أخبار لبنان

بري يضع خبراته بتصرّف الحراك.. وهذه نصيحته!‏

تم النشر في 29 تشرين الأول 2019 | 00:00

يتابع الرئيس نبيه برّي بشيء من القلق المنحى الذي اتّخذه الوضع المستجدّ في ‏لبنان، خصوصاً أنّ الوقت يمرّ ثقيل الوطأة ومرتفع الكلفة، ولاسيّما على المستويين ‏الاقتصادي والمالي، من دون أن يكون لدى أحد حتّى الآن تصوّر واضح لطريقة ‏خروج السلطة من مأزقها، والحراك من ساحاته‎.‎

وأبلغ برّي زوّاره أمس أنّ التغيير الحكومي ليس وارداً حتى الآن، متسائلاً: "من ‏يضمن انّ الحراك سيتوقف عند هذا الحدّ، ولن يشترط تحقيق مطالب أخرى ‏للخروج من الشارع، خصوصاً أنّ الناطقين باسم هذا الحراك كثر ومطالبهم ‏متفاوتة"؟

ويشدّد برّي على وجوب تجنّب الوقوع في الفراغ، ملمّحاً الى أنّه يعرف الكثير عن ‏أبعاد ما يجري، لكن ليس كلّ ما يُعرف يُقال‎.‎

ويوضح برّي انّ الجلسة النيابية العامة المحدّدة في 5 تشرين الثاني لا تزال قائمة ‏في موعدها، «وأنا سأترأسها مهما كانت الظروف لأنّه يجب إطلاق عمل اللجان، ‏خصوصاً لجنة المال التي يجب أن تباشر في درس مشروع الموازنة»، مؤكداً انّ ‏المجلس النيابي لن يُقفل، «بل المطلوب تفعيل نشاطه في مثل هذه الاوضاع‎».‎

وحين سأل احد النواب الحاضرين عن احتمال عقد اجتماعات لجنة المال خارج ‏مقرّ المجلس الكائن في وسط بيروت، إذا تعذّر وصول أعضائها إليه، في حال ‏استمرّ الحراك على الارض، أجاب برّي: "هذا الامر ليس مطروحاً، ولا يصحّ أن ‏تعقد اللجنة اجتماعاتها إلّا في المجلس، علماً انّ القوى العسكرية والأمنية معنية ‏باتخاذ الإجراءات اللازمة"‏‎.‎

وماذا عن استمرار قطع بعض الطرق؟ ينبّه برّي الى أنّ هذا السلوك يضرّ ‏المتظاهرين بالدرجة الاولى، «لأنّه يولّد نفوراً بينهم وبين المواطنين الآخرين ‏وبالتالي يسيء الى قضيتهم‎».‎

وعندما سُئل عن تفسيره للّيونة التي يتعامل بها الجيش مع ظاهرة إقفال المحتجّين ‏الطرق، اكتفى بالقول: "إسألوا الجيش"‏‎.‎

وقيل لرئيس المجلس إنّ المتظاهرين يعتبرون أنّ هذه الطريقة هي الأجدى لإيلام ‏السلطة والضغط عليها حتى تلبي مطالبهم، فأجاب مبتسماً: "نصيحتي لهم انّ هناك ‏‏138 وسيلة أخرى يمكن أن يضغطوا عبرها على السلطة غير إقفال الشوارع، ‏وإذا أرادوا أن يطلعوا عليها، انا جاهز لكي أشرحها لهم". وأضاف ضاحكاً: "إنّي ‏مستعدّ أن أضع خبراتي على هذا الصعيد في تصرفهم"‏‎.‎

وحول إمكان ان يخوض حواراً مع ممثلين عن الحراك الشعبي في خصوص ما ‏يطرحونه، يلفت برّي الى انّ الرئيس ميشال عون أبدى استعداداً لمحاورتهم وفتح ‏أبواب قصر بعبدا أمامهم‎.‎

ولماذا لا تتوجه بخطاب مباشر الى اللبنانيين عموماً، وبالأخصّ المتظاهرين الذين ‏يتساءلون عن سرّ صمتك؟ يجيب برّي: ماذا سأقول لهم؟ ليس هناك حلّ منجز بعد، ‏حتى أستند اليه في أيّ إطلالة‎.‎

وهل يمكن أن يكون إجراء انتخابات نيابية مبكرة هو المخرج من المأزق الحاليّ، ‏كما يطالب جزء من المحتجّين؟

يشدّد برّي على أنّ القرار في هذا الشأن من اختصاص رئيس المجلس حصراً، ‏قائلاً: هذه المسألة اتركوها لنبيه برّي.. اسمحوا لي فيها. ويتابع: قبل طرح إجراء ‏الانتخابات، فلنتفق أوّلاً على قانون الانتخاب، مع الإشارة الى انّ كتلة التنمية ‏والتحرير قدّمت مشروعاً يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية، إنّما هناك ‏آراء متباينة في شأنه‎.‎

وهل تقبل بانتخابات مبكرة إذا جرى إقرار مشروعكم؟ يجيب برّي على الفور: إذا ‏حصل ذلك، أنا مع حصول الانتخابات أمس قبل اليوم، وانا أعتبر انّ المشروع ‏المقدم من قبلنا هو مدخل متقدّم لإلغاء الطائفية السياسية وبناء الدولة المدنية‎.‎

ويؤكد رئيس المجلس أنّ لقاءه مع وفد تكتل «لبنان القوي» كان ايجابياً، «وقد ‏تفاهمنا على التعاون في المجال التشريعي»، مشيراً الى انّه جرى البحث خلال ‏الاجتماع في مشاريع القوانين المطروحة من التكتل والمتعلقة بمكافحة الفساد‎.‎

وضمن هذا الإطار، يوضح برّي انّه أبلغ الى الوفد انّ مشروع رفع الحصانات ‏يحتاج الى تعديل دستوري، لأنّ الدستور يلحظ الحصانة، «وإذا كان التكتل مستعدّاً ‏للخوض في تعديل من هذا النوع، فأنا جاهز‎».‎