8 حزيران 2019 | 00:00

عرب وعالم

الثورة السورية تفقد مُنشِدها.. و"حارسها" ‏

الثورة السورية تفقد مُنشِدها.. و
المصدر: العربي الجديد

من حارس مرمى أشهر أندية سورية وأعرقها إلى أبرز منشد وأحد أكبر رموز الثورة السورية ‏ضد النظام، حياة عاشها الشاب عبد الباسط الساروت، انتهت، اليوم السبت، بعد إصابة خطيرة ‏تعرّض لها في المعارك على جبهات ريف حماة الشمالي الغربي، المكان الذي اختاره أخيراً للبقاء ‏بعد خروجه مع قوافل المهجّرين من مدينة حمص وريفها‎.‎

ينحدر عبد الباسط الساروت من عائلة مهاجرة من الجولان السوري المحتل، وفق مصادر مقربة ‏منه. وُلد في مدينة حمص عام 1992، وعاش فيها إلى أن بدأت الثورة السورية ضد نظام بشار ‏الأسد، في مارس/آذار عام 2011‏‎.‎

اشتهر الساروت قبل الثورة ببراعته في حراسة مرمى شباب نادي "الكرامة" لكرة القدم ومنتخب ‏سورية للناشئين، واشتهر في الوقت ذاته بموهبة الإنشاد والغناء‎.‎

بدأت الثورة ضد النظام في عموم سورية وبلغت أوجها في مدينة حمص، التي يطلق عليها ‏السوريون "عاصمة الثورة"، وكان الساروت يقود التظاهرات في أحياء الخالدية والبياضة ‏وأحياء أخرى في المدينة، وبات المنشد الأبرز من خلال الأغاني الثورية التي رددها وتناقلها ‏السوريون على وسائل الإعلام‎.‎

من أبرز أناشيده في الثورة "جنة جنة يا وطنا"، ولُقّب على إثرها بـ"بلبل الثورة"، كما لُقب ‏بـ"حارس الثورة" تيمناً ببراعته الرياضية في حراسة المرمى‎.‎

في عام 2013 أُنتج فيلم "العودة إلى حمص" الذي يروي جانباً من حياة الساروت، وركز الفيلم ‏على شخصية الساروت وبروزه في قيادة الحراك السلمي ضد النظام السوري ووصوله إلى حمل ‏السلاح في مدينة حمص‎.‎



 



 











الساروت تنقّل بين أحياء مدينة حمص هرباً من ملاحقة النظام له، وبقي في أحياء حمص القديمة ‏حين اشتد الحصار، ليخرج في مايو/أيار عام 2014 مع كوكبة من الثوار والمدنيين في عملية ‏تهجير كانت الأولى من نوعها في سورية برعاية الأمم المتحدة، بعد حصار وتجويع استمر ‏عامين‎.‎

أثناء حصار مدينة حمص القديمة تحول الساروت إلى قائد عسكري وشكّل كتيبة "شهداء ‏البياضة‎".‎

خلال المعارك، فقد أربعة من إخوته وعدداً من أقاربه، واستمر في العمل المسلح بعد التهجير ‏ووصوله إلى ريف حمص الشمالي‎.‎

في بداية عام 2015 شاعت أنباء عن مبايعة الساروت لتنظيم "داعش"، ووقعت على إثرها ‏اشتباكات بين كتيبته وفصائل المعارضة الأخرى، أسفرت عن قتلى وجرحى، وانتهت المعارك ‏بمغادرة الساروت حمص متوجها إلى تركيا، ومنها عاد لاحقاً إلى ريف حماة الشمالي لينضوي ‏في صفوف فصيل "جيش العزة" الذي يعتبر من الفصائل الرافضة للتفاوض مع النظام وحلفائه‎.‎

عُرف الساروت بإقدامه وشجاعته وعدم خوفه من الموت، وذلك أدى إلى إصابته بإصابات ‏خطيرة عدة مرات، معظمها كانت في قدمه وبطنه، ودائماً ما كان يطالب باستمرار القتال ضد ‏النظام وفتح الجبهات وعدم الجلوس، ودائما ما يكرر عبارة "راجعين يا حمص‎".‎

مصادر مقربة من الساروت تحدثت لـ"العربي الجديد" عن "الساروت الطفل الرجل، الذي يبتسم ‏دائماً للصغير والكبير، وهو ما كان السبب وراء محبة السوريين له، على الرغم من الأنباء التي ‏صدرت حول مبايعته لداعش‎".‎

وفق المصادر، كان الساروت يتكلم بلهجة "بدوية" وأحياناً يتكلم باللهجة الحمصية، وكان يفتخر ‏بعروبته، ودائماً ما كان يردد "الثورة لكل السوريين وليست لحمص فقط"، ويدعو إلى القتال ضد ‏النظام في كل مكان من سورية، ويدعو الفصائل إلى الوحدة وعدم التفرقة‎.‎

وتقول المصادر إن الساروت فضّل، أخيراً، أن يكون جندياً وقائداً لمجموعة في جبهات القتال ‏تحت راية فصيل "جيش العزة" على البقاء في تركيا‎.‎

ومع احتدام المعارك، أخيراً، في ريف حماة الشمالي، تلقى الساروت إصابة خطيرة في بطنه ‏وساقه، خلال محاولة إسعاف مصابين من قصف النظام، نقل على إثرها، الخميس الماضي، إلى ‏تركيا للعلاج، إلى أن فارق الحياة، صباح اليوم السبت‎.‎

أنشد الساروت قبل مفارقته الحياة بأسبوع أغنية بثت على تلفزيون سورية، تحت عنوان "سورية ‏ظلي واقفة رغم الجروح النازفة، لا بد يلفي العيد‎".‎

 



 









 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 حزيران 2019 00:00