إقتصاد

العبد الله يكشف تفاصيل زيارته الى الصين ومستقبل علاقة لبنان ‏بعملاق الإقتصاد العالمي‎!‎

تم النشر في 27 أيار 2023 | 00:00

يوماً بعد يوم، يثبت القطاع الخاص ورجال الأعمال اللبنانيين إنهم عصاة على ‏اليأس، وهم يواصلون جهودهم الجبارة وفي كل الإتجاهات لتقوية قدرتهم على ‏الصمود وكذلك لإحداث خرق إيجابي يمكن ان يُغَيِّر المَشهَد الإقتصادي في ‏لبنان‎.‎

وفي هذا الإطار، يُمكن القول بأن زيارة رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال ‏اللبناني الصيني ورئيس مجموعة أماكو علي محمود العبد الله إلى الصين ‏تصب في هذا الإتجاه، خصوصاً أن العبد الله من القيادات الإقتصادية التي ‏بذلت في السنوات الماضية جهوداً مضاعفة لإبقاء لبنان حاضراً لدى الصين ‏خصوصاً في برامجها الإقتصادية المتعلقة بالمنطقة‎.‎

وأشار العبد الله في تصريح لموقعناLeb Economy ‎الى أنه “أجرى خلال زيارته ‏الى الصين العديد من اللقاءات مع المعنيين في هذا البلد الصديق، حيث جرى ‏البحث خلالها في تعزيز التعاون مع تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني ‏الصيني بهدف تطوير وتنمية العلاقات بين القطاع الخاص اللبناني والصيني ‏خدمةً الإقتصاد اللبناني‎”.‎

وأوضح ان البحث تناول وبشكل أساسي ايضاً، إستثمار بعض الشركات الصينية ‏في لبنان، كاشفاً عن تحقيق تقدم في هذا الإطار، “لكن تنفيذ هذا الأمر على ‏أرض الواقع يتطلب إستقراراً سياسياً ناجزاً في لبنان‎”.‎





وأكد العبد الله ان “الصين تنظر إلى لبنان بإعتباره شريكا استراتيجيا على ‏خارطة الحزام والطريق الصينية، وبوابة مناسبة للمساهمة في إعادة إعمار ‏سوريا، ومكوّنا رئيسيا في النسيج الاقتصادي والسياسي في منطقة الشرق ‏الأوسط‎”.‎

وقال العبدالله عن أنه “لطالما عبرت الصين عن اهتمامها برفع حجم ‏الاستثمارات في لبنان”، لافتاً إلى أن “سياسة الصين الإستثمارية في لبنان ‏تأخذ بالإعتبار مجموعة عوامل أهمها الإستقرار السياسي والإقتصادي في لبنان ‏من جهة، وتأثير الدول الكبرى على الملف اللبناني من جهة أخرى. ولا يجوز أن ‏نغفل أهمية تطبيع العلاقات السعودية – الإيرانية والسعودية – السورية، ‏وانعكاسه على فرص رفع مستوى الاستثمارات الصينية في لبنان‎.”‎

وشدد العبدالله على أن “لبنان ليس جزيرة معزولة اقتصاديا وسياسيا بالنسبة ‏للصين، إذ أنها تنظر إليه بإعتباره ركنا أساسيا من أركان علاقاتها الإقتصادية ‏والسياسية مع كل دول الشرق الأوسط. وهذا أمر لمسناه بوضوح خلال القمة ‏العربية الصينية في الرياض في ديسمبر الماضي، عندما التقى رئيس حكومة ‏تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالرئيس الصيني شي جين بينغ. وخلال الإجتماع ‏بين الطرفين ركز الرئيس الصيني على أهمية توسيع العلاقات الثنائية على ‏المستويين الاقتصادي والاجتماعي من جهة، والعمل على إطلاق مشاريع ‏الطاقة المتجددة في لبنان من جهة أخرى‎”.‎

