رياضة

إحتفالات لميسي «الخارق» ومواساة لمبابي... الأنظار إلى مونديال 2026

تم النشر في 20 كانون الأول 2022 | 00:00

غداة تتويج الأرجنتين بلقب كأس العالم في كرة القدم، احتفلت الصحافة الدولية بصوت واحد بعبقرية ليونيل ميسي «الخارق»، وأدائه «المارادوني»، من دون أن تنسى مواساة النجم الآخر في المباراة النهائية «الملحمية»: «الظاهرة» كيليان مبابي.

ميسي «وضع علمه على قمة إيفرست»، هكذا حيّته صحيفة «تايمز» البريطانية، بقيادة «ألبيسيليستي» إلى لقبه العالمي الثالث بفوزه على فرنسا حاملة اللقب (4-2 بركلات الترجيح، الوقتان الأصلي والإضافي 3-3)، وبتسجيله هدفَين فأصبح «الآن بين أعظم الرياضيِّين في مختلف الرياضات».

من جانبها، عنوَنت صحيفة «أوليه» الأرجنتينية مقالها بـ«مجد أبدي لميسي»، عاكسةً الشعور العام للشعب الأرجنتيني الذي انتظر تتويج نجمه الشهير برقم 10 لينضمّ إلى دييغو مارادونا في «متحف آلهة كرة القدم».

مثل العديد من العناوين الأخرى في الصحافة الدولية، اقتنعت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» بأنّ ميسي هو «صلة وصل مع مارادونا»، مضيفةً تحت صورة له يبتهج فرحاً «لأنّ ميسي عبقري في جسد عادي، أو بالأحرى في جسد ليس لديه أي علاقة بالرياضة»، لكن «في كرة القدم، يمكن أن تكون هذه اللياقة البدنية كافية إذا كان لديك رأس فنان وقدم إله».

من جهتها، حيّت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ميسي باعتباره «مثل دييغو مارادونا في عصره، ارتقى أيقونة الملاعب أكثر من أي وقت مضى فخراً لشعب بأكمله».

في سنّ الـ35، قاد ميسي الأرجنتين إلى القمة بأداء «مارادوني»، بحسب صحيفة «ماركا» المدريدية. أمّا صحيفة «آس» الكاتالونية فكتبت «الـ10 وصل إلى المجد»، بعد «حياة من الإحباط وعدم التفاهم المتبادل بينه وبين بلاده، مع اعتزال مرتَين من المنتخب الوطني».

حتى في البرازيل، الغريم التقليدي للـ«ألبيسيليستي»، تمّ التطرّق إلى فوز «الأخوة» الأرجنتينيِّين وتتويج ميسي «الأفضل» الذي «استحقّ كثيراً رفع الكأس»، وفقاً لصحيفة «أو غلوبو» اليومية.

فيما عنوَن موقع المعلومات «يو أو إل» البرازيلي قائلاً «كأس العالم 2022 تضع حداً للجدل بين ميسي و»سي آر 7» (البرتغالي كريستيانو رونالدو). الأرجنتيني هو أفضل لاعب في الـ50 عاماً الماضية»، من دون أن يجرؤ على مقارنته بـ«الملك» بيليه.

بالنسبة إلى صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» الألمانية، فإنّ «ليونيل ميسي يخلق عملاً أبدياً» من خلال الفوز «بأول لقب لبطل العالم في كاتدرائية بيضاء وزرقاء».

وكتبت صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية: «ميسي بطل العالم أخيراً: حدثٌ كبيرٌ في تاريخ اللعبة، يجعل هذا الفنان المطلق أقرب إلى الخلود»، مُعربةً عن آسفها فقط لأنّ ميسي لم «يختر يوماً آخر» للتتويج، في إشارة إلى فوز منتخب بلاده على فرنسا في المباراة النهائية.

مبابي «من أجل كتب التاريخ»

في صفحتها الأولى، حيَّت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية «الأسطوريَّين» ميسي ومبابي بالتساوي، وتقاسمت صفحتها الأولى بشكل متساوٍ بين الخصمَين في الدوحة والزميلَين في نادي باريس سان جيرمان.

ليس من المستغرب أن تتحدّث «ليكيب» عن «الأهداف الثلاثة في المباراة النهائية التي سجّلها كيليان مبابي المذهل الذي حمل منتخب بلاده على كتفَيه» ولم ينتزع فوزه بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في المسابقة (8 أهداف) أي ابتسامة منه».

لكنّ صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» حيَّت أيضاً «مبابي، ظاهرة لا مثيل لها»، بينما أشادت صحيفة «سودويتشه تشيتونغ» بالمهاجم الفرنسي: «إنجازه الفردي في كتب تاريخ كرة القدم».

من جهتها، كتبت صحيفة «إل بايس» الإسبانية: «الفرنسي حقّق ثلاثية وعادل النتيجة مرتَين في مباراة خاسرة مسبقاً»، فيما أعربت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أسفها «لتأجيل سعي كيليان مبابي ليكون الأفضل».

«يا لها من مباراة نهائية!»، هكذا كتبت بحماس صحيفة «فرانكفورتر أليماينه تسيتونغ»، متحدّثةً عن «أمسية مجنونة» للمنتخبَين اللذَين مرّا بـ«الجنة والنار».

«نهائي لا يُنسى، هذيان، نشوة، أفضل نهائي في كل العصور»، هكذا احتفت الصحافة الأرجنتينية بمنتخب بلادها وأبطالها، وكذلك الصحافة الفرنسية المتحمّسة لهذا «النهائي المجيد، مباراة مع تشويق غير واقعي، مجنونة تماماً»، بحسب صحيفة «لوموند».

