أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي في الهواء لتفريق محتجين تجمعوا على جسر في وسط العاصمة بغداد، ولم ترد أي أنباء عن حدوث إصابات.
وكان محتجون قد قطعوا جسر الشهداء بعد ظهر الثلاثاء، سعيا إلى تعطيل المرور في البلاد، بينما واصل آلاف المتظاهرين المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العاصمة والمحافظات الجنوبية.
وأفاد مصدر أمني في بغداد، بأن المتظاهرين قاموا بقطع الطرق الرئيسية في منطقة حافظ القاضي وسط المدينة. وان "قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين".
وتقع منطقة حافظ القاضي في شارع الرشيد على الطريق الرابط ما بين البنك المركزي العراقي وجسر الأحرار باتجاه جسر السنك، ومن بعدها ساحة التحرير وجسر الجمهورية.
وقتلت قوات الأمن العراقية 13 محتجا في الفترة ما بين الاثنين والثلاثاء، متخلية عن ضبط النفس الذي مارسته خلال الهدوء النسبي الذي استمر أسابيع في محاولة لإخماد حركة الاحتجاج.
وفرقت قوات الأمن بالقوة في مدينة البصرة الغنية بالنفط اعتصاما، لكن لم تحدث إصابات، بحسب ما قالته مصادر أمنية، بعد احتشاد محتجين أمام مبنى الحكومة في المحافظة.
ونددت السفارة الأمريكية في بغداد اليوم بقتل وخطف محتجين عزل على يد قوات الأمن في العراق، وحثت زعماء البلاد على "التفاعل عاجلا وبجدية" مع المتظاهرين.
وقالت السفارة في بيان "نشجب قتل وخطف المحتجين العزل وتهديد حرية التعبير ودوامة العنف الدائر. يجب أن يكون العراقيون أحرارا لاتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن مستقبل بلدهم".
قطع الإنترنت
وكانت السلطات العراقية قد قطعت مرة أخرى شبكة الإنترنت بالكامل في بغداد وجنوب البلاد، حيث دخلت الاحتجاجات الداعية إلى "إسقاط النظام" شهرها الثاني، بعد ساعات من مواجهات قرب مقار حكومية في العاصمة وسط تخوف من الدخول في دوامة عنف.
وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من تشرين الأول الماضي، أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل نحو 270 شخصاً، بحسب إحصاء أوردته وكالة فرانس برس للأنباء، في وقت تمتنع السلطات فيه منذ نحو أسبوع عن نشر أعداد رسمية.
واتسمت الموجة الأولى من الاحتجاجات، بين الأول والسادس من تشرين الأول بوجود قناصة على أسطح بعض المباني يستهدفون المتظاهرين، لكن هويتهم لا تزال مجهولة بالنسبة إلى السلطة، التي أعادت إلى الأذهان تلك المرحلة بقطعها مجدداً للإنترنت في بغداد وجنوب البلاد.
بينما اتخذت الموجة الثانية من الاحتجاجات المطالبة بـ"إسقاط النظام"، والتي استؤنفت في 25 تشرين الأول، بعد استراحة 18 يوماً بسبب أربعينية الإمام الحسين، طابع العصيان المدني السلمي، إلا أن الموجتين اتسمتا بالعنف بشكل واضح.