منوعات

سكان تلك الدولة.. "عمرن قصير"!

تم النشر في 4 تشرين الأول 2019 | 00:00

خلال القرنين الماضيين ارتفع متوسط عمر الإنسان بمعدل سريع وثابت. لم يكن الإنسان في أربعينيات القرن التاسع عشر يتجاوز كثيرا عمر الأربعين، ولكن التحسن في التغذية والنظافة وظروف السكن والصرف الصحي خلال العصر الفيكتوري أدت إلى وصول متوسط العمر مع بداية القرن العشرين إلى 60 عاما.

ومع تطورات القرن العشرين، وباستثناء سنوات الحرب، فإن متوسط العمر ارتفع مع تحسن الأوضاع الصحية على مستوى العالم والتطعيمات التي يتلقاها الأطفال.

ومنذ عام 1970 ومع تحسن علاج السكتات الدماغية والأزمات القلبية استمر ارتفاع متوسط الأعمار.

ومع دخول القرن الـ 21 بلغ متوسط عمر المرأة 80 عاما والرجل 75 سنة. وحتى عام 2011 كان متوسط عمر الإنسان يزداد عاما كل 4 سنوات.

وفي عام 2011 توقف ذلك أو تباطأ بسرعة، لقد كانت تلك السنة هي نقطة التحول.

تراجع مؤقت أم تحول بعيد المدى؟

وتساءل العديد من الخبراء عن ما إذا كان هذا التغيير مجرد تراجع مؤقت أم تحول بعيد المدى. وبالتأكيد كان عام 2015 استثنائيا فقد ارتفعت فيه معدلات الوفيات بشكل كبير، لقد كان الشتاء سيئاً وأدى ذلك لانتشار الأنفلوانزا على نطاق واسع.

ولكن يبدو أن الموضوع كان أكبر من مجرد تراجع مؤقت في 2015، فقد كشفت الأرقام التي أصدرها مكتب الإحصاء عن الفترة بين 2016 و2018 أن الأمر أكبر من مجرد شتاء قاس.

ورغم حدوث تحسن طفيف فإن المعدل مازال متراجعا عن ما كان عليه من قبل.

وبالمعدل الحالي فإن الأمر سيستغرق أكثر من 12 عاما في بريطانيا ليرتفع متوسط العمر لسنة واحدة.

فما هي أسباب ذلك؟

من بين الإجابات المطروحة على هذا السؤال إنه بعد سنوات طويلة من اكتساب زيادة في معدل العمر وصل الإنسان إلى الحد الأقصى في متوسط العمر.

كانت الفرنسية جين كالمينت هي أكبر معمرة على وجه الأرض في السجلات الرسمية وتوفيت عن 122 عاما قبل 20 سنة.

وزعم بحث نشرته صحيفة نيتشر إن الحد الأقصى للعمر هو 115 سنة وقليلون من أمثال كالمينت يمكنهم تجاوزه.

ولكن الكثيرين يجادلون في هذا الأمر ومنهم أخصائي الوراثة الأمريكي ديفيد سينكلير الذي وضع كتابا عنوانه "متوسط العمر" والذي قال فيه إن إمداد البشر بجينات طول العمر قد تمنحهم عمرا أطول.

فعلى سبيل المثال فإن اليابان، التي يوجد بها أعلى متوسط أعمار في العالم، شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعا في معدل متوسط العمر أكثر من بريطانيا.

وبحسب مكتب الإحصاء فإن دولة واحدة فقط سجلها أسوأ من بريطانيا وهي الولايات المتحدة.



عوامل "مركبة"

قال إدوارد مورغان الخبير بمكتب الإحصاء إن هناك مجموعة من العوامل المركبة وراء هذا التوجه، مشيرا إلى أنه يجب بذل المزيد من الجهد للكشف عنها.

وفي تقريره العام الماضي أشار مكتب الإحصاء لمجموعة من العوامل، فعلى سبيل المثل لم تشهد الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة تغيرا كبيرا، وكلما غاب مرض من قائمة أكثر مسببات الوفاة حل محله مرض آخر فمع تراجع عدد الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان فإن معدل الوفاة من مرض الخرف في ارتفاع.

كما أشار تقرير آخر لهيئة الرعاية الصحية في انجلترا إلى تأثير التقشف، الذي أشار إليه البروفيسورمايكل مارموت المستشار بمنظمة الصحة العالمية، فالأكثر فقرا يواجهون تراجعا في الرعاية الصحية جراء التقليص الحكومي في الإنفاق على الرعاية الصحية والرفاهية.

ولكن هذا التقرير ليس نهائيا، والمؤكد هو أن استمرار هذا التوجه لفترة أطول يعني المزيد من الصعوبة في التوصل لإجابة للسؤال.. لماذا لا يعيش الإنسان عمرا أطول؟