قبل سنة أعلنت الفنانة إليسا انتصارها على مرض السرطان، إلا أنّها لا تزال تعاني تبعات العلاج بالأشعة الذي خضعت له طوال أشهر، ولا تزال تعاني آثاراً نفسية
قبل سنة أعلنت الفنانة إليسا انتصارها على مرض السرطان، إلا أنّها لا تزال تعاني تبعات العلاج بالأشعة الذي خضعت له طوال أشهر، ولا تزال تعاني آثاراً نفسية تحاول أن تتخطاها، لتوعية النساء حول ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، في الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي، الذي انطلق يوم أمس.
فكيف بدأت قصّة إليسا مع السرطان وكيف انتهت؟
في شهر كانون الثاني 2017، وبعد يوم واحد من عيد الميلاد، كانت إليسا تنتظر نتيجة الفحص السنوي الوقائي الذي تجريه، فتلقّت اتصالاً من طبيبها يخبرها بأنّها مصابة بالسرطان.
كان وقع الخبر قاسياً عليها، ظلّت أسبوعاً عاجزة عن السير أو الكلام، إلى أن قرّرت البدء بالعلاج، واعترفت لاحقاً أنّ الطريقة التي يخبر بها الأطباء المرضى بإصابتهم قاسية جداً، إذ يتعاملون معهم بطريقة مباشرة، دون تمهيد لاحتواء ردود أفعالهم، وهو ما جعلها تقصد طبيباً نفسياً ليساعدها على تخطّي المرحلة.
كان القرار الأوّل استئصال الورم، بعد رأس السنة، دخلت الفنانة إلى المستشفى وأجرت العملية، وتبيّن أنّها تحتاج إلى جلسات علاج بالأشعة، إذ كان المرض لا يزال في بدايته، ولم تحتاج إلى جرعات كيماوي.
قبل بدء العلاج، كانت إليسا قد تعاقدت مع شركة "روتانا" لإحياء حفلٍ في دبي في عيد العشاق، وقد أقنعها المدير الفني في الشركة طوني سمعان، بإحياء الحفل، إذ كان من القلّة الذين عرفوا بمرضها، وأراد أن يدعمها من خلال وقوفها على المسرح حيث تستمدّ المحبّة من جمهورها.
وبالفعل ذهبت إليسا إلى دبي، ووقفت على المسرح، وهناك وبعد دقائق من بدء الحفل، سقطت على الأرض مغشياً عليها، ونقلت إلى المستشفى بصورة طارئة، ويومها انتشرت شائعات عدّة، منها أنهاتزوّجت بالسر من حبيبها وأنّها حاملاً منه، ورفضت الفنانة الرد متجاهلة كل الشائعات.
اكتشاف إليسا إصابتها، تزامن مع انتهائها من تصوير الحلقات المسجّلة من برنامج "ذا فويس"، وحان وقت الحلقات المباشرة، في وقت كانت تخضع فيه للعلاج، وتسجّل ألبومها "إلى كل اللي بيحبوني"، فكانت تقصد المستشفى صباحاً وتخضع لجلسات مؤلمة على مدى 45 يوماً متواصلاً، وفي الليل تصوّر الحلقات المباشرة، ولم يبد عليها التعب، حتى أنّ زملاءها في اللجنة أحلام وعاصي الحلاني ومحمد حماقي، فوجئوا لدى معرفتهم لاحقاً بأنّها كانت تخوض معركة قاسية ضدّ السرطان، يومها لم تخبر سوى المسؤول عن البرنامج تحسباً لغيابها الطارىء.
بعد أشهر من العلاج، أبلغ الطبيب إليسا أنّها كسبت المعركة، فأرادت مشاركة جمهورها تفاصيل معركتها، من خلال كليب "إلى كل اللي بيحبوني" تحت إدارة المخرجة إنجي جمال، الذي جمعت فيه تفاصيل ما حصل معها، من مشاهد واقعية، ومشاهد تمثيلية، لتعلن من خلاله أنها كانت مصابة بالمرض وشفيت.
وقع الكليب على رؤوس محبّيها كالصاعقة، وتناقلته وسائل إعلام عالميّة تحدّثت عن معركة الفنانة مع المرض.
واحتفلت الفنانة مع جمهورها في حفل ضمن مهرجانات أعياد بيروت بشفائها، وارتدت فستاناً كشف آثار الجرح جراء العملية التي خضعت لها، ولم تكد تتهنّى بشفائها، حتى اكتشفت إصابه شقيقتهابالمرض نفسه، إلا أنّ إصابتها كانت متقدّمة أكثر، فبدأت العلاج ولا تزال.
كما أنّ الفنانة أصيبت باحتقان السوائل في يدها، جراء تداعيات العلاج بالأشعة، وأجرت عمليّتين واحدة في بلجيكا في بداية العام الجاري، وأخرى في ألمانيا في بداية الصيف.
إليسا أخذت على عاتقها مهمّة التوعية حول أهمية الكشف المبكر، فقالت إنّ الكثير من النساء خضعن للفحص بعد عرض الكليب، وأشارت إلى معاناتها مع العلاج، فقالت إنّ السرطان مرض غير مؤلم، لكن علاجه هو المؤلم.
وأكثر ما آلمها كان اضطرارها إخفاء الخبر عن والدتها، التي لم تعرف به إلا بعد شفائها، فغضبت منها قليلاً ثم رضيت بعد أن تفهّمت دوافع ابنتها لإخفاء خبر كهذا، بدأ بمعاناة وانتهى برغبة من إليسا أن تكون نموذجاً لامرأة محاربة هزمت السرطان بقوة إرادتها وعزيمتها ودعاء الأحبة.