كتب عوني الكعكي:
الذي لا يعرف مصر وتاريخها فإنه لا يعرف شيئاً.
مصر عمرها آلاف السنين
مصر هي الحضارة..
مصر هي التاريخ..
مصر هي الاهرامات الثلاثة..
باختصار مصر هي أم الدنيا.
فعلاً الشعب المصري هو شعب طيّب، محب للحياة، محب للسلام، محب للحضارة...
الشعب المصري من الشعوب التي ناضلت وضحّت من أجل الحرية... ومن أجل الكرامة ومن أجل فلسطين ومن أجل العرب.
أكتفي بالقول إنّ أمة أنجبت الرئيس جمال عبد الناصر هي أمة عظيمة... وأنجبت اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي هو في الحقيقة نسخة طبق الاصل عن الزعيم جمال عبد الناصر.
عندما بدأت الثورة الشعبية تحت شعار الشعب يريد تغيير النظام، وهي الثورة الوحيدة التي انطلقت سلمياً. فإنه يكفي فخراً للشعب المصري والجيش المصري الذي رأينا كيف يتعامل مع الشعب، بمعنى جيش وشعب واحد، إنها صورة جميلة وراقية جداً تمثل حقيقة الشعب وحقيقة الجيش، وهناك صورة ولا أجمل، وهي كيف كانت الدبابات تقف على «الكوبري» وكيف يهب الشعب لتحيتها تحية الأبطال.. فالمحبة والاحترام هما عماد العلاقة بين الشعب والجيش.
استفاد «الإخوان المسلمون» من الثورة التي قامت في 25 «يناير» كانون الثاني 2011، وظنوا انهم يستطيعون أن يصبحوا أسياد مصر... لكن فاتهم عامل أساسي في تركيبة الشعب المصري... هو أن هذا الشعب يحب الحياة ويريد بناء بلده، فطبيعته قائمة ضد العنف والكراهية، انه شعب مسالم يحب الحياة ويحب الفرح ويحب الجمال ويحب العمل.
الحمد لله ان حكم «الإخوان» كان قصيراً.. وهذا يعود الى ان الشعب المصري كشفهم وكشف كذبهم وادعاءاتهم.
اليوم مصر تعيش أياماً صعبة اقتصادياً، وذلك لعدة أسباب:
أولاً: الحرب الاوكرانية التي رفعت أسعار الخبز وغيرها من المواد الأولية الضرورية التي تستوردها مصر.
ثانياً: تراجع السياحة وبخاصة الروسية حيث كانت هذه السياحة من أهم الموارد التي تعود بالفائدة على مصر، ولكن الحرب غيّرت الأمور.
ثالثاً: ارتفاع أسعار الفاتورة النفطية وجميع أسعار المستوردات. على كل حال الشعب المصري يعاني.. لكنه شعب صبور يتحمّل الصعاب.
إنّ ما دفعني الى كتابة هذا الموضوع بكل صراحة ما قرأته من مذكرات وزيرة خارجية أميركا السابقة هيلاري كلينتون حين قالت:
«دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيّد جداً.. وفجأة قامت ثورة شعب مصر 6/30 و7/3 في مصر وأطاحوا بمرسي والإخوان وكل شيء تغيّر خلال 72 ساعة.
كنا على اتفاق مع إخوان مصر على إعلان دولة إسلامية في سيناء وإعطائها لـ»حماس» وجزء لإسرائيل لحمايتها وانضمام حلايب وشلاتين الى السودان وفتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم..
تم الاتفاق على إعلان الدولة الاسلامية يوم 2013/7/5، وكنا ننتظر الاعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فوراً.
وتقول هيلاري: كنت قد زرت 112 دولة في العالم من أجل شرح الوضع الاميركي مع مصر.. وتم الاتفاق مع بعض الدول الأصدقاء بالاعتراف بالدولة الاسلامية حال إعلانها فوراً.. وفجأة تحطم كل شيء.. كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار..
شيء مهول حدث!!
فكرنا في استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا.
جيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبداً.
وعندما تحركنا بعدد من قطع الاسطول الاميركي ناحية الاسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جداً يطلق عليها «ذئاب البحر 21» وهي مجهّزة بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع، وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات «ميغ 21» الروسية القديمة... ولكن الأغرب أنّ راداراتنا لم تكتشفها، من أين أتت وأين ذهبت بعد ذلك ففضلنا الرجوع مرة أخرى.
ازداد التفاف الشعب المصري حول جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم إرجاع قطع الاسطول، وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها.
وتقول هيلاري: إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا. وإذا تركنا مصر خسرنا شيئاً في غاية الصعوبة.
مصر هي قلب العالم العربي والاسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق ما يسمّى الدولة الاسلامية، وكان بعد ذلك سيتم تقسيمها ثم سيتم التوجه بعد ذلك لدول الخليج. وكانت أول دولة مهيّأة هي الكويت عن طريق أعواننا هناك من الإخوان ثم السعودية ثم الإمارات فالبحرين وعُمان، وبعد ذلك يُعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل خصوصاً على منابع النفط والمنافذ البحرية وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغيّر».