لليوم الثاني على التوالي إحتشد المحتجون في شوارع بيروت وعدد من المناطق اللبنانية احتجاجا على تعثر تشكيل الحكومة وازدياد حدة الأزمة الاقتصادية والمالية. فقطعوا الطرقات وعمّت التحركات العديد من المناطق، وفي حين فتحت بعض المدارس أبوابها علّقت أخرى الدروس بسبب الأوضاع وحرصاً على أمن التلاميذ وسلامتهم.
جنوباً، تحديداً في صيدا، ساد الهدوء في المدينة بمختلف شوارعها وأحيائها لاسيما ساحة تقاطع ايليا في المدينة التي ما زالت مساربها الاربعة مقفلة لليوم الثالث في الخيمة التي وضعت في وسط الساحة على الرغم من محاولات الجيش إقناع المحتجين إزالتها وفتح الطريق أمام المواطنين.
كما أعلنت بعض المدارس الخاصة إقفال أبوابها واختتم المحتجون ليلتهم بمسيرة احتجاجية نحو فرع مصرف لبنان، تضامنا مع شبان الحراك في بيروت، واشعال النيران على أرصفة مداخل المصارف في شارع رياض الصلح مع ساعات الفجر.
وإنطلق محتجون من ساحة إيليا في صيدا باتجاه شارع رياض الصلح، حيث نظموا وقفة احتجاجية امام عدد من محلات الصيرفة، وسط إجراءات للقوى الأمنية، وأجبروا أصحابها على الإقفال.
وطالب المحتجون الصرافين "باعتماد السعر الرسمي للدولار "متهمين إياهم" بالمساهمة في ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية لتحقيق الأرباح الطائلة".
شمالاً، تفاوتت نسبة المدارس والجامعات الخاصة التي فتحت أبوابها في قضاء الكورة، حيث اقفل بعضها، خصوصا أن عددا كبيرا من طلابها من مناطق طرابلس والجوار، في حين التزمت المدارس الرسمية بقرار وزير التربية. وزاولت المصارف عملها بشكل طبيعي، كما أن الطرق التي كانت قد أقفلت صباحا تم فتحها وتشهد زحمة سير.
واعتصم عدد من المحتجين أمام مصارف في كفرصارون وكفرعقا في الكورة، منددين "بالسياسات المالية في حق صغار المودعين"، في ظل انتشار لعناصر من قوى الأمن الداخلي.
وفي طرابلس، أقفل عدد من الطلاب دوار السلام وأشعلوا الاطارات وأقفلوا عدداً من الطرقات في المدينة.
كذلك، نفذ طلاب كليات الهندسة ومعهد العلوم الاجتماعية والعلوم والفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية - فروع الشمال وقفة تضامنية مع زميلهم عبد الرؤوف المصري الطالب في كلية الهندسة - الفرع الأول أمام مستشفى المظلوم الجديدة، حيث يخضع لعمليات جراحية دقيقة جراء إصابته مساء أمس عند دوار البحصاص برصاص مطاطي أطلقه الجيش لتفرقة المحتجين.
وأعرب والد المصري عن تأثره لهذه الحادثة ولا سيما أن نجله "كان يتظاهر سلميا مطالبا بحقوق ومطالب اللبنانيين"، مبديا استياءه "لعدم زيارة أي جهة أمنية نجله في المستشفى وإعداد تقرير عن الحادثة".
وبقاعاً، اعتصم محتجون اعتصموا أمام مركز "أوجيرو" في بعلبك، ومنعوا دخول المراجعين، ورشقوا فرع الشبكات بالحجارة. وحضرت عناصر الجيش وقوى الأمن ومنعوا المتظاهرين من دخول المبنى.
أما في جبيل، فقد قطع محتجون الاوتوستراد على المسلك المؤدي الى الشمال، كذلك دخل عدد من المتظاهرين الى مكاتب شركة الكهرباء في جبيل. تحرك لثوار جبيل أمام شركة الكهرباء منذ نصف ساعة وانتقلوا بعدها في مسيرة في السوق التجاري
إلى ذلك، تجمع طلاب جونبة قرب ملعب فؤاد شهاب وتوجهوا إلى أوتوستراد جونية، حيث قطعوه بالاتجاهين.
ووقع إشكال بين مواطنين عالقين في زحمة السير وبين الطلاب المعتصمين، تدخلت القوى الامنية لفضّه.
ووصلت قوة كبيرة من الجيش اللبناني لإعادة فتح الطريق، ونجحت بإزاحة التلامذة والمحتجين والاطارات التي وُضعت بوسط الطريق.
وحصل تدافع بين الجيش والمتظاهرين إنتهى بإعادة فتح الطريق أمام السيارات.
كما وحصل تدافع وإشكال بين الجيش والناشطين على أوتوستراد جونية، وتم توقيف شخصين من منظمي الحراك.
وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن قوة من الجيش وصلت الى اوتوستراد جونيه، وعملت على فتح الطريق، الذي كان قد أقفل .
وأقام الجيش حاجزا بشريا فاصلا بين التلاميذ والطريق، لمنعهم من إقفاله، وكان الجيش أوقف شخصين. وتشهد المنطقة زحمة سير خانقة.
الى الجديدة، حيث انطلقت تظاهرة طالبية من ساحة الجديدة في اتجاه نقطة التجمع المركزية للمحتجين في جل الديب، بمواكبة من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي. وصلت الى الجديدة.
