تتّجه الأنظار منذ أمس الى نتائج زيارة رؤساء الحكومات السابقين الثلاثة للرياض لاستكشاف آفاق المرحلة المقبلة على أكثر من مستوى. فبعض الملفات التي حملها هؤلاء معروفة بعناوينها العريضة، ولكنّ السؤال ينحصر في ما سيكون عليه ردُّ فعل الرياض، وهل لدى كبار مسؤوليها وقت لصرفه على لبنان؟ وما هي القدرات المتوافرة؟ وما هو المتوقع؟
لم يخرج كل ما نشر عن نتائج لقاءات رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام في الممكلة عن أدبياتها حيال لبنان في الحرب والسلم. فهي حريصة على الأمن والاستقرار في لبنان بقدر الإهتمام بأمن دول الخليج واستقرارها. وإن حامت بعض الغيوم السود في سماء العلاقة بين البلدين لم يتخلَّ السعوديون عن اهتمامهم.
ففي المرحلة التي تلت تجميد العمل بالهبة السعودية للجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الأخرى بأربعة مليارات دولار من الأسلحة الفرنسية المتطورة، ومن أعتدة عسكرية من دول عربية وغربية أخرى، لم يتغيّر الخطابُ السياسي للمملكة تجاه لبنان بعناوينه الكبرى. وبعدما تجاوز البلدان الظروفَ التي رافقت أزمة فرض إعلان الإستقالة على الرئيس سعد الحريري من الرياض قبل عامين، فقد استعادت العلاقات بعض رونقها الطبيعي من خلال رفع حظر سفر السعوديين الى لبنان وعودة المصطافين الى ربوعه.