في إطار "خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً"، نظمت "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" ورشة عمل بعنوان "صيدا وقمة المناخ - التكيف مع تغير المناخ وتعزيز النمو الأخضر"، تناولت فيها مشاركة مخرجات قمة المناخ العالمية COP28 وتخللها إطلاق برنامج السفراء الخضر في أكاديمية التواصل والقيادة ضمن عدد من المبادرات البيئية.
وشارك في الورشة التي أقيمت في أكاديمية التواصل والقيادة – OLA (مدرسة عائشة أم المؤمنين سابقاً) في صيدا القديمة مجموعة واسعة من ممثلي المؤسسات العامة والبلديات والقطاع الخاص والمؤسسات الأهلية والأكاديمية وخبراء وناشطين بيئيين.
بهية الحريري
افتتحت الورشة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم بكلمة ترحيب من رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري شكرت فيها الحضور على تلبيتهم الدعوة وقالت" لقد تعودنا دائماً ان نضعكم في أجواء كل خطوة نقوم بها. ونحن سبق وأن أطلقنا "خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً" مع شركائنا وقلنا أن صيدا ستشارك من خلال خارطة الطريق في مؤتمر المناخ العالمي COP28، وفعلاً شاركت صيدا وقدمت نموذجاً ملموس بإسم لبنان في المؤتمر منذ عدة أيام".
وتابعت: "قد يقول البعض كيف نتحدث باستراتيجيات مستقبلية فيما صيدا تعاني أزمة نفايات! أما مشكلة النفايات فأكيد سنجد حلاً لها بالتعاون مع رئيس الحكومة ومع وزيري الداخلية والبيئة والدكتور حازم رئيس البلدية والريس محمد السعودي، ونحن مصرون على أن تبقى المظلة لهذه الحلول هي الدولة، وأما خارطة الطريق فيتوقف نجاحها عبر التشبيك المدني، ولا يمكن أن تسجل أي تقدم إذا لم نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض بما تمثلون من قطاعات في المدينة لنتخلص من التحديات التي نحن فيها.."
قمة المناخ : أول ورشة عمل لبرنامج السفراء الخضر
بعد ذلك تحدث مدير البحث والتطوير في مؤسسة الحريري المهندس محمد الحريري وقال: "اليوم نطلق "برنامج السفراء الخضر" من خلال ورشة العمل الأولى في "أكاديمية التواصل والقيادة"، والتي نجحت في إشراك أكثر من 7000 شابة وشاب في صيدا ولبنان في وعمليات التدريب وإشراك المجتمع منذ العام 2015، ونعيد إحياءها اليوم في سياق "خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً"، كأكاديمية خضراء للتدريب والتمكين حول قضايا البيئة والتنمية المستدامة والثورة الصناعية الرابعة على الصعيدين المحلي والوطني".
واستعرض الحريري مسار تطور خارطة الطريق منذ انطلاقها في 14 كانون الأول 2022 بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبالتعاون مع بلدية صيدا ووزارة البيئة. ومنذ ذلك الحين وضعت آلية تشاورية واسعة وأقر الإطار الاستراتيجي لخارطة الطريق، وتم مشاركته في أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرياض و ثم في مؤتمر الأطراف COP28 في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
وقدم الحريري نبذة عن تطور قمم المناخ العالمية وصولاً الى مؤتمر الأطراف Conference of Parties بدورته الثامنة والعشرين، والذي شارك فيه 196 دولة والإتحاد الأوروبي لمراجعة تنفيذ العمليات والخطط البيئية على الصعيد العالمي.
تعهدات لبنان ودور صيدا في " COP28 "
وكان قد مثل مؤسسة الحريري في قمة المناخ في دبي ، مدير التشبيك والتحليل الأستاذ محمد إسماعيل واختصاصي برنامج البيئة المهندس مالك الجباعي. وفي هذا السياق استعرض الجباعي في الورشة أهم المخرجات والتعهدات التي خرج بها المؤتمر ولا سيما ما يتعلق منها بعملية التحول عن مصادر الطاقة التي تعنى بالوقود الأحفوري، والتعهدات التي وقعت عليها الدول المشاركة. ومن أهم تلك التعهدات الصندوق الاقتصادي للتصدي للخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ، فنحن في لبنان من اكثر الدول تضرراً بالتغير المناخي، وبالتالي للبنان الحق في الحصول على مساعدات وتمويلات بهذا الخصوص."
وعن دور لبنان وتعهداته في المؤتمر، أشار الجباعي الى أن لبنان تعهد بـ6 مقررات أساسية حول العمل من أجل المناخ، وحول المناخ والصحة، والإغاثة المناخية والتعافي، وتعزيز الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والزراعة المستدامة والغذاء المتين، و"التبريد العالمي".
ولفت إلى أن دور صيدا في المؤتمر كان في ما قدمته من "أدوار حيوية للتخطيط المتكامل، والحوكمة على المستوى المحلي والوطني والدولي، وللحصول على التمويل الدولي لمكافحة تغير المناخ، وفي مجال التعاون الأساسي بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والأهلية في قيادة المبادرات المناخية، وتسريع العمل من أجل المناخ عبر التعليم وتمكين المجتمع."
وأكد الجباعي أن "عملية التحول بكافة القطاعات نحو الاقتصاد الدائري كان امر أساسي في COP28. ولسنا اليوم بعيدين عن هذا الأمر، إذ لدينا من خلال برنامج السفراء الخضر تجارب فعلية نطمح من خلالها لتطبيق هذا التحول انطلاقاً من خارطة طريق صيدا. ونعمل حالياً مع بلدية بقسطا حول التعاون لإدارة مرفق يعنى بعملية الفرز ومشاريع أخرى تعنى بتكريس الشراكات وتقديم نماذج وطنية من شأنها تعزيز المساءلة المجتمعية وبناء القدرات".
فرصة لـ"النمو الأخضر" والإنتقال إلى الإقتصاد الدائري
ثم تحدث الاستشاري الخبير في الاقتصاد الدائري في مؤسسة الحريري المهندس رالف صبيح عن الفرص التي توفرها الأزمات الراهنة لتحقيق التحول من الاقتصاد الخطي القائم إلى الاقتصاد الدائري من خلال الاستهلاك المستدام والإبتكار وتداول المواد. واستعرض صبيح المفاهيم العلمية والعالمية والأهداف المحلية للاقتصاد الدائري. وأعلن عن إطلاق مشروع مخصص يعنى بوضع منهجية لتقييم واقع الاقتصاد المحلي في صيدا ووضع خطة عمل تتضمن خطوات جدية ومساحات لتمكين المؤسسات والأفراد حول نماذج الأعمال والممارسات السليمة بيئياً ضمن مختلف القطاعات التنموية المحلية.
بعد ذلك، أدار صبيح جلسة تشاورية تضمنت عددا من المداخلات والنقاشات مع ممثلي القطاعات المختلفة حول تحديات وفرص الاقتصاد الدائري ودور القطاعات المختلفة في تحقيق التنمية المستدامة ومساحات التدريب والتمكين والمشاركة المجتمعية.
إطلاق أندية بيئية مدرسية
وفي ختام الورشة، وفي إطار برنامج السفراء الخضر، جرى إطلاق الأندية البيئية في مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار بلقاء مع عدد من المدارس الرسمية والخاصة المشاركة.
رأفت نعيم