اهتمت الصحف المحلية اليوم (الاربعاء) بمواقف الرئيس سعد الحريري الذي "بق البحصة"، من السراي الحكومي، ووضع النقاط على حروف كل الملفات الخلافية، ورسم حداً فاصلاً ما بين التسوية والمجهول، عشية اللقاء المقرّر بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، معلناً بأن لا سكوت بعد اليوم، وأن البلد لا يجوز أن يدار بـ"زلات اللسان والسقطات"، في موازاة الإضاءة على تحرير رجل الاعمال اللبناني نزار زكا الذي كان معتقلاً في إيران، والتوقف عند وصول الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل ديفيد ساترفيلد مساء أمس في بيروت، وما سينقله الى المسؤولين اليوم من ردّ اسرائيلي على المقترحات اللبنانية للتفاوض.
النهار
الحريري وضع النقاط على الحروف ورسم حداً التسوية أو المجهول
الجمهورية
الحريري "يبق البحصة" عشية لقاء عون
اللواء
"إنتفاضة الحريري": لن نسكت على المس بالكرامات والبلد لا يدار بالبهورة
لا مجلس وزراء هذا الأسبوع.. وتقدُّم في مهمة ساترفيلد البحرية
الأخبار
الحريري يرمّم التسوية الرئاسية
الشرق الاوسط
الحريري لمنتقديه: لبنان لا يدار بزلات اللسان
الحياة
ساترفيلد وكوبيش يضعان اللمسات الأخيرة على آلية المفاوضات الحدودية اللبنانية الإسرائيلية
الديار
اللواء إبراهيم ينقذ الوضع ويقدم الافراج عن زكا للرئيس عون ويحفظ دعم حزب الله
الحريري يؤكد على التسوية وان عون هو الضمانة وينتقد باسيل وتياره دون تسميتهما
اشتباك قادم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول التعيينات الإدارية القادمة
الحريري يضع النقاط على الحروف: لن نسكت .. والبلد لا يدار بالبهورة
خلصت "النهار" إلى أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رسم معالم مرحلة جديدة في التعامل مع "العهد"، مشدداً على حفظ التسوية الرئاسية لان التخلي عنها يدخل البلاد في المجهول. ولاحظت أنه فتح كل الملفات المثارة، ووضع خطوطاً حمراً للتعامل مع موقع رئاسة الوزراء ومعه شخصياً، ووضع النقاط على الحروف، قبل ان يلتقي رئيس الجمهورية في موعد متوقع بينهما، وقبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي لم يحدد موعد لها في انتظار بلورة عدد من النقاط والمواقف.
رأت "الجمهورية" أن الحريري أطلق جملة مواقف اراد من خلالها ردّ الاتهام عنه داخل بيئته وفي البيئة الوطنية عموما، بأنه يقدّم تنازلات على حساب صلاحيات رئاسة الحكومة، مشدداً على اهمية الحفاظ على علاقات لبنان العربية. ويُنتظر ان تكون لهذه المواقف تفاعلاتها، خصوصاً أن الحريري بهذه المواقف قد "بقّ البحصة" عشية اللقاء المقرّر اليوم بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
أشارت "اللواء" إلى أن ما كشفه الرئيس سعد الحريري من موقعه كرئيس لمجلس الوزراء وتيار المستقبل، وكتلة المستقبل النيابية، سيكون على جدول اللقاء المرتقب، قبل جلسة لمجلس الوزراء، وهذا التطور السياسي، بدءاً من اللقاء الرئاسي، سيؤكد التمسك بالتسوية الرئاسية، وسيجري مراجعة، قوامها الصراحة وتسمية الأشياء بأسمائها والبحث بالجدول السياسي لمناقشات الموازنة النيابية، ثم اقرارها، وموعد عقد جلسة لمجلس الوزراء.
أما في أبرز مواقف الرئيس الحريري التي وصفتها الصحف بـ"الصريحة والجريئة":
ـ لم يستثن ملفاً من الملفات الخلافية، معتبراً انه لا يمكن الاستمرار في السكوت، وان الغضب في الوسط السني لا يمكن اعتباره غير موجود و"هو غضب حقيقي ناتج من مواقف من شركاء اساسيين".
ـ قال: "بصراحة، كنت منزعجاً جداً من الكلام الذي نُقل عن الوزير جبران باسيل في البقاع، والتقارير الصحفية التي كرّرت الكلام، وذهبت أبعد مدى بالتفسير والتحليل والاستنتاجات. وأفضل ما قام به الوزير باسيل أنّه نفى الكلام، لكن ليت النفي أتى فور نقل الكلام، ولم يتركه دائراً في الإعلام والشاشات طوال النهار قبل النفي، لأنّ ارتدادات الكلام كانت سيئة جدا، في الوسط السنّي عموماً ولدى جمهور تيار "المستقبل" خصوصاً"
ـ أكد أن "البلد لا يجوز أن يدار بزلات اللسان والسقطات، والسجالات فرضت علينا وأتت بعد مرحلة التزمت فيها الصمت وكنت أغلي من الداخل تجاه ممارسات ونقاش بيزنطي".
