ساهمت غزارة الأمطار إلى حد كبير في عودة الهدوء إلى وسط بيروت، بعدما أجبرت المتظاهرين على المغادرة، حتى من منطقة الصيفي التي كان عدد منهم قد لجأ إليها، وتقوم وحدات سيارة من الجيش بدوريات في المنطقة للتأكد من مغادرتهم بشكل كامل.
وكانت "الوكالة الوطنية للاعلام" قد لفتت في وقت سابق الى ارتفاع حدة التوتر بين المتظاهرين وعناصر مكافحة الشغب، في شارع البلدية أمام مدخل مجلس النواب، وأن مسعفي الصليب الأحمر اللبناني، عالجوا عددا من المصابين ميدانيا ونقلوا آخرين إلى مستشفيات في المنطقة.
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني، عبر "تويتر"، أن عناصره نقلوا 38 جريحا من وسط بيروت إلى المستشفيات، كما تم إسعاف 40 إصابة في المكان.
كما أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، عبر "تويتر"، أن 7 سيارات إسعاف تابعة لها "منتشرة في وسط بيروت وتعمل على نقل الإصابات إلى المستشفيات على أثر ما تشهده المنطقة من توترات أمنية".
وكان قد صدر عن قوى الامن الداخلي البيان التالي: " نطلب من المتظاهرين الابقاء على الطابع السلمي للتظاهر والابتعاد عن الاعتداء على الاملاك الخاصة والعامة والتهجم على عناصر قوى الامن بالمفرقعات والحجارة وغيرها من وسائل الاذية التي لن تنتج سوى الفوضى وخسائر مادية وجسدية".
وفي بيان آخر طلبت قوى الامن الداخلي مجدداً من "المتظاهرين السلميين المحافظة على سلمية المظاهرة ومنع المشاغبين من الاستمرار في الاعتداءات او الابتعاد من مكان اعمال الشغب لاننا سنكون مضطرين لردع مثيري الشغب ووقف التعدّي وفقاً للقانون"
وجاء بيان قوى الامن بعد عودة المواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية في وسط بيروت مساء اليوم.
كذلك، أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن أعداد المتظاهرين امام مدخل مجلس النواب في شارع بلدية بيروت، ارتفع بشكل ملحوظ، وأن توترا بدأ يلوح في المكان، نتيجة إقدام شبان على رشق عناصر قوى الأمن الداخلي بالحجارة وعبوات المياه والمفرقعات النارية.
وقد سمع إطلاق قنبلة مسيلة للدموع، تبعها رشق عناصر قوى الأمن الداخلي بالحجارة، لكن متظاهرين تصدوا لملقي الحجارة وأجبروهم على التوقف وعدم إثارة الشغب والتعرض للقوى الأمنية.
وكان قد سجل توترا على الحاجز الذي يفصل مكافحة الشغب والمتظاهرين في محيط مجلس النواب، حين عمد بعض المعتصمين إلى رشق مكافحة الشغب بالحجارة والمفرقعات.
وإنتشر الجيش اللبناني بآلياته وعناصره المجهزة بقوّة، وسيّر دوريات في محيط مجلس النواب، وعاد الهدوء إلى المحلة بعد رشق مكافحة الشغب.
وقامت وحدات من الجيش بتفتيش المتظاهرين ومصادرة المفرقعات والخوذ والادوات الحادة قبل السماح لهم بالتجمع قرب المجلس النيابي.
وسجل هدؤا ملحوظا في المنطقة وسط انتشار كثيف لوحدات من الجيش في وسط العاصمة ومحيطها، لكن المواجهات سرعان ما عادت مع اطلاق المتظاهرين مجددا الحجارة والمفرقعات باتجاه القوى الامنية.
من ثم ذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن التوتر خيّم مجددا في شارع بلدية بيروت أمام مدخل مجلس النواب، وسط استمرار المتظاهرين برشق عناصر مكافحة الشغب بالحجارة، واستقدموا ألواحا خشبية وحديدية لمحاولة اقتلاع السياج الحديدي الذي يفصل بينهم وبين العناصر الأمنية، الذين ألقوا 3 قنابل مسيلة للدموع ردا على استهدافهم بالحجارة، ثم عمدوا إلى رش المتظاهرين بخراطيم المياه، لابعادهم.
وقام متظاهرون بتحطيم زجاج محلات "باتشي" مقابل مدخل مجلس النواب إضافة الى اقتحام مكتب "ألفا" و وقاموا بتحطيم وسرقة محتوياتهما.
ولاحقا وصلت قوة من الجيش إلى شارع بلدية بيروت، وبعد فترة من الهدؤ الحذر تجددت المواجهات أمام مدخل مجلس النواب في شارع البلدية بين المتظاهرين وعناصر مكافحة الشغب.
وكان المتظاهرون قد عادوا إلى مدخل مجلس النواب، بعدما ساروا خلف عناصر الجيش، ثم ما لبثوا أن استأنفوا رشق العناصر الأمنية بالحجارة التي غطت الشارع وحولته إلى ما يشبه ساحة الحرب، مع بقايا القنابل المسيلة للدموع والأعمدة التي عريت من البلاط، إضافة إلى زجاج عدد من المحلات المحطم.
وقرابة العاشرة ليلا أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن المتظاهرين تراجعوا إلى تخوم منطقة الصيفي والأطراف الخلفية لساحة الشهداء، جراء عملية تمشيط قام بها عناصر مكافحة الشغب بمؤازرة الجيش، واستخدام القنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف.
وبعدها، وجراء التساقط الكثيف للامطار، فرغت الشوارع المحيطة بمجلس النواب تماماً من المتظاهرين.