عرب وعالم

القمع الايراني مستمرّ.. والمدارس مغلقة غدًا

تم النشر في 18 تشرين الثاني 2019 | 00:00

‏ توثق ‏الصور المسربة من إيران، رغم انقطاع الإنترنت، حجم التظاهرات الآخذة بالاتساع في مدن البلاد. ‏وتوثق أيضاً قوات الأمن وهي تقمع المحتجين وتتصدى لهم بالرصاص الحي، فقتلت في 3 أيام ما يقارب ‏الـ60 متظاهراً، بحسب ناشطين إيرانيين‎.‎

ورغم كل الفيديوهات والصور والأنباء، فالحكومة تتحدث عن عودة الهدوء، وفي الوقت نفسه، تتوعد ‏قوات الأمن بمواجهة صارمة مع المتظاهرين‎.‎

شبكة حقوق الإنسان في كردستان إيران أعلنت سقوط 16 قتيلاً في كرمنشاه خلال 4 أيام من الاحتجاجات، ‏فيما حمّل رئيس السلطة القضائية في إيران الرئيس، حسن روحاني، مسؤولية الاحتجاجات‎.‎

فأطلقت قوات الأمن الإيرانية الرصاص الحي على متظاهرين في منطقة عفيف آباد في شيراز، والتي ‏شهدت أيضاً إحراق مصارف، بحسب ما ذكرت موقع إيرانية، فيما هدد مدعي عام كرمنشاه المتظاهرين ‏بالإعدام بتهمة "محاربة الله". يأتي ذلك فيما أفادت مواقع إيرانية بتعطيل الدراسة في طهران غدا الثلاثاء، ‏بسبب الاحتجاجات‎.‎

كما تغلق الاسواق وسط إضراب عام وتشديد الإجراءات الأمنية في مدينة نجف آباد بأصفهان وسط ‏إيران. ونقل الموقع عن بيان للحرس الثوري الإيراني في تعليقه على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بأنه ‏سيتخذ إجراءات حاسمة ضد الإخلال بالأمن، فيما قال محافظ طهران إن الاحتجاجات عمت 22 محافظة ‏من أصل 31‏‎.‎

كما أفادت الأنباء بأن ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، في مدينة "يزد" طلب تعزيزات بعد مهاجمة ‏مكتبه. واندلعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في "إسلام شهر" جنوب طهران، وطلب حاكم المدينة ‏تعزيزات لخطورة الوضع‎.‎



الاحتجاجات تمتد لـ107 مدن

وفيما ذكرت وكالة مهر الإيرانية أن الهدوء والاستقرار يسودان الشوارع الرئيسية في العاصمة طهران ‏ومدينة زنجان، أعلن متحدث باسم جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة شاهين قبادي على تويتر أن ‏الانتفاضة امتدت إلى 107 مدن إيرانية، مشيرا إلى مقتل 61 شخصا في عشر مدن‎.‎

وقد افادت مصادر صحافية،اليوم، أن المحتجين قاموا بإحراق مقر الباسيج في منطقة ملارد غرب ‏العاصمة الإيرانية طهران، فيما يستمر قطع الإنترنت حتى صدور قرار من مجلس الأمن القومي، ‏وتحدثت وكالة "إيرنا" عن مقتل شخصين في "بومهن" غرب طهران‎.‎

وقد اعتقل الامن 30 متظاهراً في مدينة شيراز، فيما قال نائب إيراني إن الاحتجاجات في شيراز "مقلقة ‏للغاية"‏‎.‎

‏ وقالت المصادر إن المحتجين الإيرانيين أحرقوا فروعاً لعدد من المصارف في أصفهان أمس الأحد‎.‎

وقد وصلت أعداد المتظاهرين الذين شاركوا في الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية على مدى 3 أيام ‏إجمالاً إلى 87400 شخص، بحسب ما أفادت به وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، مضيفة أن الاحتجاجات ‏هي الأعنف مقارنة باحتجاجات عام 2017‏‎.‎

الوكالة قالت أيضاً إنه تم اعتقال ما يقرب من 1000 شخص في احتجاجات إيران حتى الآن، وأشارت إلى ‏وجود ما اعتبرته عناصر مندسة بين المتظاهرين، مؤكدة أيضاً أنه تم مهاجمة أكثر من 100 مصرف ‏خلال الاحتجاجات‎.‎

وأدت أعمال العنف ضد المتظاهرين في المدن الإيرانية على مدار 3 أيام إلى سقوط 36 قتيلاً‎.‎

وشهدت العاصمة طهران مظاهرات ليلية تخللتها مواجهات مع قوات الأمن وقطع طرقات من قبل ‏المتظاهرين‎.‎

وأطلق متظاهرون شعار الموت للدكتاتور، وأضرموا النيران في وسط العاصمة الإيرانية طهران، ‏احتجاجاً على رفع أسعار البنزين‎.‎

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات قالوا إنها لتظاهرات خرجت في مدينة أصفهان ‏ليلاً وحاولت قوات الأمن تفريقها بإطلاق الرصاص الحي‎.‎

كما تداول ناشطون مقطع فيديو مصوراً يظهر اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في مدينة شيراز‎.‎

من جانبه، هدَّد وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، المحتجين بتحريك قوات الأمن ‏لاستعادة الهدوء، إذا استمرت الأعمال المخلة بالأمن وراحة المواطنين. وأشار إلى أنه تم التعامل مع ‏الاحتجاجات بضبط النفس حتى الآن، بحسب تعبيره‎.‎

تصريحات وزير الداخلية جاءت بعد أن هددت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتعامل بقوة مع أي "إخلال ‏بالقانون"، وأنها لن ندخر جهداً في حماية الأمن القومي الإيراني، بحسب تعبيرها‎.‎


استخدام "القوة المميتة" ضد المتظاهرين

من جهته، ندد البيت الأبيض باستخدام السلطات الإيرانية لما وصفها بـ"القوة المميتة" ضد المتظاهرين في ‏إيران وفرض قيود صارمة على الاتصالات، في وقت دعت ألمانيا لاحترام الاحتجاجات المشروعة‎.‎

في السياق ذاته، قال براين هوك، المبعوث الأميركي الخاص بإيران، إن الشعب الإيراني مستاء من النظام ‏الحاكم، وإن الاحتجاجات على الارتفاع الحاد في أسعار البنزين أحدث مثال على ما يشعرون به من ظلم‎.‎

وخلال لقاء على شاشة "الحدث"، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورجان أورتاغاس، على أن ‏النظام في إيران هو المسؤول عن الاحتجاجات الشعبية التي خرجت ضده، مشيرة إلى أن هذه الاحتجاجات ‏أكبر بكثير من موضوع رفع أسعار البنزين‎.‎


رجوي: سنطيح بالنظام

زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، بدورها أكدت في كلمة لها على أن النظام الإيراني يتصور عبثاً ‏أنه يستطيع بالقتل والاعتقال إيقاف عجلة الانتفاضة، مضيفة أن الشعب الإيراني والمقاومة عقدوا العزم ‏على الإطاحة بهذا النظام وإقامة السلام والديمقراطية والسلطة الشعبية في إيران‎.‎

وطالبت رجوي في كلمتها المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بدعم مطالب الشعب الإيراني ‏لإسقاط النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران‎.‎