ـ في معرض حديثه عن حكم المحكمة العسكرية في قضية زياد عيتاني، والعملية الإرهابية في طرابلس، والمواقف السلبية التي أصابت التسوية: " لن أقبل، لا اليوم ولا غداً ولا في أي وقت، أن يتطاول أحد على المؤسسات الامنية والعسكرية".
ـ رد على مواقف بعض القيادات السياسية التي تناولته وتناولت علاقات لبنان العربية، وقال عنها، انها "ليست خاضعة لمزاج بعض القوى والأحزاب والقيادات. إذا كان اول سطر في الدستور يقول إنّ لبنان بلد عربي، فهذا لأنّ لبنان عربي وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية، والاولوية بعلاقاته هي للاشقاء العرب وليس لأي محور اقليمي".
ـ عن دور السنّة في لبنان، قال: "عندما نتحدث عن صيغة وفاق وطني نكون نتحدث عن اتفاق الطائف، وعن معادلة شراكة وطنية، شارك في صياغتها الرئيس رفيق الحريري. جوهر وجودنا السياسي مرتبط بهذه الشراكة وبحمايتها، وبالامتناع عن جرّها لساحات الحروب الاهلية. أهم بند في التسوية السياسية كان الالتزام باتفاق الطائف".
ـ أضاف: "البعض يعتبر اليوم أنّ سعد الحريري ممثل السنّة في النظام السياسي، وأنّ التسوية قدّمت تنازلات للآخرين من حصّة السنّة. بكل صراحة وبالمباشر، أود أن أقول لجميع اللبنانيين ولأهل السنّة خصوصاً، أنّ هذه هي اكبر كذبة تُفبرك ضد سعد الحريري. صلاحيات رئاسة الحكومة بخير، ولا أحد يستطيع أن يمدّ يده عليها. وانا أتحدّى اكبر رأس يسير بهذه الكذبة، أن يُظهر لنا أين فرّطنا بالصلاحيات وحقوق السنّة. لكل من يسيرون بهذه الكذبة أقول لهم: لا تكونوا سبب الإحباط، أوقفوا هذه اللعبة".
ـ شدد على لا أحد يضع السنَّة في خانة الاحباط والضعف، فالسنَّة هم عصب البلد وبلا العصب ليس هناك بلد.
ـ علّق على كلام رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بحقه، فقال: "الوليد وليد".
ـ أشار إلى "اننا جمدنا البلد تسعة أشهر من أجل تشكيل الحكومة والبلد لا يرتاح يوماً واحداً من الكر والفر الإعلامي، رغم أن القوى على طاولة واحدة في الحكومة، أشهر طويلة ضاعت من عمر البلد بالكلام والناس تنتظرنا أن نقوم بشيء. واليوم ترون ما يحصل وكأن معظم الذين أقروا الموازنة في الحكومة من كوكب آخر، الوزراء مع نواب كتلهم سيذهبون في مجلس النواب للاعتراض على الموازنة".
في تقدير مصادر سياسية لـ"اللواء"، ان الرئيس الحريري أراد من مؤتمره الصحفي وضع النقاط على حروف جميع ما اثير في غيابه من سجالات ومن ردود وردود مضادة بين التيارين الأزرق والبرتقالي، أي انه بعبارة أخرى كان مؤتمره بمثابة "فشة خلق" ولكن ضمن حدود وضوابط معينة، ورد على الآخرين، ولا سيما الوزير جبران باسيل، وعلى كل ما قيل وما يجري منذ كلام باسيل في دير ذنوب البقاعية، إلى "انقلاب" مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، على دوره داخل المحكمة العسكرية في قضية المقدم سوزان الحاج والفنان زياد عيتاني، إلى العملية الإرهابية في طرابلس، وما قيل حولها من اتهامات لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ومن اتهام لطرابلس بأنها "بيئة حاضنة للارهاب"، لكنه في كل تعليقاته على هذه الأحداث لم يهاجم الرئيس الحريري أحداً، ولم يفتعل مشكلة مع أحد، وإنما، حسب المثل السائد: "قال كلمته ومشى"، وهو اساساً لم يكن يرغب بقلب الطاولة وإعلان استقالته، أو إعلان انتهاء مفعول التسوية الرئاسية، بل بالعكس، أكّد ان "بديل التسوية الذهاب إلى المجهول".
ويمكن ان يقال، بحسب "اللواء"، ان الحريري بق البحصة، وتحدث من دون سقوف، معبرا عن لسان حال الغضب السائد في الوسط السنَّي، محذراً من الطريقة السائدة في إدارة البلد، أي "البهورة وزلات اللسان والسقطات الكلامية"، لكنه لم يقطع شعرة معاوية مع أحد، ولا سيما مع الرئيس ميشال عون الذي اعتبره الحريري بأنه "ضمانة لنا جميعاً"، وحتى أيضاً مع باسيل الذي رددت اوساطه، من حيث هو موجود حالياً في لندن، بأنه كانت له قراءة إيجابية من مواقف الحريري.
في المقابل، كشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" عن تواصل إيجابي تمّ بين الحريري وباسيل قبل سفر الأخير الى لندن امس. في وقت رجّحت معلومات أن هذا التواصل لم يكن هاتفياً بل كان لقاءً بينهما بعيداً عن الاعلام.