صحافة بيروت

هل الحربُ حتميّة؟

تم النشر في 28 آب 2019 | 00:00

كتبت صحيفة "الجمهورية": لم يكن ما حصل في الضاحية الجنوبية ليل السبت - الأحد أمراً عادياً، ولن يكون عابراً بطبيعة الحال. لقد خرقت إسرائيل الخطوط الحمر التي رسمتها حربُ تموز العامَ ٢٠٠٦، ليس جغرافياً فحسب، وإنما استراتيجياً.


لا يمكن الاستفاضة كثيراً في التأكيد على البعد الاستراتيجي لهذا الخرق، يكفي أن يتزامن إرسال الطائرتين المسيّرتين إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، تقريباً مع استهداف إسرائيل لمجموعة «حزب الله» في عقربا السورية، وربطها بسلسلة الغارات والضربات التي استهدفت مجموعات «الحشد الشعبي» في العراق، لتتبّع خيطٍ مترابطٍ من الأحداث التي تشي بأنّ ثمّة قراراً إسرائيلياً بتغيير قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط ككل.


منذ سنوات، لم تقم إسرائيل بشنّ ضرباتٍ على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، التي ظلّت، بسبب ظروفها الميدانية المعروفة، منطقةً عازلة بين الخطوط الحمراء المرسومة ليس على مستوى اللاعبين الإقليميين فحسب، بل على مستوى اللاعبين الدوليين.


هي حاولت بالفعل تغيير قواعد الاشتباك أكثر من مرة، ولكنها أخفقت، بدليل ما حدث حين تسبّبت في لحظة معيّنة بإسقاط طائرة «اليوشين» الروسية في أيلول العام ٢٠١٨، وما جاء عليه رد الفعل الروسي على المستوى الاستراتيجي، بعد نشر منظومة "اس-٣٠٠".


اليوم، تمضي إسرائيل في مغامرة أوسع نطاقاً، مستغلّةً التناقضات الدولية التي تبدّت بعد ساعات قليلة على أحداث عقربا والضاحية الجنوبية، حين استضافت باريس وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.


هكذا تحاول إسرائيل توسيع نشاطها ضد إيران في الشرق الأوسط، سواءٌ لأغراض تكتيكية متصلة بالوضع الداخلي (انتخابات الكنيست) أو لأغراض استراتيجية متصلة بالملف النووي الإيراني، في ظلّ حالة عدم اليقين السائدة في تل أبيب حول خيارات دونالد ترامب في ما تبقى من ولايته الرئاسية الأولى، والحديث المتكرّر عن احتمال جلوس الإيرانيين والأميركيين مرة جديدة حول طاولة التفاوض.