أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس عشية الذكرى الأولى للعملية العسكرية الروسية في بلاده إن أوكرانيا "ستنتصر على القوات الروسية الغازية".
وقال عبر منصات التواصل الاجتماعي "لم ننكسر، تخطينا الكثير من المحن وسوف ننتصر. سنحاسب جميع الذين جلبوا هذا الشر، هذه الحرب إلى أرضنا، كل هذا الرعب والقتل والتعذيب والنهب".
وأضاف أن روسيا اختارت "طريق المجرم، طريق الإرهابي، طريق الجلاد، طريق الناهب" بشنها هذه الحرب، مشددا على أن هذا "الخيار الذي أتى على مستوى الدولة" يتطلب "مسؤولية على مستوى الدولة على الإرهاب المرتكب".
وخلال مؤتمر صحفي له ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في كييف قال زيلينسكي إن بلاده تسعى إلى تحقيق السلام ومحاسبة روسيا وفق مواثيق الأمم المتحدة .
وأضاف زيلينسكي أن قادة العالم زاروا كييف ورأوا حجم الدمار الذي خلفته روسيا.
من جانبه أعرب رئيس وزراء إسبانيا عن دعم بلاده الكامل لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
في المقابل، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن الجيش هو "ضامن" استقرار الدولة الروسية، واعدا بزيادة الإنتاج الصناعي العسكري للاستجابة لحاجات القوات في أوكرانيا.
وقال بوتين في فيديو قصير بمناسبة يوم المدافعين عن الوطن عشية مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إن "جيشا وبحرية عصريين وفعالين هما ضمانة لأمن بلد وسيادته، ضمانة لنموه المستقر ومستقبله".
وتابع "لذلك سنولي كما من قبل اهتماما بالمقام الأول لتعزيز قدراتنا الدفاعية"، في وقت يسعى الجيش الروسي لاستعادة المبادرة في منطقة دونباس الأوكرانية بعدما تكبد فيها سلسلة هزائم.
وأكد بوتين عزمه على "قيادة التطوير المتوازن والعالي النوعية لكل مكونات القوات المسلحة" من خلال تجهيز الجيش بـ"أنظمة ضاربة جديدة وأجهزة استطلاع واتصال ومسيرات وأنظمة مدفعية".
كذلك، أشاد بوتين في الفيديو الذي نشره الكرملين ومدته أقل من خمس دقائق، "بالزيادة الحالية في إنتاج كل أنواع الأسلحة التقليدية"، داعيا قطاع الصناعات العسكرية الروسي إلى بذل المزيد.
ووضع بوتين لاحقا، الخميس، باقة زهر على قبر الجندي المجهول بالقرب من الكرملين ثم تحدث بصورة عابرة مع قدامى حرب، وفق مشاهد نقلها التلفزيون الروسي.
وقال إن "من واجب الدولة المقدس الاهتمام بالذين يدافعون عن البلاد"، مشيرا إلى أن الصندوق الخاص الذي أعلن قيامه الثلاثاء لمساعدة عائلات الجنود الذين يسقطون في القتال، سيكون تابعا مباشرة للحكومة.
وأعلن بوتين، الأربعاء، في كلمة ألقاها خلال مهرجان وطني كبير في أكبر ملاعب موسكو، أن روسيا تحارب حاليًا في أوكرانيا من أجل "أراضيها التاريخية".
ويتكبد الجيش الروسي خسائر فادحة منذ بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا قبل عام. وفي مواجهة سلسلة من الانتكاسات العسكرية، أعلن بوتين تعبئة شملت ما لا يقل عن 300 ألف من جنود الاحتياط منذ سبتمبر، في وقت يتوقع العديد من المراقبين هجوما ضخما جديدا خلال الأسابيع المقبلة في أوكرانيا.
وتُتِمّ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عامَها الأول، اليوم الخميس، فيما تستمر المعارك الدامية وحرب الشوارع بين البلدين، حيث يحاول الجيش الروسي بسط السيطرة على المناطق الأوكرانية، بينما تتلقى كييف الدعم اللوجستي والعسكري الغربي في مواجهة الدب الروسي.
وعرضت بكين في موسكو رؤيتها "لتسوية سياسية" للنزاع في أوكرانيا، فيما ندّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في افتتاح أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واصفاً إياها بأنّها "إهانة للضمير الجماعي".
في آخر التطورات الميدانية، أشار مراسل "العربية" و"الحدث" إلى أن قتال شوارع يجري حاليا في مختلف الجبهات حول باخموت، وأن معارك مستمرة بأسلحة متطورة تدور في المحور الجنوبي لدونيتسك. كما أفاد بأن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت عدة صواريخ أوكرانية استهدفت قلب دونيتسك.
وقالت بريطانيا في نشرة استخباراتية اليوم، إن القوات الروسية ربما تستعد لهجوم آخر في بلدة فوليدار بمنطقة دونباس الشرقية حيث تتعرض البلدة لقصف عنيف. وأضافت أن القتال استمر أيضا في مدينة باخموت بشرق أوكرانيا خلال اليومين الماضيين.
العربية.نت