مبابي لم يكتفِ

كتب مبابي عبر «تويتر» كلمة «سنعود»، في تعليقه الأول غداة خسارة منتخب «الديوك» للنهائي، مرفقاً رسالته بصورةٍ له يبدو فيها حزيناً ويحمل جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف (8)، بالإضافة إلى العلم الفرنسي ورمز تعبيريّ لأيادٍ مشبوكة.

وبدت خيبة الأمل واضحة على مبابي، في حين كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحاول مواساته بعد الخسارة في ملعب «لوسيل».

فيما نشر الحساب الرسمي للمنتخب الفرنسي على «تويتر» عبارة حزينة تُلخّص ما يمرّ به اللاعبون والطاقم التدريبي مفادها «الاستيقاظ صعب»، وحثّ المؤيّدين على «بعث رسائل دعم» إليهم. وبعث المهاجم ماركوس تورام رسالةً بقلبٍ مكسور، مرفقةً بصورةٍ ينظر فيها بحزن إلى الكأس الذهبية.

الأعين على مونديال الـ48 منتخباً

بعد ختام مونديال 2022، الأول في منتصف موسم البطولات الأوروبية والمُدمَج مِن حيث المسافات القريبة بين الملاعب، سيشهد مونديال 2026 توسيع رقعة الاستضافة إلى 3 دول في الولايات المتحدة الأميركية، كندا والمكسيك بمشاركة قياسية ستبلغ 48 منتخباً.

وتستقبل القارة الأميركية النسخة الـ23 بعد 3 سنوات ونصف، بمشاركة نحو ربع الدول الـ211 المنضوية إلى الاتحاد الدولي (فيفا)، وبعد نحو 3 عقود من مشاركة 32 منتخباً في البطولة المقامة مرة كل 4 سنوات.

بعد نسخة أولى عام 1930 بمشاركة 13 منتخباً، ثم 16 من 1954 إلى 1978 و24 من 1982 إلى 1994، جسّد هذا التضخّم الجديد الإصلاح الرئيس الأول لرئيس «فيفا» جاني إنفانتينو. لكنّه قد يَطرح مشكلات عدة من حيث شكل البطولة واللوجستيات، مع احتمال إقامة أكثر من 100 مباراة، مقارنةً مع 64 في النسخ الأخيرة.

لعشاق الرحلات السياحية البعيدة المسافة، تتوزّع البطولة الأولى في التاريخ المقامة على امتداد 3 دول، بين فانكوفر وتورونتو في كندا، مكسيكو وغوادالاخارا في المكسيك وميامي، لوس أنجليس، نيويورك، دالاس وكنساس في الولايات المتحدة.

في أعين الدول المغمورة، ستكون فرصة حالمة بالمشاركة في الحدث العالمي الكبير، إذ اعتبر الدولي النيجيري السابق صنداي أوليسيه «بالنسبة لنا نحن الأفارقة، هذه هدية من السماء. اعتقدتُ دوماً بأهمية زيادة تمثيلنا. كلما زادت مشاركتنا، زادت فرصنا».

تحديد النظام

التوزيع الجديد لعدد المشاركين يثير شهية الاتحادَين الافريقي والآسيوي: 9 بطاقات لإفريقيا (5 حالياً)، 8 لآسيا (4,5 راهناً)، وواحدة لأوقيانيا المُجبَرة سابقاً على خوض الملحق للتأهل.

ونظراً للمستوى المتقدّم للمنتخبات الإفريقية التي أُقصِيت في الملحق الأخير، على غرار مصر والجزائر ونيجيريا، تُشكّل نسخة 2026 فرصةً جيدة للقارة بالمنافسة أكثر على المراكز المتقدّمة، خصوصاً بعد الإنجاز التاريخي للمغرب بحلوله رابعاً.

أمّا أوروبا، فسيرتفع عدد مشاركيها من 13 إلى 16، أميركا الجنوبية من 4,5 إلى 6، وأميركا الشمالية التي يستضيف 3 منها البطولة إلى 6 بالمجمل مقابل 3,5 حالياً. وستُمنَح بطاقتان إضافيتان من خلال الملحق.

يبقى تحديد مسألة النظام، إذ تطرّق «فيفا» في بداية المطاف إلى 16 مجموعة من 3 منتخبات، يتأهل منها إثنان إلى دور الـ32، ممّا يبقي نفس عدد المباريات للمنتخبات (7 للمتأهلين إلى النهائي)، بمجموع 80 مباراة، لكنّه قد يؤدّي إلى اتفاقات ضمنية وترتيبات مريبة بين منتخبَين يخوضان المباراة الثالثة الأخيرة في دور المجموعات.

وأكّد إنفانتينو أنّه يريد إعادة النظر في هذا النظام خلال «الأسابيع القليلة المقبلة. في قطر، كان دور المجموعات (من 4 منتخبات) رائعاً حتى الدقيقة الأخيرة من كل مباراة. على الأقل إعادة مناقشة الشكل، إذا كانت 16 مجموعة من 3 أو 12 مجموعة من 4».

زيادة عدد الضيوف

في حال اعتماد خيار 12 مجموعة من 4، قد يتخطّى عدد المباريات المئة. كما سيتضاعف عدد المدن المضيفة، مع 16 ملعباً مقابل 8 في قطر، بموازاة الجدليات الاقتصادية والبيئية حيال المسافات الطويلة التي يجب قطعها.

نتيجة لذلك، ستزداد إيرادات «فيفا» الذي يعوّل بشكل رئيس على هذه الدجاجة التي تبيض ذهباً، فأعلن إنفانتينو عن ميزانية قياسية تبلغ 11 مليار دولار للدورة الرباعية المقبلة بين 2023 و2026، مقابل 7,5 مليارات للدورة الحالية التي شهدت مشاركة 32 منتخباً في نسخة 2022.