ثقافة

"صيدا بعيون المسافرين 1918-1610 ".. شغف يأسر مؤرخاً بريطانياً وابنه!

تم النشر في 10 تشرين الأول 2022 | 00:00

من جديد يفاجئك سعيد باشو - المهندس الشغوف بإحياء التراث والثقافة وجهاً مشرقاً لمدينته التاريخية صيدا ووضعهما في خدمة السياحة والتنمية فيها – بأفكار جديدة وهو يعبر عن ذلك الشغف وتلك الحماسة والتوق اللامحدود لإبراز الدور الثقافي للمدينة عموماً ، وتفعيل احد معالمها التراثية الهامة " حمام الجديد " الذي اعادت "مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي" بإشراف وإدارة المهندس باشو ترميمه قبل عامين وتحويله الى مركز اشعاع وتفاعل ثقافي من خلال ما يستضيفه من معارض وأنشطة فنية وثقافية وتراثية ، ووجهة رئيسية للوفود السياحية والزائرين والمهتمين من لبنان وخارجه ، فها هي المؤسسة تطل بعرض فيلم توثيقي يضيء على حقبات مختلفة من تاريخ المدينة ، ويحكي علاقة المدينة بالبحر وعبره بالعالم بعيون المسافرين اليها من أربع جهات الأرض..

واذا كان احياء وافتتاح حمام الجديد قبل عامين كان باستضافة "مؤسسة شرقي" في هذا المعلم التراثي لمعرض "REVIVAL" للفنان البريطاني توم يونغ الذي اختار حينها صيدا القديمة مكان إقامة ومصدر الهام لمواضيع لوحات فنية تكاد تنطق بها جدران الحمام التراثي، محاكياً بها تراث المدينة وناسها وحرفها ، ومحطات وأحداثاً معاصرة في صيدا وفي لبنان ، فها هو يونغ المستمر بعرض لوحاته في حمام الجديد يعود – هذه المرة مع والده القاضي والمؤرخ كريستوفر يونغ - بتعاون جديد مع مؤسسة شرقي من خلال وثائقي " صيدا بعيون المسافرين 1918-1610 " من إعداد يونغ الأب الذي سبق له أن زار لبنان مرات عدة ، وكانت له اكثر من محطة في صيدا كان آخرها في تشرين الثاني من 2019 خلال التحضير حينها لمعرض ولده توم .

لا تدري أيهما سر الآخر ، الولد أم أبيه ، في تلك العلاقة التي تربط هذه العائلة البريطانية بمدينة صيدا اللبنانية .. لكن المؤكد أن السر في هذه العلاقة كامن في ذلك الشغف الذي يجمعهما بالتأريخ عموماً وبتاريخ وتراث هذه المدينة بشكل خاص ، الولد بالريشة واللون والتوثيق ، والأب بالسرد والتوثيق التاريخي للمعلومة والحدث صوتاً وصورة مستندا الى كتب ورسائل ومراجع ذكرها في الفيلم الذي استغرق في إنجازه نحو عام كامل ومدته 45 دقيقة ويحكي فيها كريستوفر يونغ عن انطباعات ومشاهدات واكتشافات مسافرين معظمهم من فرنسا وبريطانيا لمدينة صيدا في فترات مختلفة من تاريخها خلال الحقبات الممتدة من 1610 الى 1918 وملاحظاتهم وذكرياتهم وقصصهم عن صيدا وكم كان لديها مكانة مهمة على البحر المتوسط وجمال طبيعي كمدينة ان كان من ناحية البر او الواجهة البحرية او جمال الناس فيها من ناحية الأخلاق والضيافة. وتضمن الوثائقي بترجمة باللغة العربية .

عرض الوثائقي في "حمام الجديد" بدعوة من مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي " حضره حشد من الشخصيات والمهتمين تقدمهم " النائب الدكتور أسامة سعد ، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري وممثل النائب الدكتور عبد الرحمن البزري السيد اسعد البزري ، وسفير بريطانيا في لبنان السيد هاميش كاول، ورئيس جمعية رعاية اليتيم في صيدا الدكتور سعيد مكاوي ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الأستاذ فايز البزري ومديرة مؤسسة عودة السيدة كريستيان عودة ورؤساء وممثلون عن جمعيات وهيئات أهلية وثقافية " وكان في استقبالهم رئيس مؤسسة شرقي المهندس سعيد باشو ونائبة الرئيس السيدة دينا جرادي وفريق عمل المؤسسة .

وسبق العرض كلمة لرئيس مؤسسة شرقي المهندس سعيد باشو بالمناسبة رحب فيها بالحضور بإسم مؤسسة شرقي ، شاكراً كل الداعمين لهذا المشروع منذ بدايته وما حققه خلال السنتين الماضيتين من نجاح وحضورهم ومواكبتهم لكل النشاطات الفنية والثقافية والتربوية والسياحية "، وكلمة للفنان توم يونغ تحدث فيها عن تجربته الشخصية والفنية والإنسانية طيلة أكثر من سنتين أمضاها في صيدا وانطباعاته عنها ، واستمرار هذه العلاقة التي توطدت أكثر مع المؤسسة والمدينة من خلال هذا الوثائقي الذي اعده والده عنها.

سعيد باشو

ويقول المهندس سعيد باشو في حديث لـ" مستقبل ويب" : " هذا العرض للشريط الوثائقي هو من ضمن سلسلة نشاطات نقوم بها نحن في مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي على مدار السنة وهذا كان بالتعاون مع الفنان توم يونغ الذي لديه معرض "REVIVAL" المستمر في حمام الجديد منذ عامين".

ويضيف" وامس كنا نحتفل بمرور سنتين على افتتاح حمام الجديد كمعلم سياحي وثقافي وتراثي في مدينة صيدا القديمة وخلال هاتين السنتين وقبلهما سنة تحضير في 2019 ، مررنا بظروف صعبة جدا في لبنان وبالرغم من كل شيء استمرينا ولا نزال مستمرين ، بالدعم المتواصل من كل فاعليات المدينة والمؤسسات المحلية فيها وبالأخص دعم الناس من صيدا وخارجها ، هذا يجعلنا مستمرين بهذه الحماسة والنشاط حتى أننا خلال سنتين استطعنا أن نحصد حوالي 100 ألف بحث على "غوغل ماب " وهذا رقم قياسي وان شاء الله سنعلن عن النشاطات القادمة بعدة مناسبات تباعاً " .

رأفت نعيم