وفي النبطية، نظّم طلاب من الجامعات والثانويات الرسمية والخاصة في المدينة،، تجمعا في حي الجامعات، تحت شعار "بيحقلنا نضوي مستقبلنا"، رفعوا خلاله الأعلام اللبنانية، وبثت الأناشيد الحماسية، ثم انطلقوا في مسيرة جابت شوارع النبطية، وصولا الى أمام سرايا النبطية، احتجاجا على "ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر الدولار"، وسط إجراءات أمنية اتخذتها وحدات من قوى الامن الداخلي.
وفي حاصبيا، نفذ أبناء بلدة حاصبيا والجوار اعتصاما في ساحة السرايا الشهابية أعلنوا فيه عن استمرارهم بالحراك الشعبي، حاملين الاعلام اللبنانية. واستنكروا الارتفاع في أسعار المحروقات والمواد الغذائية. وأعربوا عن احتجاجهم على الأوضاع الاقتصادية.
وبالانتقال الى بيروت، وبعد انتشار فيديو يظهر ألسنة النيران أمام مبنى جمعية المصارف في وسط بيروت بالامس، أوضحت معلومات أمنية وبحسب ما تبيّن من كاميرات المراقبة أن مجموعة من الشبان كانت تفترش الارض أمام المبنى وتتناول الطعام، وبعد الانتهاء أقدم أحد الشبان على تغطية الكاميرا بكيس بلاستيكي، ليعمل الباقون بعدها على إضرام النيران.
ولفتت المعلومات الى أن القوى الأمنية تقوم بالتحري عن هذه المجموعة للتمكن من التعرف عليها.
قطع طرقات
هذا ويستمر المحتجون بقطع الطرقات في مختلف المناطق لليوم الثاني على التوالي تحت عنوان "أسبوع الغضب"، احتجاجاً على التأخير في تشكيل الحكومة والسياسات الإقتصادية والمالية.
في هذا السياق، أعلنت غرفة التحكم المروري أن الطرقات المقطوعة ضمن نطاق محافظة الجنوب في اتّجاه بيروت هي: دوّار ايليا صيدا. ثم أفيد عن فتح مسربين من تقاطع ايليا باتجاه شرق صيدا ومنها نحو اوتوستراد الجنوب –بيروت.
اما الطريق البحرية سالكة باتجاه بيروت، كذلك عند مثلث خلدة ونفق المطار باتّجاه بيروت بعدما كانت مقطوعة. كما قطع المحتجون بعد الظهر طريق كورنيش المزرعة باتجاه البربير.
إلى ذلك، أعادت قوة من الجيش فتح طريق الرينغ بعدما قام المحتجون بإغلاقها باتجاه الصيفي بالعوائق الحديدية.
وعصرا، قطع المحتجون الطريق على جسر الرينغ بالإطارات المشتعلة، وأضرموا النار بالإطارات مقابل كنيسة مار مارون في الطريق الممتدة من جسر الرينغ الى تقاطع الصيفي.
أما الطرقات المقطوعة ضمن نطاق محافظة البقاع فهي: المصنع، المرج، غزة، جب جنين - كامد اللوز، مستديرة زحلة ، مدخل زحلة المنارة، سعدنايل، تعلبايا، قب الياس وجديتا العالي.
قطع السير على مستديرة المنارة مدخل زحلة، وأفيد لاحقاً عن إعادة فتح مستديرتي المنارة و كسارة، وطريقي سعدنايل وتعلبايا، ثم أعاد محتجون قطع طريق تعلبايا الرئيسي بالحجارة.
حصلت عملية كر وفر بين الجيش والمتظاهرين على اوتوستراد زحلة بعد استقدام الاطارات لاعادة قطع الطريق. وعمل الجيش على إزالة السلاسل الحديدية والسواتر الترابية وفتح مستديرة المنارة في زحلة كما الاوتوستراد.
وأفيد عصرا عن قطع السير عند مستديرة زحلة.
وشمالا، قطع عدد من المحتجين أوتوستراد كوسبا - الكورة بالسيارات، رافعين الأعلام اللبنانية.
وعصرا، أبقى المحتجون على الطرقات التي تصل طرابلس ببيروت مقطوعة قبالة "البالما" في ظل تواجد كثيف لعناصر الجيش. كما بقيت الطرقات المؤدية إلى "دوار السلام" مقطوعة بالاطارات المشتعلة والحجارة.
وسمح المحتجون لآليات الصليب الأحمر والجيش وقوى الأمن بالمرور فقط، فيما اصطفت شاحنات النقل الداخلي والخارجي على جانبي الاوتوستراد بانتظار إعادة فتح الطريق.
إلى ذلك تكرر مشهد الزحمة الخانقة على "الطريق البيضاء" التي تصل ابي سمراء بالكورة. كما شهدت طريق مدينة الجنان الجامعية زحمة سير خانقة نتيجة تحويل السير بين طرابلس والكورة
وفي صوفر، اصبحت الطريق الدولية سالكة في الاتجاهين، بعد أن أقفلت صباحاً، فيما لا تزال الطريق عند مفترق بلدة شويت مقفلة جزئياً وفتحت على مسرب واحد في الاتجاهين ويُسمح بمرور سيارة واحدة.
وأصبحت الطريق الدولية في منطقة عاليه سالكة في الاتجاهين حيث جرى فتحها من قبل المحتجين
وصباحاً، افادت غرفة التحكم المروري ان اوتوستراد شكا - جبيل - جونية - جل الديب وصولاً الى بيروت سالك حالياً بالاتجاهين. كما ان جميع الطرقات ضمن بيروت سالكة حالياً.
وعلى طول الساحل الممتد من منطقة العقيبة حتى نهر الكلب الطريق سالكة وحركة السير طبيعية، مع انتشار عناصر من القوى الأمنية على جانب الطريق.
كذلك، فُتحت الطريق عند مستديرة ببنين - العبدة.
تصوير حسام شبارو