قبل أن تسلم الراية للصقيع ليفرض سيطرته لأيام بعد انحسارها ، أبت العاصفة فرح أن تغادر لبنان دون أن تترك أثراً وبصمة على الطبيعة بحراً وبراً . وهي كانت بلغت ذروتها ليل الإثنين وفجر الثلاثاء ، مسجلة سرعة رياح هي الأقوى لهذا الموسم لامست في بعض الأحيان السبعين كيلومتراً مصحوبة بعواصف رعدية قوية ، وأمطار غزيرة وزخات من حبات البرد والمزيد من الانخفاض بدرجات الحرارة .
وأحكمت العاصفة حصارها على بحر المدينة الذي استمر لليوم الثالث على التوالي مغلقاً بوجه حركة الملاحة ، ولازمت رصيف مرفأ صيدا الجديد باخرتان تنتظران تحسن الطقس لإستكمال عملية تحميلهما بالخردة ، فيما أجبرت العاصفة سفينة تجارية محملة بالبطاطا على اللجوء والاحتماء بمرفأ صيدا بعدما كانت في طريقها الى مرفأ طرابلس لكن سوء الأحوال الجوية وارتفاع الموج حال دون استكمال وجهتها ،
كما مددت العاصفة العطلة القسرية لحركة الصيد البحري انطلاقاً من ميناء الصيادين ، بعدما كانت تسببت بغرق زورقي صيد كانا راسيين في حوض الصيادين.
وحملت الأنواء البحرية القوية التي ضربت الساحل كميات كبيرة من النفايات والأتربة والحصى الى رصيف كورنيش وطريق بولفار رفيق الحريري البحري ، فيما غطت الشاطئ الرملي بقايا جذوع وأغصان أشجار شكلت كما في كل موسم مقصداً لبعض ممتهني جمعها وتجفيفها وتحويلها حطباً بهدف الإرتزاق من بيعها .
وادت الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال اليومين الماضيين الى ارتفاع منسوب تدفق مياه نهر الأولي التي غمرت جوانب ضفتيه الجنوبية والشمالية، في أعلى منسوب له لهذا الموسم.
كما أدت العاصفة الى سقوط جدار خارجي لمبنى على طريق الغازية القديمة ما أدى الى قطع أحد مسلكيها لبعض الوقت قبل أن تعمل البلدية على إعادة فتحه ، والى تطاير وسقوط بعض اللوحات الإعلانية على أوتوستراد الجنوب ..
رأفت نعيم