إقتصاد

حرب أميركا والصين "تشتعل".. والفاتورة 600 مليار دولار

تم النشر في 28 أيار 2019 | 00:00

دخلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مرحلة جديدة تنذر بالخطر، وذلك بعد ‏ارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة من الجانبين، مع وجود مخاطر بفرض المزيد خلال الفترة ‏المقبلة، مما يجعل التكلفة تصل إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2021، بحسب تقرير لوكالة ‏‏"بلومبيرغ" الأميركية‎.‎


ووفقا لوكالة "بلومبرغ"، فإن الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب، والصيني شي جين بينغ، ‏سيلتقيان في قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل، لكن من المرجح أن تكون الحرب التجارية ‏طويلة وفوضوية ومكلفة‎.‎


وقام الاقتصاديان في بلومبرغ، دان هانسون وتوم أورليك، بوضع سيناريوهات رئيسية للأزمة، ‏من بينها زيادة فرض الرسوم الجمركية على كل أنماط التجارة بين الصين والولايات المتحدة، ‏مما يرفع قيمة "فاتورة" الحرب التجارية إلى 600 مليار دولار في عام 2021، وهو عام ذروة ‏التأثير‎.‎


وذكرت الوكالة الأميركية أن الولايات المتحدة رفعت أسعار الرسوم الجمركية على ما قيمته ‏‏250 مليار دولار من الواردات الصينية في مايو الجاري، بنسبة 25 بالمئة، فيما كان الرد ‏الصيني سريعا بفرض رسوم على بعض السلع الأميركية بنسبة تتراوح بين 5 إلى 25 بالمئة‎.‎


وتتوقع "بلومبرغ" في السيناريو الأول، أنه بعد عامين على حرب الرسوم ستنخفض وتيرة ‏الإنتاج في الصين والولايات المتحدة بنسبة 0.5 بالمئة و0.2 بالمئة على التوالي، كما سينخفض ‏الإنتاج العالمي أيضا‎.‎


وفي السيناريو الثاني، يرى خبراء الاقتصاد أن فرض الرسوم الأميركية على الواردات الصينية ‏بقيمة 25 بالمئة، سيدفع الصين لرفع قيمة الرسوم على السلع الأميركية بنسب متفاوتة أكبر في ‏الفترة المقبلة‎.‎


وكانت وسائل الإعلام الصينية قد صعبدت من لهجتها المتعلقة بالأزمة، إذ وجهت رسائل ‏لترامب مفادها: "إذا كنت تريد التحدث ، فإن الباب مفتوح". وقال مذيع تلفزيوني صيني شهير: ‏‏"إذا كنت تريد القتال. فسنقاتل حتى النهاية‎".‎


وتشير التوقعات إلى أن الأسواق المالية بدأت في التعثر مع كل عنوان جديد للحرب التجارية، ‏حيث شهدت سوق الأسهم الصينية على وجه الخصوص موجة من التراجعات اليومية الحادة‎.‎


في المقابل، ارتفعت الأسهم في كل من الصين والولايات المتحدة خلال العام، مما يشير إلى أن ‏المستثمرين ما زالوا يراهنون على التوصل إلى اتفاق‎.‎


أما السيناريو الثالث، فيتوقع هانسون وأورليك حدوث تراجع بنسبة 10 بالمئة في سوق الأسهم، ‏مما قد يخفض الناتج المحلي الإجمالي للصين والولايات المتحدة والعالم، بنسب 0.9 بالمئة ‏‏(الصين) و0.7 بالمئة (أميركا) و0.6 بالمئة (عالميا) في منتصف عام 2021‏‎.‎


ويكشف التقرير أن أسوأ الضربات من انخفاض صادرات الصين إلى الولايات المتحدة ستقع ‏على تايوان وكوريا الجنوبية وماليزيا، وكلها جزء لا يتجزأ من سلسلة توريد الصادرات في ‏آسيا، وذلك لأن حوالي 1.6 بالمئة من إنتاج تايوان مرتبط بصادرات الصين إلى الولايات ‏المتحدة، حيث تمثل الحواسب والإلكترونيات الحصة الأكبر بالنسبة لكوريا الجنوبية وماليزيا‎.‎


وإضافة إلى ذلك، من شأن الحرب التجارية المتصاعدة أن تؤثر على أسواق الصرف الأجنبي ‏من خلال قنوات متعددة، منها تحويل التدفقات التجارية وكذلك التوقعات بشأن النمو والسياسة ‏النقدية‎.‎