في اليوم الـ50 من الانتفاضة الشعبية، أقدم متظاهرون على قطع عدد من الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية صباحاً، كساحة النور شمالا، وطريق المصنع بقاعاً، تقاطع برج الغزال جزئيا في بيروت، كما قُطع الطريق على المسلك الغربي لأوتوستراد غزير بالاطارات المشتعلة. أما ضمن نطاق زحلة والبقاع فقطعت طرقات غزة - مفرق راشيا، الصويري - مفرق دار الحنان البقاع الغربي.
إشارة الى أن مفرق شويت أعيد فتحه أمام حركة السيارات بعد أن تم قطعه صباحا، وكذلك الأمر بالنسبة لطريق صوفر. واُعيد فتح الطريق الدولية العبدة - المنية عند نقطة المحمرة. وعملت جرّافة على ازالة الاتربة والعوائق من وسط الطريق. وتبعا لذلك، فإن معظم الطرق في محافظة عكار باتت مفتوحة. كذلك، اُعيد فتح السير على تقاطع برج الغزال بيروت، كما اُعيد فتح طريق المصنع راشيا باتجاه البقاع الاوسط.
الاحتجاجات: أما في شريط الاحتجاجات امام مؤسسات ومرافق عامة، أقفل محتجون صباح اليوم، البوابة الرئيسية لمصلحة تسجيل السيارات والآليات في النبطية (النافعة)، مطالبين "بمحاسبة ناهبي المال العام".
ورفع المحتجون العلم اللبناني على بوابة المدخل التي اقفلوها وسمحوا فقط للموظفين بالدخول الى مكاتبهم، كما بثوا الأناشيد الحماسية من مكبرات للصوت وضعت في المكان مرددين الهتافات.
ووقع إشكال بين عدد من المحتجين الذين أقفلوا البوابة الرئيسية للنافعة، وبين أصحاب مكاتب السوق، ومعقبي المعاملات الذين رفضوا إقفال المصلحة وتعطيل مصالح المواطنين.
وحصل تدافع وتلاسن بين الطرفين، تخلله إيقاف مكبرات الصوت التي كانت تبث الأناشيد، ولا يزال المحتجون يقفلون الباب الرئيسي للمصلحة ويمنعون المواطنين من الدخول.
وفي عكار، نفّذت مجموعة من طلاب معهد حلبا المهني والتقني الرسمي إعتصاما امام المعهد وهتفوا لزملائهم بالخروج من صفوفهم مطلقين الهتافات التي تطالب بـ"التغيير" مؤكدين أنهم "لن يدخلوا الى صفوفهم حتى تحقيق مطالب الحراك الشعبي".
من جهتها، اعطت إدارة المعهد حرية الإختيار بالتعليم للطلاب وطلبت من الممتنعين عن الدخول الى صفوفهم بأن يأتي ولي أمرهم معهم في حال قرروا الدخول الى صفوفهم، إلا أن قلة من الطلاب رفضوا الدخول الى المعهد وتوجهوا للإعتصام في ساحة خيمة الإعتصام في حلبا.
وإعتصم المحتجون من الحراك الشعبي في خيمة إعتصام حلبا، ومجموعة من الطلاب في مدينة حلبا أمام المراكز التالية: المالية والعقارية والمساحة ومصلحة المياه ومركز أوجيرو ومركز وزارة العمل والريجي والتنظيم المدني ومركز التعليم المهني والتقني ومؤسسة كهرباء حلبا، مطلقين الهتافات المطالبة بالتغيير والمطالب المؤيدة للحراك الشعبي، كما هتفوا للموظفين الذين لبوا نداءهم بالتوقف عن العمل.
وأكد المحتجون أن "تحركاتهم مستمرة وتتجه نحو المزيد من التصعيد حتى تحقيق المطالب".
أما المصارف في حلبا، ففتحت أبوابها، والعمل فيها طبيعي، وكذلك فتحت الثانويات والجامعات والمعاهد والمدارس الرسمية والخاصة.
وفي طرابلس، اقفل الطلاب الجامعيون دار العين المؤدية إلى الجامعات اللبنانية في المدينة، كما أقفل الثوار مؤسسة مياه لبنان الشمالي (مصلحة المياه).
وبدأت التحركات الطالبية في طرابلس منذ الصباح الباكر، وعمد المحتجون الى قطع عدد من الطرق الداخلية لاسيما الطريق العام عند طلعة البحصاص الهيكلية بالاطارات المشتعلة، وركنوا السيارات والحافلات وسط الطريق.
كما جابت مسيرة معظمها من الشابات وطالبات المدارس شوارع منطقة ابي سمراء، وقام محتجون آخرون بإقفال الباب الخارجي لاتحاد بلديات الفيحاء وطالبوا الموظفين بمغادرة المبنى وترك مكاتبهم، كذلك نفذوا اعتصاما امام شرطة بلدية طرابلس مرددين هتافات مطلبية. وعند الاوتوستراد الرئيسي الذي يربط المدينة بعكار، قطع المحتجون الطريق بالعوائق وحاويات النفايات، وسط انتشار كثيف للجيش وقوى الامن الداخلي.
