خاص

"الحلونجي" يتذكر رفيق: ما بقى يجي متلو

تم النشر في 14 شباط 2019 | 00:00

بين رفيق الحريري وأبناء مدينته صيدا حكاية وفاء متبادلة ، تحتفظ بها ذاكرة الكبار ممن جايلوه او رافقوه صغيرا وفتى وشابا، وتحكيها بصماته الواضحة لاحقا رجل انماء ودولة في مسيرة نهوض وتنمية المدينة .. ولا يزال كثيرون منهم يذكرونه بالخير مستعيدين مآثره وصفاته وحبه لمدينته وأهلها ، وما كان يحلم به لها ولهم.





 





في معمله البسيط لصناعة الحلويات الشرقية في صيدا القديمة ، يمضي مصطفى الهبش  - أبو حسن ( 76 عاما) معظم اوقاته في بيع ما يصنعه من "معمول المد " الذي تشتهر به صيدا.. وهو عمله منذ شب فتياً حين كان يعمل عند خاله المتخصص بهذا المجال.. يستعيد "أبو حسن " تلك الأيام التي يحن اليها كونها كانت بالنسبة اليه تجمع بين حلاوة" حلو صيدا " وحلاوة زمنها الجميل الذي كان فيه صديقا مقربا وزميل دراسة مع رفيق الحريري .. 





 





يقول الهبش ، كنت ورفيق الحريري معا في صفوف الروضات والابتدائي لكن هو اكمل الى الصفوف الأعلى وانا تركت المدرسة والتحقت بالعمل مع خالي في صنع وبيع الحلويات . كنا نترافق سويا داخل المدرسة وخارجها ، ونتشارك اوقات اللعب والرحلات ، يأتي اليّ او اذهب الى بيته في حي الست نفيسة ، او نذهب معا الى محلة " البرغوت" او " الكينايات " في صيدا او نقصد شاطىء البحر لنمارس لعبة كرة القدم . كان يحب اصدقائه وبقي وفيا لهم حتى آخر يوم من عمره.



الحلونجي يتذكر رفيق الحريري

ولا يزال " ابو حسن " يذكر حين ذهب مع رفيق الحريري الى منطقة مجد المعوش حيث كان يعمل في ايام العطل بقطاف التفاح ليساعد نفسه واسرته ، وعمل معه في القطاف ، ويروي حادثة جرت مع احد الأشخاص من تلك المنطقة الذي كان يعمل في بستان مجاور، ويحضر لهما الفطور اثناء القطاف وكيف ان الهبش التقى ذلك الشخص بعد سنوات طويلة وكشف له ان الرئيس رفيق الحريري بقي يتذكره بعد ان اعطاه الله واشترى له البستان الذي كان يعمل فيه .





 





ويضيف ابو حسن : كان رحمه الله يعتبر ان " الشغل مش عيب " لكن العيب ان تمد يدك الى الغير وان لا تكون وفياً لمن وقف الى جانبك حين كنت معسراً. 





 





ويضيف: منذ صغره كانت لديه عزة نفس ، ولم يمد يده لأحد رغم ظروفه ، وكان يعطي اذا توافر معه شيء يعطيه.. ويتقاسم طعامه مع رفاقه ، وكان يحب الخير لكل الناس من ابناء مدينته وبلده. لم يكن المال يعني له ، وكان دائما يقول لي " ادعس عالمصاري بترفعك ، وحطها عا راسك بتنزلك" و " استعبد المال وما تخليه يستعبدك "..





 





ويتابع الهبش : بعد ان انعم الله عليه، بقي رفيق الحريري على تواصل مع رفاقه وكان يفتش عنهم ويطلب لقاءهم بين فترة وأخرى ، ويعترف بفضل كل من كان يساعده ، و" اللي كان يسقيه كباية مي كان يردلوا ياها مية كباية " .





ويضيف :اشتغل لبلده، للبنان كله ولم يميز بين مسيحيي وشيعي ودرزي وسني وعلم عشرات آلاف الطلاب .. "الله يرحمو .. ما بقى يجي متلو ".