أخبار لبنان

رابطة "كاريتاس" تحتفل بعيدها الـ50 انطلاقاً من صيدا الحجار: ستبقى شعلة محبة تنير الظلمة لكل من اتجه اليها

تم النشر في 18 كانون الأول 2022 | 00:00

احتفلت رابطة "كاريتاس لبنان" بيوبيلها الذهبي بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها انطلاقا من مدينة صيدا، وذلك باحتفال أقامته بالمناسبة في بلدية صيدا بمشاركة نائبي المدينة الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري ومفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران وراعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وراعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد وراعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وممثل المطران الياس كفوري الاب ابراهيم سعد ورئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم والمونسنيور مارون كيوان، والمونسنيور الياس الأسمر والأب جهاد فرنسيس وممثل محافظ الجنوب الأستاذ منصور ضو أمين سر المحافظة السيد نقولا أبوضاهر ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها السيد علي الشريف والسفير عبد المولى الصلح والحاج حسين السارجي ممثلا حزب الله وجمع كبير من الشخصيات والآباء والكهنة . وكان باستقبالهم رئيس كاريتاس الأب ميشال عبود ونائبه الدكتور نقولا الحجار ورئيس كاريتاس -"صيدا والزهراني والنبطية" الأستاذ ياسر سميا.

بعد النشيد الوطني اللبناني، ونشيد اليوبيل الذهبي لكاريتاس، كان ترحيب من عريف الحفل الإعلامي ماجد بوهدير ثم إبتهال ديني إسلامي قدمه الشيخ خالد يموت.

السعودي

وألقى رئيس بلدية صيدا محمد السعودي كلمة اكد فيها أن "البلدية تتشرف باستضافة الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيس كاريتاس لبنان في صيدا منذ العام 1972. لكن الحقيقة، هي أن عمر كاريتاس في صيدا، أكثر من 50 عاما، فعمرها يمتد الى 2000 عام مضت، يوم وطأت اقدام السيد المسيح عليه السلام صيدا كما ذكر في الإنجيل".

وأضاف" واذا كان البابا يوحنا بولس الثاني قال عن لبنان انه بلد الرسالة، فصيدا هي مدينة الرسالة. وليس مستغربا أن تنتج هذه المدينة، حبة الحنطة المباركة التي هي كاريتاس، زرعت في صيدا وأخرجت ثماراً كثيرة على مستوى صيدا والوطن".

وأشار السعودي الى أنه "منذ التأسيس والعلاقة بين كاريتاس وصيدا علاقة احتضان وتكامل متبادل، حضنت صيدا وأهلها كاريتاس، فبادلتهم كاريتاس هذا بوقوفها الى جانبهم أجتماعيا وطبيا ومدرسيا ومهنيا ومن خلال مساعدات شتى، في كل ظروف الحرب، والاجتياح الإسرائيلي، وفي حرب تهجير المسيحيين عام 1985 كانت جزءا مما عرف يومها بالمجلس السياسي ، ومن ثم في حرب تموز 2006 كانت كاريتاس اول من لبى نداء الاغاثة للمهجرين في دار البلدية. واليوم، كاريتاس هي ركن اساسي في تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا".

واعتبر السعودي أن " المجتمعات لا تبنى الا بتكافل ابنائها، والتعاون بين بلدية صيدا وكاريتاس مبني على هذا الاساس المتين من المحبة المتبادلة، وكما تحب الأم اطفالها أحبت صيدا كاريتاس، واطلقت شارعين باسم رئيسين سابقين لإقليم كاريتاس صيدا..وفق الله هذه المؤسسة الى مزيد من التألق والعطاء".

المفتي سوسان

وتحدث المفتي سليم سوسان مهنئاً اللبنانيين عامة والطوائف المسيحية خاصة بعيد الميلاد وبكل الاعياد التي تحمل معها قيم المودة والمحبة والسلام والخير للإنسان .. وسائلاً الله ان تعود هذه الأيام ولبناننا يخرج من أزماته والانسان فيه يخرج من عثراته . وقال" خمسون عاما من العطاء الانساني والتربوي والاجتماعي والصحي وكاريتاس مستمرة بالخير والفضل . ومن صيدا الى كل لبنان يكبر الحلم وتتحقق الامنية على مساحة الوطن بدون تفريق او تمييز بين دين ودين ومذهب ومذهب ومنطقة واخرى ، فالعنوان هو الإنسان والهدف هو العطاء من صيدا مدينة الوفاء الى كل لبنان . صيدا كانت وما زالت نموذجا للعطاء".

المطران العمار

والقى المطران مارون العمار كلمة حيا فيها كاريتاس الحاضرة الدائمة لتلبي الحاجات قدر المستطاع وبدون تمييز، سواء خلال المحن الكبيرة التي مر بها الجنوب ومنها الاجتياح الاسرائيلي والتهجير والقصف الاسرائيلي سنة 1996 وسنة 2006، أو خلال المحنة التي نمر بها منذ سنة 2019، فهي دائما قرب الفقير والمهمش والمريض والمسجون والوحيد، ونجاحها في الظروف الخطرة المتعاقبة على لبنان جعل كاريتاس مضرب مثل في العطاء دون تمييز .داعياً كاريتاس لأن تعير مجددا اهمية كبرى لنشاطات الشبيبة وتصرف عليها الأمول اللازمة . وقال" شبابنا مستقبلنا في الوطن والمجتمع والكنيسة، فلنساعدهم لكي ينمون في روحانية كاريتاس ، روحانية التعاون والمشاركة والمواطنة والخدمة الاجتماعية دون مقابل . هذا هو الخير الذي أطلبه من كاريتاس اليوم وكم أود أن يعمم على ارض الوطن بكامله".

