نجح الملحّن شبه المعتزل سمير صفير في تصدّر المشهد بعد اعتدائه على مراسلة "أم تي في" جويس عقيقي بالشتم، لم يبرّر ما قام به سوى بالاستعانة بالمقولة الشهيرة "يستفزّونك ليخرجون أسوأ ما فيك ثم يتساءلون هذا أنت؟".
لم يكن الأسلوب الصدامي يوماً غريباً عن صفير، الذي كان يعتبر اسماً صعباً في عالم التلحين. فقد كان يخوض معارك مع فنانين تصل حدود القدح والذّم، وكانت خلافاته الفنيّة تتحوّل إلى عداء شخصي، وكان يستخدم أسلوباً قاسياً في مهاجمة خصومه.
شنّ معركة قاسية على هيفاء وهبي مستخدماً فيها أقسى العبارات، وخاض معركة أقسى مع إليسا بسبب أفكارها السياسيّة، يومها لم يكن قد تخلّى عن مهنته، فبدأ يخسر رصيده رويداً رويداً.
لم تسلم الفنانة نجوى كرم من سهامه، حتى أنّ النقد أتخذ منحى شخصياً، إذ نشرت نجوى في إحدى المرّات صورة لها من الخلف فعلّق قائلاً "نجوى من الأمام ما بتنشاف فكيف من ورا"، الأمر الذي استدعى هجوماً من جمهور نجوى عليه.
كذلك فعل بنوال الزغبي، التي انتقد أغنيتها الخليجية "تولّع" بطريقة ساخرة، الأمر الذي ما لبث أن تحوّل إلى معركة كلامية.
الفنان فارس كرم كذلك لم يسلم من لسانه، بعد أن عايره بأنّه كان مجرد عامل "سنترال"، عاقداً مقارنة بينه وبين أيمن زبيب معتبراَ أنّ هذا الأخير أفضل منه، الأمر الذي تحوّل إلى حرب تصريحات لم يوفّر فيها أحدهما الآخر.
أما المعركة الأقسى فخاضها مع الفنانة أحلام، التي بدورها شنّت عليه هجوماً، بعد أن شبّهها بالرجال، فردّت عليه طاعنة في رجولته.
وانتقلت معاركه من الفنانين إلى الشعراء، فشنّ هجوماً على الشاعر فارس اسكندر على خلفية كلمات أغانيه، ساخراً من مستواه في الكتابة، فردّ عليه فارس بصورة قاسية جداً.
ورغم مشاكله تمكّن صفير من الحفاظ على علاقة جيّدة بكل من وائل كفوري وعاصي الحلاني الذي عرف مع أغانيهما التي لحّنها شهرة واسعة، رغم خلافات دارت في الكواليس ولم تخرج إلى العلن، أما العلاقة الأفضل فبقيت مع نانسي عجرم الذي كان في يوم من الأيام عرّابها الفنّي.
وفي خضم مشاكله، لم يعد صفير يلحّن، حاول الغناء وأصدر عدداً من الأغاني لم ينجح منها إلا أغنية "في ناس"، ليدخل بعدها معترك السياسة من بابه الضيّق، حيث حوّل منبره على "تويتر" إلى منبر للهجوم على خصومه السياسيين، بطريقة نابية عرّضته للمساءلة القضائية أكثر من مرّة.
واستمرّ بنهجه معادياً الجميع، لينهي بيده مسيرة ذهبية قدّمت للمكتبة الموسيقيّة اللبنانية أجمل الألحان.