تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعاليتها للجمعة التاسعة والأربعين على التوالي، في ظل تصاعد التوتر في قطاع غزة مع استمرار اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق المشاركين في مسيرات العودة.
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة اليوم، جمعة "باب الرحمة"، تعبيرا منها عن الاعتزاز بفلسطين المحتلة ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
واستنكرت في بيان لها "جريمة الاحتلال بالعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني "سيقاوم العدو بما يردعه".
وأكدت الهيئة أن المشاركة الواسعة في فعاليات مسيرات العودة، "تثبت أن كل محاولات العدو لبث الرعب واليأس في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني باءت بالفشل"، مشددة في الوقت ذاته على أهمية "التلاحم والتكافل والتعاضد لمواجهة آثار الحصار وإحباط مخطط المحاصرين الذي يهدف لضرب الروح المعنوية لشعبنا". ونوهت إلى أن "استمرار الاحتلال في تنكره وتجاوزه للقوانين الدولية والإنسانية، دون أي رادع من المنظمات التي تنصب نفسها راعية للحقوق والحريات والعدالة؛ يؤكد عجز هذه المنظمات عن لجم ورد المعتدين ونصرة المظلومين".
وحول الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة، طالبت الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس والأرض المحتلة عام 1948 وفي الشتات، وكذلك كل أحرار العالم "بالاستعداد الكبير لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة، وليكون الثلاثين من مارس القادم يوما عظيما مشهودا في تاريخ شعبنا المقدام".
ودعت الهيئة الوطنية جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات اليوم، عقب صلاة العصر في مخيمات العودة الخمس المقامة بالقرب من السياج الأمني، الذي يفصل القطاع عن باقي الأراض الفلسطينية المحتلة، وقالت: "لتكن غضبا على المساس بمسجدنا وبمقدساتنا".
وأكد عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، أن "استمرار مسيرات العودة يأتي نابعا من الإيمان الراسخ أن هذا الفعل النضالي انطلق من أجل تحقيق العديد من الأهداف، وتقييم الوصول لهذه الأهداف هو الذي يشكل الدافع لاستمرار هذه المسيرات". وتابع "نحن لا زلنا في طريق تسجيل إنجازات على طريق تحقيق هذه الأهداف الوطنية، ولكن لا يمكن أن نتراجع خطوة دون أن يتم تجسيد هذه الأهداف؛ سواء كسر الحصار أو التصدي للمشاريع التي تمس بالحقوق الوطنية بما فيها حق العودة".
وشدد أبو ظريفة على أن "مسيرات العودة ستدخل عامها الثاني وهي أكثر تصميما واستعدادا وتطويرا لأدواتها النضالية السلمية وأشكال العمل الجماهيري، لنؤكد للعالم أن هذا الفعل الكفاحي ليس مرهونا بعامل زمني وإنما هو مرتبط بتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها مهما كانت سنوات استمرار هذه المسيرات". وكشف أنه "تجري حاليا عملية تقييم جدية لهذه المسيرات على مستوى كافة اللجان العاملة في إطار الهيئة الوطنية، وذلك لصياغة رؤية برامجية تطويرية تشكل مرتكزا ودافعا لاستمرار هذه المسيرات كي تحقق أهدافها"، مؤكدا أن "كافة الخيارات مفتوحة أمام الهيئة الوطنية".
ونبه عضو الهيئة الوطنية أنه "إذا ما بقيت حالة إدارة الظهر من قبل الاحتلال لموجبات تخفيف الحصار، فلا أحد يعرف أين سيكون هذا الفعل الكفاحي في المستقبل، والذي ينظم حاليا خارج خط التحديد (غربي السياج الأمني داخل قطاع غزة)". وتابع: "إذا ما استمر الاحتلال في ممارسة مختلف أشكال العدوان على المتظاهرين بالاستهداف المباشر، فإن خيارات المواجهة بأدوات المقاومة الشعبية أو غيرها من الأشكال كما أبرزتها غرفة العمليات المشتركة، تكون هي الأوجه المتكاملة لمجابهة الاحتلال وسياساته".
ولفت إلى أن "غرفة العمليات المشتركة لا يمكن أن تسمح للاحتلال باستباحة دماء المتظاهرين أو الوحدات العاملة في الميدان، وهي ترصد كل خرق للاحتلال وتقييم الأمور بشكل جماعي"، منوها أن "الغرفة تختار الوقت والشكل والطريقة التي يمكن أن توصل رسالتها لهذا الاحتلال، ولهذا كافة الأطراف الدولية لديها العلم بهذا الموقف الرافض لاستمرار هذه الانتهاكات الإسرائيلية، وذلك كي يتحمل الاحتلال مسؤولية أي خطوة يمكن أن تأخذها غرفة العمليات". واعتبر أبو ظريفة أن "التكامل في الميدان عبر الهيئة الوطنية وغرفة العمليات ووحدة الموقف والخطوة، هو الوضع الذي سيشكل الرافعة المهمة لمسيرات العودة وكسر الحصار".
وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة، وفق تأكيد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة إلى ارتقاء نحو 256 شهيدا، وإصابة أكثر من 28 ألف فلسطيني بجروح مختلفة.
وانطلقت مسيرات العودة الشعبية في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما بتاريخ 30 آذار/ مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وتم تدشين 6 مخيمات؛ خمسة منها على شرقي القطاع على مقربة من السياج الفاصل، والسادس على البحر في الجهة الشمالية الغربية للقطاع.