المفتي عسيران

وكانت كلمة للمفتي محمد عسيران الذي اعتبر أن " عروس صيداء اليوم هي كاريتاس في يوبيلها الذهبي التي بزغ نجمها منذ خمسين عاما في صيدا المفعمة بالأجواء الايمانية والعصية على الفتن وشدائد الزمان ". وقال" كاريتاس هذه الكلمة اللاتينية التي تعني المحبة والرحمة، ترجمها القيمون عليها بمد يد العون للمعوزين والمحتاجين من ابناء صيدا والجوار فتمكنت من بلسمة جراح من جارت عليهم الظروف وكثيرون هم في ايامنا الحاضرة. ان كاريتاس تتقدم باستمرار بخطى مباركة في سياسة التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية والمساعدات الإنسانية . نبارك لمؤسسة كاريتاس يوبيلها الذهبي ونتمنى لها المزيد من النجاح في خدمة المجتمع ".

الحجار

كلمة كاريتاس ألقاها نائب رئيسها نقولا الحجار فقال "نحتفل اليوم باليوبيل الخمسين لهذا الحدث الذي يتسم بوجه نموذجي ذو وقفتين لتاريخية كاريتاس في وطنها الأم ومسقط رأسها صيدا : الوقفة الأولى لاهوتية تتجسد فيها علامات الصمود والعناد للتاريخ المسيحي المتجذر في أرض صيدا وفي ضمير ابنائها المرتكز على القيم الروحيه والفضائل الاخلاقية في مسيرتهم نحو ملكوت الله . اما الوقفة الأخرى في هذا الحدث فتأخذنا الى زمن وضع حجر الأساس لرابطة كاريتاس على يد الأخ اليسوعي ايلي المعماري ابن مجدليون ..وبدأت بمكتب للفقراء في "قنطش" مار الياس يأتون اليه من كل حدب وصوب طالبين السند والعون فكانت الانطلاقة الأولى لكاريتاس حيث دعيت يومها باسم كاريتاس لبنان الجنوبي".

وأضاف" استمرت على مر الزمن، العطاءات والمواقف الشجاعة لرجالات المدينة في الحياة السياسية والإجتماعية حتى الشهادة . كتبت صيدا تاريخ لبنان بدم بطل الاستقلال الرئيس رياض الصلح ، والزعيم معروف سعد حبيب الفقراء والمدافع عن حقوقهم ، والدكتور نزيه البزري طبيب الفقراء، ودولة الرئيس رفيق الحريري رجل الاعمار ، والإمام موسى الصدر رجل العقل والإعتدال والوطنية بإمتياز، وسواهم كثر ممن تفانوا في خدمة المواطن والانسان تعزيزا لمعنى الوطنية . نعم امتازت صيدا في العيش المشترك بين ابنائها وتميزت بتجاوز كنائسها وجوامعها حيث ترفع كل ديانة صلاتها الى الخالق بلغتها واسلوبها فتمتزج في اجواء المدينة اصوات أجراس كنائسها باصوات مؤذني جوامعها.. كما توحدت صفوف الأساقفة والعلماء المسلمين ورجالاتها من اجل تحقيق الخدمات الاجتماعية والانمائية لشعبهم الصيداوي من دون تفرقة".

وقال" مما لا شك فيه ان حب ابناء المدينة لبعضهم البعض مجرد من كل حقد وضغينة مهما توالت عليهم الأزمات فهم على المحبة راسخون ، تلك المحبة التي تعطي ولا تأخذ ، تبذل ولا تدخر شيئا لنفسها ..هذا التعايش الحضاري والوطني عاشته كاريتاس في صيدا مع اساقفتها وكهتنها ورهبانها ممن وضعوا المداميك الأولى لبنيان الإنسان المؤمن والمحب لوطنه واليوم كما بالأمس شعلة محبة كاريتاس- الذراع الاجتماعية الكاثوليكبة تنير العتمة والظلمة لكل من اتجه اليها ، تناقلت الشعلة من المؤسس الأول الى رؤساء ومجالس الإدارة التي تفانت باعمالها الى ان وصلت الى الأب الرئيس ميشال عبود الذي يعمل بجهد مع مجلس الإدارة المؤلف من ممثلي الطوائف الكاثوليكية وببركة المشرف على اعمالها المطران ميشال عون السامي الاحترام . وتوجه الحجار بالشكر باسم واسم مجلس الإدارة الى الأب الرئيس عبود على جهوده الدؤوبة ومساعيه الجبارة التي ساعدت على تيسير العمل في الرابطة حتى تكون بيئة متكاملة للتنمية الاجتماعية والروحية لبناء وطننا لبنان ".

وختم الحجار بالشكر لكل من حضر وشارك من فاعليات ولرئيس إقليم صيدا ياسر سميا وللإداريين فيه واللجنة المنظمة وكل من خدم في كاريتاس صيدا ، وللإعلاميين .

بعد ذلك جرى تكريم رئيس رابطة كاريتاس صيدا ياسر سميا وتسليمه درع اليوبيل وتسليم شهادات لأعضاء الرابطة وللداعمين .وختاما كانت إبتهالات دينية مسيحية ألقاها جوزيف جبور .وتخلل الإحتفال عرض وثائقي تضمن شهادات عن كاريتاس .



رأفت نعيم