وشهدت المدينة حركة خجولة وفتحت المحال التجارية والمدارس والجامعات ابوابها الا ان العديد من الطلاب والموظفين لم يتمكنوا من الوصول الى مدارسهم ومكاتبهم.
وفي صيدا، توافد منذ ساعات الصباح محتجون وطلاب مدارس الى ساحة تقاطع ايليا، تلبية للاضراب العام احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية، ما أدى إلى إقفال جزئي لاتجاهات التقاطع وسط انتشار عناصر الجيش في المحيط.
وانطلقت مجموعة من المحتجين وغالبيتهم من طلاب المدارس في مسيرة راجلة من ساحة ايليا في صيدا إلى المرافق العامة لإقفالها بدءا بشركة كهرباء لبنان ومركز الاتصالات "أوجيرو" وعدد من المصارف، في حين توجهت مجموعة أخرى إلى سوق صيدا التجاري بهدف إقفال المحال. ونفذ المتظاهرون وقفات احتجاجية أمام المرافق العامة في صيدا: اوجيرو ومبنى الكهرباء ومياه لبنان الجنوبي والسوق التجاري.
وشهدت مدينة صيدا صباحا سلسلة تحركات احتجاجية نفذها شبان وطلاب من الحراك الشعبي أمام كلية الصحة - الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية وجامعة الـliu بهدف تعطيل دراستهم والانضمام الى الحراك. كما تجمعت مجموعات أخرى امام المدارس والمرافق والمؤسسات العامة والخاصة وفرع مصرف لبنان وبعض بمصارف المدينة رفضا لسياستهم المالية. وقرعوا على الطناجر وبحجارة على العوائق الحديدية، وسط إجراءات للجيش وقوى الامن الداخلي في المكان.
من جهة أخرى، أعاد تجار سوق صيدا التجاري فتح ابواب محالهم بعد إقفالها بشكل رمزي لمدة ساعتين تلبية لدعوة حراك المدينة للاضراب. فيما استمر أصحاب محال الصيرفة بمزاولة معاملاتهم المالية اليومية كالمعتاد.
وأعلن حراك صيدا في بيان "توقيف الناشطة ن.ق من امام فرع مصرف لبنان في المدينة".
كما نفذ لطلاب إعتصاماً امام مدرسة الشويفات العمروسية الرسمية.
وشهدت مدينة صور وجوارها اجواء طبيعية وهادئة، حيث فتحت المدارس ابوابها كالمعتاد امام الطلاب والطرق مفتوحة بكافة مساربها، وقد توافد عدد من المواطنين الى المصارف وماكينات الصراف الآلي لسحب الأموال، حيث سجل اشكال بين احد المودعين وإدارة احد البنوك بسبب عدم اعطائه البنك المبلغ الذي يريده نقدا، فحصل تلاسن بينه وبين الإدارة. اما بالنسبة لمحطات الوقود فعملت بشكل طبيعي.
إلى ذلك، سيطر الهدوء على منطقة حاصبيا وجوارها، بعد أن عمد الجيش إلى فتح الطرق التي كان قد اقفلها المحتجون صباحا، وتعتبر الحركة طبيعية حيث فتحت كافة المدارس والثانويات الرسمية والخاصة أبوابها أمام الطلاب، وكذلك الدوائر والمؤسسات وكذلك الدوائر والمؤسسات الحكومية والمصارف أيضا. وتسير دوريات للقوى الأمنية والجيش بهدف الحفاظ على الامن وتسهيل حركة المواطنين.
وانطلقت مسيرة طالبية من سوق حاصبيا، شارك فيها طلاب ثانوية حاصبيا الرسمية وعدد من أبناء حاصبيا، حاملين الاعلام اللبنانية، منددين ب"الاوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي وصلت لها البلاد".
وشهد قضاء الكورة حركة طبيعية وفتحت المدارس والجامعات والمصارف، كما ان محطات البنزين تعمل بشكل عادي. وفتحت طريق ضهر العين - الهيكلية.
من جهة أخرى، تجمع عدد من المحتجين امام مقر جمعية المصارف، احتجاجا على تعامل المصارف مع المودعين، بعد تحديد المصارف سحب مبلغ معين حتى من داخل المصرف. واعلنوا انهم سيقومون بجولة على مصارف عدة في بيروت، مطالبين بتوضيح حول القرار الجديد للمصارف.
كما شهدت منطقة الهرمل في البقاع الشمالي أجواء طبيعية وهادئة، فتحت معها جميع المدارس وسائر الدوائر الرسمية والمصارف شهدت إقبالا وكذلك محطات الوقود، في الوقت الذي سادت حالة من الجمود في الاسواق نظرا لتفاوت اسعار السلع، بينما المحطات وفرت المحروقات مع ارتفاع الطلب على مادة المازوت مع بداية انخفاض درجات الحرارة.