال في بداية اجتماع مجلس الوزراء : "لبنان وإسرائيل تسلما اقتراح الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين لاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين" و "نجري مناقشات حول التفاصيل النهائية، لذا لا يمكن المباركة بالاتفاق النهائي بعد، لكن كما طالبنا منذ اليوم الأول، فإن الاقتراح يحافظ بشكل كامل على مصالح الأمن السياسي لإسرائيل، وكذلك مصالحنا الاقتصادية".
وتابع لابيد: "منذ أكثر من عشر سنوات، تحاول إسرائيل التوصل إلى هذه الصفقة... سيتم تعزيز أمن الشمال، وستعمل الحفارة في حقل "كاريش" وستنتج الغاز ، وستذهب الأموال إلى خزينة الدولة، واستقلال الطاقة لدينا مضمون. هذه صفقة تعزز الأمن الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي. ليس لدينا اعتراض على تطوير خزان غاز لبناني آخر، سنحصل منه بالطبع على الرسوم التي نستحقها، وهذا الخزان سيضعف تبعية لبنان لإيران، وسيكبح حزب الله، ويحقق الاستقرار الإقليمي".
عائق قانوني
وكانت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أوردت أن الإتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية قريب، ولكن في انتظاره عائق قانوني.
وقالت أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى في الإتفاق إنجاز، ويعجل من استخراج الغاز من حقل "كاريش"، ويخلق توازن ردع أمام لبنان، ويضعف تعلق لبنان بإيران، ولكن تقديم الليكود إستئنافاً للمحكمة العليا يمكنه تأخير الإتفاق.
إلى ذلك، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق عاموس يدلين اليوم الأحد إن تفاصيل مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، التي أعدتها الولايات المتحدة، لم تنشر لا في إسرائيل ولا في لبنان، "والفرضية التي قد تكون أقرب إلى الحقيقة هي أن (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله حصل على كل ما يريده ولذلك هو يشعر بالرضى".
وأضاف يدلين، الذي كان يتحدث لإذاعة 103FM: "رغم ذلك، فإني لست متأكدا من أن الوضع بهذا الشكل. وآمل أن تستعرض الحكومة الإسرائيلية التفاصيل أمام الجمهور. وأعتقد أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق يستفيد منه كلا الجانبين. ولن أفاجأ إذا لم يكن الاتفاق بين إسرائيل ولبنان".
وتابع أن "الاتفاق مع لبنان هو تقدم سياسي أيضا. ولن أفاجأ إذا كان هذا اتفاق غير مباشر ولكل واحد من الجانبين مع الأميركيين. وتوجد هنا أمور معقدة جدا، ولانزال لا نراها كي نقرر ما إذا كان الاتفاق جيدا أم لا...إسرائيل تنازلت عن معايير أكثر من اللبنانيين، ورغم ذلك قد يكون هذا اتفاق يستفيد الجميع منه".
وأشار يدلين إلى خطاب نصر الله، أمس، وقال إنه "بدا لي كشخص مطلع على الاتفاق ويستعرضه أمام الجمهور في لبنان كإنجاز شخصي له. وتوجد هنا أمور معقدة جدا ما زلنا لا نراها. وأعتقد أن ثمة أهمية لكلا الجانبين للتوصل لاتفاق. فلبنان بحاجة إليه كحاجته إلى الهواء للتنفس ولاستخراج الغاز من البحر المتوسط لأن هذه الدولة تنهار اقتصاديا وهذا (الاتفاق) يكاد يكون فرصتها الوحيدة، وإسرائيل بحاجة إلى الهدوء، وإلى حقيقة أنه ربما هذا الاتفاق سيؤدي إلى تراجع التأثير الإيراني. ويتعين على كلا الجانبين التنازل عن شيء ما لصالح مصلحة أكبر بكثير".
وتابع أنه "أعتقد أن الجمهور الإسرائيلي، ليس فقط أنه لا يعرف تفاصيل الاتفاق، وإنما هو ليس مهتماً جداً بها أيضا. وعندما يشرح لبيد أو غانتس أن لإسرائيل، خلافا لأوروبا، يوجد أمان بالطاقة، فإن الجمهور سيفضل ذلك على وضع تنشب فيه حرب في الشمال مقابل حزب الله، ويعلم الجميع أن هذه ستكون حربا ليست سهلة".
وبحسب يدلين، فإن الاتفاق سيصل إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، "لأن الساعة الحقيقية التي تدق هي قرار لبيد باستخراج (الغاز) في جميع الأحوال، ومن دون أخذ نصر الله بالحسبان".
النهار العربي