واعتبر العبدالله أن “هذا اللقاء بين الطرفين، يعيد إلى الأذهان زيارات الوفود ‏الصينية إلى لبنان قبل وخلال الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد”، مشيرا ‏إلى أن “هذه الوفود ركزت على الأنشطة المحتملة للصينيين في لبنان والتي ‏تتركز على إقامة بنية تحتيّة تضمن بناء اقتصاد قوي‎”.‎

وكشف العبدالله إنه “في العام 2020 أبدى وفد صيني أمام رئيس الحكومة ‏السابق حسان دياب استعداد الشركات الصينية للتعاون في مجال إنتاج ‏الكهرباء، وميادين أخرى، مثل: سكك الحديد، معالجة المياه، النفط، ادارة ملف ‏النفايات وتطوير مشاريع صناعية، بالإضافة إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات ‏والاتصالات‎”.‎

وقال العبدالله: “غني عن الذكر إن عملاقة الاتصالات والتكنولوجيا الصينية ‏هواوي لديها حضور قوي في لبنان وساهمت في تطوير شبكات الاتصالات ‏النقالة والثابتة، كما لديها مشاريع تعاون مع مختلف القطاعات ومن بينها ‏الاقتصادية والتربوية والصحية‎”.‎





وأضاف: “لا يجب أن ننسى أنه في العام 2017، وقّع لبنان والصين على مذكرة ‏تفاهم للقيام بالترويج المشترك للتعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق ‏الحرير ومبادرة طريق الحرير البحرية للقرن الـ 21. ونصّت المذكرة على ‏التعاون في مجالات مثل النقل واللوجستيات، والاستثمار والتجارة، والبنى ‏التحتية والطاقة المتجدّدة والتبادل الثقافي وغيرها من المجالات‎”.‎

أما على مستوى العلاقات التجارية، فأشار العبدالله إلى ان ” صادرات لبنان ‏إلى الصين لا تزال خجولة جدا، ولا تقارن بالواردات اللبنانية من الصين‎”.‎

وأشار العبدالله إلى أنه “بحسب أرقام الجمارك، بلغت قيمة الصادرات الصينية ‏إلى لبنان نحو 2.675 مليار دولار عام 2022 فيما بلغت قيمة صادرات لبنان إلى ‏الصين بضعة ملايين من الدولارات. وهذا أمر لا يبشّر بخير على مستوى تنمية ‏الصادرات اللبنانية‎”.‎

ودعا العبدالله إلى الواقعية في علاقات لبنان مع الإستثمارات الأجنبية وعلى ‏رأسها الاستثمارات الصينية. فالصين تحتاج إلى شريك موثوق في لبنان قادر ‏على تأمين مناخ استثماري مستقر يرحّب برؤوس الأموال. أما حاليا، فلم يحسم ‏لبنان أمره لا إزاء الاستثمارات الصينية ولا إزاء علاقاته الدولية عموما. كما لم ‏يُطلق لبنان خطة خروجه من الأزمة الاقتصادية، ولم يبادر إلى طرح حلّ يوزّع ‏من خلاله الخسائر الهائلة التي مُني بها مع الانهيار الاقتصادي، ولم يتم وضع ‏خطة لإعادة بناء القطاع المصرفي والاقتصاد عموما. كما لم تبادر القوى ‏السياسية في لبنان إلى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وتاليا تشكيل ‏حكومة تتمتع بالثقة العربية والدولية‎”.‎

وقال العبدالله: ” علينا أن نسأل أنفسنا، كيف نريد من الآخرين مساعدتنا إذا لم ‏نساعد أنفسنا أولا؟‎”.‎

وأكد العبدالله إن “الإستثمارات الصينية الهائلة التي يمكن أن تتدفق إلى لبنان، ‏لا تتعلق فقط بالصين والحكومة الصينية التي تكنّ كل الإحترام لبلدنا، بل ‏تتعلق ببلدنا وبقيادته وبترسيخ مناخ سياسي توافقي يشجّع على إطلاق مرحلة ‏جديدة من الإزدهار والإستثمارات الأجنبية المباشرة‎”.‎